رغم تأكيده لعدم وجود اكتشافات نفطية كبيرة، أكد عبد القادر عمارة، وزير الطاقة المغربي، أن بلاده تنوي مضاعفة عدد عمليات التنقيب في سنة 2014 إلى نحو عشرين بئرا، وذلك في إطار عمليات استكشاف الغاز والنفط التي تشهد تسارعا في المملكة، والتي تهدف إلى تعزيز الاحتياطات المتواضعة للبلاد من النفط والغاز.
وتطمح السلطات المغربية إلى تكرار التجربة الغانية، عبر فتح أبوابها لشركة كوزموس و بي بي للتنقيب عن النفط في المغرب انطلاقا من سنة 2014، وهي الشركة التي نجحت في اكتشاف حقل نفطي ضخم في غانا معروف باسم “جوبيلي”،مما حقق قفزة نوعية في الاقتصاد الغاني، حيث تواصل الشركة تنقيبها بحثا عن حقل مماثل لحقل جوبيلي، وتعتقد أنها قد تكتشفه في المغرب قريبا.
وفي شهر أكتوبر تشرين الأول، أعلنت شركة بريتش بتروليوم البريطانية العملاقة عن انضمامها لشركات عملاقة أخرى مثل شيفرون الأميركية وتوتال الفرنسية وربسول الإسبانية، للمشاركة في عمليات التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل المغرب، وخاصة قبالة سواحل الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي يمكن أن يفجر خلافات حادة بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن المملكة.
وفور الكشف عن الاتفاقيات التي أبرمتها المغرب مع الشركات العالمية للتنقيب عن النفط في مناطق واسعة تشمل سواحل الصحراء الغربية، اعتبرت جهات محسوبة على جبهة البوليساريو أن هذه الاتفاقات غير قانونية باعتبار أن المنطقة المعنية بالتنقيب عن النفط مشمولة بالنزاع المعروض على الجهات الأممية للفصل فيه، وأنه لاحق للمغرب في الإقدام على أية خطوة تتعلق بالاستفادة من ثروة المنطقة، حسب صحف مغربية محلية.
في حين يرى متخصصون أنه من حق المغرب إبرام مثل هذه الاتفاقيات مادامت المنطقة خاضعة للسيادة المغربية، ويستدلون في هذا الصدد بآراء خبراء قانونيين تابعين للاتحاد الأوروبي سبق وأن أضفت الصفة القانونية على مثل هذه الخطوات، كما يستدلون بتصويت لجنة متخصصة بالبرلمان الأوروبي على اتفاقية الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتشمل هذه الاتفاقية شواطئ أقاليم المغرب الجنوبية.
وبالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة التقليدية، قالت مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن في المغرب المسؤول عن تنسيق كل عمليات التنقيب، أمينة بنخضرة، خلال زيارة قامت بها مؤخرا إلى واشنطن أن المغرب سيستثمر نحو 25 مليار دولار من الآن حتى نهاية 2020 لتطوير مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مؤكدة أن اكتشاف النفط والغاز لن يؤثر على جهود المغرب في إيجاد مصادر طاقة متجددة.