دون كلل أو ملل، تُكثف أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية “الموساد والشاباك”، جهودها في البحث بكل الطرق “الخبيثة” لإسقاط الفلسطينيين في وحل “العمالة” والارتباط معهم، لتقديم معلومات “أمنية سرية” تتعلق بالمقاومين أو مواقع المقاومة العسكرية وخاصة في قطاع غزة.
هذه المرة تعتقد أجهزة الأمن الإسرائيلية، إنها وجدت ضالتها في أسهل الطرق للإيقاع بأكبر عدد من الفلسطينيين في شباكها، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم “الفيس بوك”، فجندت ملايين الدولارات وآلاف الإسرائيليين لنصب شباكهم عبر “الفيس بوك” لاستدراج بالفريسة المقبلة والإيقاع بها.
دولة الاحتلال، تسعى لاستغلال مواقع التواصل للترويج لمخططاته الخطيرة، إما لتجميل صورتها، أو لإسقاط الفلسطينيين في وحْل العمالة عبر المساعدات المالية والوظائف والإغواء، خاصة أن المسئولين عن تلك الصفحات “المشبوهة” يتحدثون العربية بطلاقة.
محاولات إسرائيلية خبيثة
وبات “فيسبوك” أكبر مواقع الشبكات الإلكترونية في عالم الإنترنت، وأثار الإفراط في استخدامه موجة من الجدل، لاحتمال استغلال مستخدميها وسلب معلومات خطيرة منهم، من قِبل عصابات الجريمة المنظمة، وعلى رأسها “إسرائيل”.
وتركز أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى اختراق عقول الشباب، وتلويث أفكارهم بفتح صفحات “وهمية” على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسماء مستحدثة كـ”التنسيق والتطبيع” وتقديم المساعدات، وغيرها من الأفكار والوسائل التي يعمل على ترويجها جهاز “الشاباك”، لاختراق الحصن التوعوي الذي شكلته المقاومة لمواجهة مخططات الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية”، وحالت دون سقوط العشرات في وحل العمالة.
مسئول في جهاز أمن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، يقول إن “التنسيق والمساعدات” هما عصا موسى التي تتوكأ عليها المخابرات “الإسرائيلية مستغلة حاجة الفلسطينيين والحصار في ابتزاز المواطنين والإيقاع بهم، فهي لا تعبأ باستخدام كل الوسائل غير الأخلاقية للإيقاع بهم وتسخيرهم كعبيد لجمع المعلومات والتجسس على المقاومة”.
ويضيف: “في سيناريو مُستحدث، رصدت المخابرات الإسرائيلية مبالغ مالية كبيرة للترويج عبر صفحات (فيسبوك) والمواقع الإلكترونية لأهم إنجازات التنسيق الأمني، وكيف أنها تسهم في رفع المعاناة عن المواطنين وتيسير أمور حياتهم اليومية، وكأن الثعلب يتجلى في أفضل صور ورعة! فهم يقتلون الأطفال في المساء ويضعون على قبورهم الورود في الصباح، ويهدمون البيوت على رؤوس أهلها وينسقون لإدخال من تبقى من الأحياء للعلاج، بئس الوِرْد المورود!”.
ويتابع: “ولم تكن المساعدات أو التنسيق الأمني أو التطبيع إلا أسلوباً رخيصاً لتجميل وجه إسرائيل الملطخ بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء، ونافذة لاختراق العقول والتطبيع معها من أجل ابتزازها؛ كي تنبذ المقاومة وتبيع الوطن بأرخص الأثمان وتُنسي الأجيال ميراث الآباء وتاريخهم”.
وشدد بالقول: “فلا الكبار يفرطون ولا الأطفال ينسون، وستبقى هذه الوسائل التي يروج لها الاحتلال عبر مواقع التواصل أساليب مكشوفة ومنبوذة من أجيال كانت أكثر وعياً وأكثر تمسكاً بالوطن”.
الوقوع في فخ الشاباك
ونبهت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سواء في قطاع غزة أو بالضفة الغربية الشباب بالوقوع في الفخ الإسرائيلي، مشددين على ضرورة توخي الحذر واستخدام تكنولوجيا الإنترنت بالشكل المفيد، ومعرفة الطرف الذي تتحدث معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يوسف الشرقاوي، الخبير الأمني والإستراتيجي، أكد أن مواقع التواصل أصبحت كـ”الفخ” الذي تتحكم فيه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لإيقاع أكبر عدد من الفلسطينيين في “العمالة” وجلب المعلومات الأمنية والمهمة منهم.
