أعلن الجيش الحر بدء العمل في المرحلة الثالثة من معركة درع الفرات بهدف تحرير ريف حلب الشمالي الشرقي من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش ” وقوات سوريا الديمقراطية، بدعم وتنسيق مع الجيش التركي.
مدينتا الباب ومنبج ستكونان محطتين حافلتين في مجريات درع الفرات، حيث تعتبر مدينة الباب أحد أبرز قلاع داعش وأكبر معاقله في حلب، في حين تعد منبج المحررة حديثًا من داعش من قبل قوات سوريا الديمقراطية معقلًا للأكراد ومدينة استراتيجية لاستكمال مشروع إنشاء كيان كردي.
انتهاء المرحلة الثالثة لدرع الفرات رهين بتحرير منبج والباب من قوات سوريا الديمقراطية وداعش.
الأكراد لم ينسحبوا من غربي الفرات
لم تمتثل قوات سوريا الديمقراطية للدعوات الموجهة لها من عدة جهات دولية بالانسحاب الفوري إلى ضفة الفرات الشرقية، وتصر على مواجهة فصائل الجيش الحر المدعومة من قبل تركيا، على أرض منبج. فالانسحاب من منبج بالنسبة للأكراد مرفوض وغير وارد في حساباتهم بحكم أهميتها في وصل كانتوني كوباني بعفرين. لذا فإن المعركة التي سيخوضها الجيش الحر لتحرير المدينة من المتوقع أن تكون من أعنف المعارك منذ بدء عملية درع الفرات.
تمكن الجيش الحر من وصل اعزاز بجرابلس
وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة الباب التي تقع تحت سيطرة داعش فالمدينة تحظى بأهمية بالغة بالنسبة للتنظيم، إذ تعد صلة الوصل مع الرقة “عاصمة” التنظيم. وقبل وصول الجيش الحر للباب فإن معركة من المفترض أن تكون طاحنة بين الجيش الحر وداعش حيث تعتبر دابق بالنسبة لداعش ذات رمزية دينية عالية، وتشير معلومات أن التنظيم أعد للمعركة بشكل كبير واتخذ مقارًا تحت الأرض وزج بمعظم عناصره الأجانب فيها كما يحاول أن يوسع مساحة السيطرة في محيطها، عبر التصدي لمقاتلي المعارضة في ريف حلب الشمالي.
وصل عدد أفراد الجيش الحر في درع الفرات إلى 15 ألف مقاتل بعد وصل اعزاز بجرابلس
يُذكر أن الجيش الحر خلال المرحلة الأولى من العملية حقق تقدمًا كبيرًا على حساب قوات سوريا الديمقراطية أكثر منه على حساب تنظيم داعش، أما في المرحلة الثانية فحصل العكس، حيث كانت أغلب المناطق التي تم تحريرها من يد تنظيم داعش.
قوات المارينز لن تشارك
أثارت مشاركة القوات الأمريكية في العملية ضجة بين أوساط المشاركين من فصائل الجيش الحر في درع الفرات وآثرت بعضها الانسحاب من العملية، بعد دخول قوات أمريكية إلى بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، وأكد قائد فرقة السلطان مراد أنه تم التوصل إلى اتفاق مع قادة فصائل درع الفرات بحضور عسكري تركي ينص على عدم دخول عناصر قوات المارينز الأمريكية إلى المنطقة، على أن ينحصر تواجدهم في الجانب التركي من الحدود للتنسيق على أهداف طائرات التحالف الدولي.
في حين بقي علم الولايات المتحدة يرفرف في مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث يواصل مسلحو (ب ي د) رفع العلم الأمريكي فوق مبنيين يتواجد في أحدهما عدد كبير من أفراد التنظيم.
العلم الأمريكي مرفوع على بنائين لقوات سوريا الديمقراطية في تل أبيض
اتفاق كيري – لافروف يسير لصالح روسيا
من جانب آخر تخشى المعارضة السورية أن يؤدي اتفاق كيري لافروف إلى تقسيم البلاد في ظل خلاف الطرفين على إعلان تفاصيله، فالاتفاق الذي توصلا إليه يهدف بشكل رئيسي إلى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات وشن ضربات مشتركة لمكافحة الإرهاب واستهداف النصرة وداعش ولكن هناك وثائق سرية في الاتفاق آثر الطرفين على عدم إعلانها.
ترى مرح البقاعي مستشارة الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، أن الأمر أبعد من أن يكون لخدمة الأمن العملياتي، كما ورد، فالاتفاق يخدم البلدين فقط، ولذلك تم إبعاد حلفاء البلدين الأوروبيين عن تفاصيله.
كما سعت الولايات المتحدة أمس الجمعة لعرقلة جلسة لمجلس الأمن كان من المقرر فيها تبيان تفاصيل الاتفاق بين الجانبين على لساني كل من سفيرا روسيا والولايات المتحدة في ملجس الأمن. إلا أن الجلسة تم إلغاءها في اللحظات الأخيرة.
وفيما يبدو أن تحفظ واشنطن مقابل إصرار روسيا على عرض تفاصيل الاتفاق لشرعنته أمميًا، يعني أن الرياح تجري لصالح موسكو في سوريا وتتطلع لاستغلال الفرصة قبل رحيل أوباما من البيت الأبيض.
ويؤثر الاتفاق من ناحية أخرى إلى تراجع فكرة الحكومة الانتقالية لصالح تشكيل حكومة محاصصة طائفية، كما هو حاصل في العراق ولبنان، وهذا يعني إنهاء طموح الشعب السوري بإبقاء سوريا دولة موحدة مركزية تهدف لإسقاط النظام السوري المسئول عن تدمير البلاد وقتل وتهجير مئات الآلاف من المدنيين، واستجلاب الميليشيات الطائفية من العراق ولبنان وإيران للقتال إلى صفه وتسليم السيادة الوطنية لروسيا.