لوح حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الأم، بالانسحاب من الانتخابات النيابية عبر مذكرة أرسلها مؤخرا الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود، إلى رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور خالد الكلالدة، في احتجاج منه على ما يتوقعه من تزوير وتدخل رسمي في نتائج الانتخابات.
فقد أثار الزيود تساؤلات وتكهنات حول جدية وإمكانية انسحاب الحزب من الانتخابات عندما قال في مذكرته إن “الحزب سيواصل عملية مراقبة الأداء أو الانتهاكات، ودراسة الموقف من الاستمرار بالمشاركة، والإعلان عن ذلك في الوقت المناسب”.
وجاءت مذكرة الزيود إلى الكلالدة بناء على ما اعتبره الحزب “تراجع الهيئة المستقلة للانتخابات عن بعض الإجراءات المعلنة المتعلقة بضمان نزاهة العملية الانتخابية”.
وبين الحزب في المذكرة أن “من الإجراءات التي دعت إلى قلقه، التراجع عن تفعيل الكاميرات الموجودة في المراكز الانتخابية أثناء عملية الاقتراع، واعتماد شاشات صغيرة أثناء عملية الفرز لإبراز ورقة الاقتراع أمام المراقبين، إضافة إلى استمرار عمليات البيع والشراء للأصوات وتحت علم وسمع الجميع”.
ودعا الحزب في ظل هذه الملاحظات والاختراقات، المرجعيات العليا في الدولة إلى “وضع حد لأي جهة كانت تريد التدخل أو التلاعب أو تزوير إرادة الناخبين”.
فهل سينسحب التحالف الوطني للإصلاح من السباق الانتخابي في اللحظة الأخيرة، وذلك بسبب ما أشار إليه من أنباء تفيد بوجود “خطة للتدخل الرسمي في الانتخابات يوم الاقتراع والفرز؛ وذلك لهدف إفشال بعض أو معظم مرشحي الحزب بالدوائر الانتخابية المختلفة”.
للتعليق على هذا، رفض الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود استباق الأحداث وإصدار قرار بشأن الانسحاب أو الاستمرار في العملية الانتخابية، قائلا “لكل حدث حديث”.
وقال الزيود إنه “لدينا معلومات تصل في صحتها إلى الدقة المتناهية عن وجود خطة رسمية تقضي بالتدخل في العملية الانتخابية ضد مرشحي قوائم ائتلاف الإصلاح، وهذا ما يزعجنا ويقلقنا ويدعونا إلى التحذير ودق ناقوس الخطر”.
وأكد الأمين العام أن “حزب جبهة العمل الإسلامي ليس من عشاق المقاطعة أو الانسحاب من الانتخابات، ولا يرغب أصلا بالانسحاب ولكن ما تناهى إلى مسامعنا وما نلمسه على أرض الواقع دعانا إلى إصدار هذه الصرخة”.
ونوه القيادي إلى أن “الحزب وجه دعوة إلى الشعب دعاه فيها إلى تكثيف عملية الاقتراع وانتخاب من هو الأجدر والأكفأ بالمقعد النيابي ليكون ممثلا حقيقا لمن اختاره وانتخبه”.
وأعرب الزيود عن أمله في “الحفاظ على الوعود الرسمية التي قطعتها الجهات الحكومية والمختصة على نفسها، وذلك بالحفاظ على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، والوصول بها إلى بر الأمان دون تدخل أو تزوير أو تلاعب”.
هذا وضمت قوائم مرشحي حزب جبهة العمل الإسلامي أو جماعة الإخوان المسلمون الأم 40 مرشحاً من حملة شهادات الدراسات العليا و24 مرشحاً من المهندسين وخمسة محامين، و5 مرشحين من النقباء المهنيين السابقين، ومرشحين من المتقاعدين العسكريين برتبة لواء، ووزير سابق و 14 نائبا سابقا و6 إعلاميين، وعدد من الشباب بعمر الثلاثين عاما.
وكان رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتور خالد الكلالدة أعلن أن يوم الثلاثاء الموافق 20 أيلول/سبتمبر المقبل، هو الموعد المحدد لإجراء الانتخابات النيابية ويوم الاقتراع.
وجاء تحديد يوم الانتخاب بعد صدور الإرادة الملكية بالأمر بإجراء الانتخابات النيابية بموجب المادة (34) من الفقرة الأولى من الدستور التي أناطت بالملك الأمر بإجراء الانتخابات النيابية بموجب القانون الذي خول الهيئة المستقلة للانتخاب حصرا بتحديد يوم الاقتراع خلال عشرة أيام من تاريخ صدور الإرادة الملكية.
المصدر: أردن الإخبارية