وأوضح، أن الاحتلال توجه منذ سنوات إلى (فيسبوك)، ولكن حيل إسقاط الفلسطينيين تتطور بشكل كبير، فتجد الصفحات كلها مخصصة باللغة العربية والقائمين عليها يتحدثون العربية بطلاقة، إضافة إلى توزيع المهام بين فئات مختلفة طلبة، وشباب، وشابات وتجار وعمال”.
الخبير الأمني لفت إلى أن “الاحتلال يعلم تماماً أن الـ(فيسبوك) أرض خصبة لتجنيد العملاء، لذلك هو دائماً ما يبدع في الأفكار لجذب المواطنين لصفحته التي تركز على اهتمام المواطنين بصفحات توفر فرص العمل أو الرياضة أو مواقع الربح عبر الإنترنت، ومن خلالها تبدأ المرحلة الأولى من الاستدراج حتى الوقوع في وحل العمالة”.
وأشار إلى أن “الفخ” الذي وقع به الفنان صابر الرباعي قبل أيام، هو “صنيعة الاحتلال بإظهار أن الضابط عربي ويتحدث العربية بطلاقة، مما أجبر صابر على التقاط صورة معه، الأمر الذي استغله الاحتلال جيداً”، ونشر الصورة عبر مواقع التواصل لدعم “التطبيع”.
وذكر أن كل المخططات الإسرائيلية التي لا تمل من استهداف الجالسين أمام أجهزة الحاسوب والهواتف الحديثة ولهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحتاج إلى نشر وعي أمني ومقاوم قبل الوقوع في الفخ الإسرائيلي.
أشهر شركات التجسس الإسرائيلية
وتلجأ العديد من الحكومات إلى شركات التجسس لزيادة الرقابة على شبكة الإنترنت، بهدف الحصول على معلومات، قد تقود إلى قمع الصحافيين والحقوقيين والأقليات والمعارضين السياسيين، إلا أنه في نفس الوقت تتزايد الحملات المدنية لمقاومة سياسات الحكومات، التي تحاول فرض رقابتها على الإنترنت ومتبعة خصوصية الافراد.
وبدأت العديد من الشركات العاملة في الوسط الرقمي، مثل فيسبوك وجوجل، تعزز بنيتها الإلكترونية وتسد ثغراتها الأمنية، لمنع محاولات الاختراق التي تنفذها الحكومات والمتطفلون، حيث تطمح هذه الشركات إلى ضمان ثقة مستخدميها، من خلال الحفاظ على الخصوصية.
-شركة “ناروس” الصهيونية
تمثل الشركات التقنية الصهيونية الريادة في القرصنة الرقمية، و”ناروس” هي إحدى هذه الشركات، التي تعرض خدماتها لحكومات العالم الراغبة في التجسس على مواطنيها، مثلما تقدم برامج الأمن الرقمي لحماية القواعد الإلكترونية من القرصنة.
تعرف الشركة ببرنامجها المشهور “NarusInsight”، القادر على اختراق الشبكات الرقمية المشغلة على مختلف الأجهزة، وتحليل البيانات والمعلومات كميًّا ونوعيًّا، مع إمكانية التحكم في شبكة الجهة المستهدفة.
وتذكر تقارير أن شركة مصر للاتصالات استخدمت برنامج شركة “ناروس” الصهيوني للتنصت على المواطنين، مما أثار قلق البعض في احتمال أن تكون البنية الاتصالية لمصر مخترقة بكاملها من قبل الشركة. وكذلك استوردت البرنامج كل من باكستان والسعودية.
– “نايس سيستيمز” الصهيونية
شركة صهيونية أخرى متخصصة في الأمن المعلوماتي والتجسس، مقرها في تل أبيب، ولها شراكة تعاون مع شركة “هاكينج تيم” الإيطالية، تتعامل الشركة مع جهات مختلفة، تشمل وسائل إعلام وحكومات وشبكات اتصالات، وتعد من أعرق شركات التجسس الرقمية، إذ تأسست منذ 1986.
تطرح الشركة برنامجها “زيوس”، أحد أشهر برامج التجسس التي تقوم بجمع البيانات، باختلاف أنماطها، سواء كانت رسائل أو صوتيات أو مرئيات، حيث صمم خصيصًا لاختراق أكبر قدر ممكن من مواد جهاز الكمبيوتر.