تجربتي في دراسة الماسترز في جامعة ولاية أريزونا كانت تجربة رائعة، فدراستي مكنتني من تطوير مهاراتي الأكاديمية والمهنية بشكل يتناسب مع آخر التطورات في عالمنا، أضف لذلك، هي تجربة جميلة اجتماعيًا بسبب التعدد الثقافي في الجامعات الأمريكية، الأمر الذي أتاح لي الانكشاف على ثقافات العالم أجمع.
تعتبر الجامعات الأمريكية من أفضل الجامعات عالميًا، ليس فقط من حيث الإنتاج الأكاديمي، إنما أيضًا المناخ التعليمي الذي يشمل إعداد الخريجين لسوق العمل، وجودة المدرسين، والحياة الاجتماعية في الجامعة، والرياضة وغيرها من الفعاليات الثقافية.
الدراسة في الولايات المتحدة هي تجربة رائعة، كونها تتيح للطالب إمكانية التعرف على ثقافات عديدة، وتخصصات مبتكرة، ومساقات لا تتوفر في جامعات في دول أخرى، بالرغم من ذلك، فإن الدراسة في الولايات المتحدة مكلفة، إلا أنه من الممكن أن تتوفر منح للطلاب الأجانب، خاصة في أقسام الدراسات العليا، سألخص هنا ثلاث نقاط حول سير القبول للجامعات، وحول التحضير لبعض الامتحانات المطلوبة.
الملاحظات المذكورة هنا هي عامة وتتعلق بالأساس في التسجيل للدراسات العليا، وقد تختلف من شخص إلى شخص بناء على تجربته الخاصة، بناء على جامعته، وبناء على اختلاف متطلبات القبول من جامعة إلى أخرى ومن تخصص إلى آخر.
أولاً: عامل اللغة الإنجليزية
هو عامل أساسي في القبول للجامعات، إلا أنه ليس حاجزًا، يتطلب القبول للجامعات الأمريكية بشكل عام مستوى لغة إنجليزية يعادل ما فوق علامة امتحان توفل TOEFL 80 من 120. الجامعات العريقة مثل هارفارد، تتطلب علامة ما فوق 100، يمكن استبدال ذلك في كورسات لغة إنجليزية تحضيرية في الجامعات، إلا أن ذلك مكلف جدًا. ما الحل إذًا؟
الدراسة الذاتية للامتحان، بعض الجامعات تقبل استبدال التوفل بامتحان IELTS، إلا أن ذلك نادر عامة، لذلك من المفضل الاستعداد لامتحان التوفل.
امتحان التوفل ليس حاجزًا أبدًا، التعرف على مبنى الامتحان والذي يقسم إلى أربعة أقسام: فهم المقروء، والإصغاء، والمحادثة، والكتابة، والتعرف على استراتيجيات الحل هو الذي سيساعدك في تحقيق العلامة المطلوبة.
المصدر الذي ساعدني في التعرف على مبنى الامتحان (مجانًا)، والذي عرفني على استراتيجيات الحل هي قناة NoteFulldotcom على يوتيوب في الرابط هنا، شاهدت الفيديوهات الموجودة، ومن ثم قمت بحل نماذج امتحانات من الموقع الرسمي لامتحان التوفل، والتي يمكن شراؤها بمبلغ رمزي.
موقع آخر يتيح لك تحسين الثروة اللغوية هو صفحة التحضير للامتحانات في قاموس Britannica English هنا، إذ يتيح القاموس التدرب على الكلمات الدارجة في الامتحان.
أيضًا، موقع “ماجنوش” المتخصص بتحضير الطلاب لكل من امتحان التوفل والـ GRE، يقدم مجانًا تطبيقات للهاتف، تثري الثروة اللغوية لامتحان التوفل هنا.
ثانيًا: امتحان الـGRE
تتطلب الدراسات العليا في الولايات المتحدة من الطلاب أن يتقدموا لهذا الامتحان، وقد تتطلب بعض التخصصات، امتحانًا للتخصص، وبعضها تتطلب فقط الامتحان العام للـGRE، يفحص الامتحان طرق التفكير بمنطق، التحليل والكتابة الأكاديمية، ومهارات التفكير الكمي والكلامي.
الامتحان برأيي، ليس بصعوبة بالغة لمن لديه تجربة مع امتحانات التقييم كالبسيخومتري، لم أتمكن من التحضير بشكل كاف للامتحان، إلا أنني أطلعت على مصادر وجدتها مفيدة للدراسة، أساسها الكتاب الرسمي للامتحان، والذي يحتوي على طرق واستراتيجيات حل مختلف الأسئلة، بالإضافة إلى تلخيص النقاط الأساسية التي يجب على المتقدم الانتباه لها.
وجدت صعوبة في القسم الكلامي، وذلك بسبب عدم دراستي لقاموس الثروة اللغوية التابعة للامتحان، والتي تختلف عن تلك المتواجدة في التوفل، تتوفر مصادر مجانية ومدفوعة بمبالغ رمزية على الإنترنت، هنا أرفق بعضها:
عودة إلى “ماجنوش”، يحتوي الموقع على دروس أساسية مجانية ودروس مدفوعة، كذلك يمكن تحميل تطبيقات لقاموس الثروة اللغوية لحفظ الكلمات ودراستها عبر الهاتف، أو من خلال الحاسوب، قتاة Grockit على يوتيوب، قناة GreenLight على يوتيوب.
ثالثًا: التسجيل للجامعات والقبول بها
لا يعتمد فقط على العلامات، تختلف الجامعات الأمريكية عن غيرها باعتمادها على تجربة الطالب وخبرته الأكاديمية والمهنية في مجالات عديدة، ولا تحصره ولا تقيمه فقط من خلال “الأرقام”.
يتم الاطلاع على طلب التقدم للجامعات ككل، ويؤخذ بعين الاعتبار تجربة الطالب وجودة طلبه، لذلك من المهم أن يكون الطلب مكتوبًا بشكل مفهوم، مصاغًا بأسلوب يراعي الكتابة الأكاديمية من حيث ترتيب النص والفقرات، وكذلك من حيث اللغة وقواعدها.
تذكر! الامتحانات والأرقام ليسا العامل الذي يحدد قبولك، لأن عملية القبول هي شاملة لعدة معايير، مع ذلك العلامات الجيدة والمعدل الجيد بالطبع سيساعدك أكثر وأكثر، إلا أنه لا داعي لليأس إذا لم يتم تحصيل أعلى العلامات.
حاولت أن ألخص هنا أهم ثلاث نقاط يتم سؤالي حولها عند التسجيل في الجامعات الأمريكية، أشدد أن هذه تجربة شخصية، وقد تختلف من شخص إلى آخر، ومن جامعة إلى أخرى، فلذلك من المهم الاطلاع دائمًا على شروط القبول للجامعات، ومتطلبات التخصصات المختلفة، إلا أنه وبشكل عام، لا داعي للقلق إذا كانت لديك العزيمة والإصرار للدراسة في الخارج.