دول كبرى تحظر منتجات يأكلها المصريون لمخالفتها معايير السلامة

1-871164

قرار حظر بعض الدول لمنتجات مصرية دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنًا بإعادة فحص تلك المنتجات والتأكد من سلامتها أو حتى الدفاع عن نفسها، يطرح تساؤلًا حول وضع المنتجات المحلية التي يتناولها المصريون!.

خصوصًا أن المنتجات المعدّة للتصدير تمثل صنف أول عن المنتشرة في الأسواق المحلية، فإذا ظهرت مشاكل صحية في المنتجات المصدرة فكيف سيكون الحال بالمنتجات في الأسواق المحلية؟.

وغير بعيد عن هذا السياق سبق ظهور استطلاع لمركز بصيرة أظهر أن أكثر من 4.3 مليون مصري يتناولون لحم الحمير، شكلوا نسبة 8% من إجمالي الأشخاص الذين تم استطلاع رأيهم والبالغ عددهم 55 مليون مواطن.

وكشفت تقارير صحفية أن عددًا من القصابين يبلغ عددعم 58 متهمين ببيع لحوم الحمير، في قرى كرداسة بالجيزة وقرى القليوبية والقاهرة وأصحاب محال كبرى في القاهرة، كما يتم التحقيق في واقعة استيراد إحدى الشركات الخاصة المصرية لحومًا من دولة البراغواي من كبرى شركات البراغواي “مرفي” والتي تعرف بذبح الحمير وتصديرها، وإدخالها لمصر وبيعها للمواطنين بمستندات رسمية.

حظر منتجات مصرية في أمريكا

ظهرت أزمة جديدة لمصر مع الدول الأجنبية في مجال التجارة والاستيراد، إذ أظهر تقرير أمريكي من مؤسسة F.D.A هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كشف عن قائمة بالشركات والمنتجات الأجنبية الموردة إلى الولايات المتحدة من عدد من الدول حول العالم، ومنها مصر.

إذ كشف التقرير الأمريكي المؤلف من 360 صفحة عن تحاليل مخبرية تؤكد وجود منتجات زراعية مجمدة كالملوخية والسبانخ والبامية والبازلاء والفول الأخضر والخرشوف بالإضافة إلى فواكه عديدة مثل المانجو والجوافة والفراولة، تم ريها بمياه المجاري ومواد يغلب استخدامها في دفن الموتى، وهو ما جعلها سببًا رئيسيًا للإصابة بمرض الكبد الوبائي من فصيلة إيه، كما أشار التقرير أن بعض الفواكه خضعت لعملية إكساب ألوان وطعم بطريقة محرمة دوليًا، ما قد تسبب بأمراض الفشل الكلوي، والكبد، وضغط الدم، كما سلط التقرير الضوء على استخدام الجير الأبيض المستخدم في تركيب البلاط في تبييض الأرز المصري المستورد ما يجعل متناوليه عرضة للإصابة بالسرطان.

أثبتت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية  أن الفراولة المصرية تسببت بالإصابة بمرض الكبد الوبائي فصيلة “إيه” في ولاية فرجينيا الأمريكية.

وأقرت وزارة الزراعة الأمريكية إجراءات صارمة على الورادات المصرية تصل لمنع استيراد الفراولة أو أي منتجات زراعية مصرية تعرضت لمياه المجاري، ووضع شروط بالغة الشدة بما يخص الخضراوات المجمدة التي تصل لأمريكا قادمة من مصر من حيث غسلها بمياه نقية مفلترة، ومنع استيراد الجبن من مصر بعدما كشفت التحاليل احتواءه على مادة الفورمالين التي تدخل في حفظ جثث الموتى.

روسيا والسعودية بعد أمريكا

أعلنت الهيئة المعنية بمراقبة سلامة الغذاء في روسيا فرض حظر على استيراد بعض المنتجات المصرية ومنها الواردات الزراعية حيث تنطوي على مخاطر عالية مرتبطة بالصحة النباتية على حد وصف الهيئة.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الهيئة أن موسكو ستوقف واردات الفاكهة والخضراوات من مصر اعتبارًا من 22 سبتمبر/ أيلول القادم أي بعد خمسة أيام، علمًا أن مصر تصدر إلى روسيا نحو 320 ألف طن من الحمضيات و200 ألف طن من البطاطس إلى جانب البصل والرمان والليمون، بينما تعتبر روسيا من أكبر الدول التي تصدر القمح لمصر، حيث بلغ إجمالي صادراتها لمصر هذا العام نحو 1.5 طن من القمح.

مصر ترفض احتواء القمح المستورد على أي نسبة من فطر الإرغوت

قرار الحظر هذا أرجعه مراقبون إلى أزمة قد تندلع بين روسيا ومصر على خلفية رفض مصر لشحنات قمح يصل حجمها إلى 60 ألف طن في ميناء المنشأ في نوفورسيسك الروسي بسبب مشاكل تتعلق بفطر الإرجوت، حيث أقرت مصر مؤخرًا في 28 أغسطس/ آب قرارًا يمنع أي شحنة قمح تحتوي على أي نسبة من الإصابة بفطر الإرجوت الشائع في الحبوب.

الإرجوت هو فطر طفيلي ينمو على المحاصيل الزراعية يسبب التسمم خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد والكلى.

وقد هددت روسيا بعد هذا الإجراء بحظر استيراد الموالح المصرية، حيث استوردت روسيا موالح مصرية بقيمة 150 مليون دولار تقريبًا في العام 2015 ما يعادل 13% من إجمالي وارداتها من الموالح.

والجدير بالذكر أن روسيا لم ترفع الحظر عن تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر منذ تحطم طائرتها في سيناء العام الماضي والتي أسفرت عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصًا.

كما أوقفت السعودية ممثلة بالهيئة العامة للغذاء والدواء في وقت سابق من العام الحالي بعض الخضراوات والفواكه المستوردة من مصر بعد أن أثبتت التحاليل “عدم ملاءمتها للاستخدام الآدمي”.

وبعد كل تلك الفضائح في المنتجات المصرية المحلية والمصدرة التي لا تكشف عن حجم الاستخفاف بمعايير السلامة والصحة فحسب بل تكشف أيضًا عن حجم الفساد وقلة الرقابة الذي أوصل مصر إلى هذا الحد من التهاون والخذلان والذي نجم عنه، بيع لحوم حمير للمواطنين، وتصدير خضراوات وفواكه مسممة تحتوي على مواد مسرطنة.

مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأزمات تضاف إلى حزمة الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد المصري الذي يستنزف يوميًا، بانتظار اليوم الذي يرفع فيه الراية البيضاء معلنًا استسلامه.