على صعيد عرفات: قرابة المليونين من حجاج بيت الله الحرام يؤدون ركن الحج الأعظم

قضى حجاج بيت الله الحرام هذا العام يوم أمس يوم التروية في مشعر منى، الحجاج الذين تجاوز عددهم المليون و800 ألف حاج بدأت طلائعهم  في الوصول إلى مشعر عرفات مساء أمس السبت، استعدادًا للوقوف على صعيده الطاهر اليوم الأحد، التاسع من ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم.

ومع إشراقة صباح اليوم استمرت جموع الحجيج في التوافد إلى جبل الرحمة، حيث سيؤدي ضيوف الرحمن اليوم، صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، في مسجد نمرة، اقتداءً بسنة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، وذلك بعد أن يستمعوا لخطبة عرفة.

بث مباشر حجاج بيت الله الحرام يصعدون إلى “جبل عرفات” لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج

حيث يتدفق نحو مليوني حاج مع شروق شمس اليوم إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج.

كذلك أجريت فجر اليوم في مكة المكرمة، مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، عقب صلاة الفجر، حيث استُـبدلت كسوة الكعبة القديمة بأخرى جديدة، على يد 86 فنيًا وصانعًا، وذلك كما يجري في مثل هذا اليوم من كل عام.

وبحسب التقليد، يتم إنزال الكسوة القديمة وإبدالها بالكسوة الجديدة، التي تمت صناعتها من الحرير الخالص والذهب، في مصنع كسوة الكعبة المشرَّفة بمكة المكرمة.

غياب مفتي السعودية عن الخطبة لأول مرة منذ 35 عامًا

كانت وسائل إعلام سعودية قد ذكرت أمس أن المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، اعتذر عن إلقاء خطبة عرفة لهذا العام في مسجد نمرة بعرفات، لظروفه الصحية، بعد أكثر من 35 عامًا قضاها خطيبًا في يوم عرفة.

كما يذكر أن “آل الشيخ” مفتيًا عامًا في السعودية منذ العام 1999، لكنه يلقي خطبة يوم عرفة منذ تعيينه خطيبًا لمسجد نمرة عام 1402 هـ (1981).

متابعة أمنية

هذا وقد واكب قدوم قوافل الحجيج إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية السعودية، التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الحركة المرورية خلال عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات اتسمت بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج.

وانتشر رجال الأمن والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة عبر مواقعهم المعدة لتنظيم حركة السير ومساعدة ضيوف الرحمن، هذا بجانب تحليق الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها الحجاج لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات، وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج.

بينما أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أن حكومة المملكة تقدم كل التسهيلات لحجاج بيت الله الحرام، ما أسهم في نقل أكثر من 90 % من حجاج التروية إلى مشعر منى ثم عرفات، إضافة إلى نحو 100.000 من الحجاج الذين توجهوا مباشرة إلى مشعر عرفات.، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).

#يوم_عرفة كلهم يتعبدون ربهم ويدعونه بوقت واحد، وكلهم يمسمعهم ويستجيب لهم بنفس الوقت .. شيء عظيم pic.twitter.com/S6eGbpPmCa

— ياسر الفيصل. (@YSalfaisal) September 11, 2016

وبين التركي أنه لم تسجل أي ملاحظات تعكر صفو الحج، سائلًا الله تعالى العون والتوفيق فيما تبقى من مراحل الخطط المعتمدة لموسم حج هذا العام، خاصة أن الخطة الأهم لهذه الحركة بدأت مع فجر اليوم وهي عمليات تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات للوقوف بالمشعر قبل مرحلة النفر بعد غروب الشمس.

كما وصل الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، إلى منى للإشراف على ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة، إلى جانب متابعة مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

الوجهة القادمة إلى مزدلفة

يتوجه الحجيج مع غروب شمس اليوم إلى مشعر مزدلفة، حيث يصلون صلاتي المغرب والعشاء، ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة.

ثم يعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير للتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

هذا ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.