صدرت إشارات وتوقعات إسرائيلة ومصرية تفيد باحتمال عقد لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأول مرة، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أبرزها صحيفتي “يديعوت أحرونوت”، و”إسرائيل هيوم” أن يجري عقد اللقاء اليوم الأربعاء، إلا أن القاهرة التزمت الصمت، ولم تعقب، ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم الرئاسة أو الخارجية.
وقالت صحيفة “يديعوت احرونوت” الصادرة أمس الثلاثاء 20/ 9 “إن مصادر مقربة من نتنياهو رفضت تأكيد أو نفي هذه الأنباء”، ولكنها نقلت عن مستشار رفيع للرئيس السيسي قوله: “أنه يجري معالجة الأمر لكنه لم يتم الاتفاق بعد”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أكّدت منذ حوالي ثلاثة أشهر وجود اتصالات ديبلوماسية تقودها مصر لعقد لقاء ثلاثي في القاهرة قريبًا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما نقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية وقتها أن “جميع الأطراف أبدت رغبتها في عقد اللقاء”.
وغادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو – الثلاثاء – إلى نيويورك لحضور جلسة الجمعية العام للأمم المتحدة، فيما يبقي الرئيس المصري السيسي حتى اليوم الأربعاء في نيويورك بحسب بيان صادر عن الرئاسة، ما يرجح فرص لقائهما.
وكان وزير خارجية مصر سامح شكري قد أجرى زيارة إلى إسرائيل في تموز/ يونيو الماضي هي الأولى من نوعها منذ تسع سنوات، التقى خلالها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، لبحث القضية الفلسطينية ودفع مفاوضات السلام ومناقشة كافة النقاط العالقة بين الجانبين، واعتبرها مراقبون مقدمة للقاء السيسي ونتنياهو.
أيضًا تحدثت صحيفة “إسرائيل هيوم” الثلاثاء عن لقاء محتمل يجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو على هامش مشاركتهما في الدورة الـ 71 للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن “كلاً من أعضاء الوفدين، المصري والإسرائيلي، ناقشا جدول أعمال الوفد الآخر وأن هناك إمكانية للقاء علني بين نتنياهو والسيسي”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم رفض مسؤولين مصريين تأكيد هذه التقارير، إلا أنهم في الوقت نفسه لم ينفوا مضمونها، وقد أكد مسؤول مصري أن السيسي لم يتراجع عن نيته في إحياء عملية السلام و”مبادرة السلام العربية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من نتنياهو رفضها تأكيد أو نفي حصول اللقاء بين الإثنين، فيما نقلت أيضًا عن مصدر قالت إنه “مستشار رفيع المستوى للسيسي”، قوله الإثنين “الموضوع قيد المعالجة لكنه لم يقر بعد”، كما قالت يديعوت أحرونوت.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاهل السيسي، في وقت التقى الرئيس المصري بالمتنافسين على الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، على الرغم من أن مستشاري الأخيرة ضغطوا بألا تلتقي بالسيسي بسبب ممارساته “خروقات فظة لحقوق الإنسان” في مصر والتي تتعارض مع مبادئ الحزب الديمقراطي.
ومما يزيد في فرص هذا اللقاء هو تصريحات نتنياهو الأخيرة بأنه على استعداد للقاء عباس لإجراء مفاوضات مباشرة معه وترحيبه بالمبادرة المصرية.
أيضًا ذكر موقع “إيلاف” الإلكتروني اليوم الثلاثاء أن جهودًا تبذل لترتيب لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وأشار أنه من المتوقع أن يبحث الرجلان العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة، وفي مقدمتها الملف السوري، إضافة إلى قضايا أمنية ذات صلة بشبه جزيرة سيناء والحرب على ما يسمى الإرهاب، ونقلت عن مصادر مطلعة لم تذكرها أن احتمالات اللقاء ارتفعت بعد مشاورات تمت أخيرًا بين مكتبي السيسي ونتنياهو.
وأعلن مكتب نتنياهو أنه من المتوقع أن يلتقي عددًا من الزعماء الأفارقة، وبينهم من لا ترتبط بلادهم بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، دون أن يحددها.
مؤشرات اللقاء
ومنذ إطلاق عبد الفتاح السيسي مبادرته حول السلام الشامل بين إسرائيل وكافة الدول العربية في 17 مايو الماضي، وما أعقبها من زيارة وزير الخارجية المصري للقدس ولقائه نتنياهو، ثم حضور نتنياهو حفل السفارة المصرية بذكري ثورة 23 يوليه لأول مرة، والحديث لا ينقطع عن زيارة نتنياهو لمصر.
وفي أعقاب زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، للقدس المحتلة واجتماعه ببنيامين نتنياهو، 10 تموز/ يوليو الحالي، ذكرت تقارير إعلامية عدة، أنه تجري الآن على قدم وساق الإعدادات للقاء يجمع بين السيسي ونتنياهو، مرجحة أن تتم الزيارة قبل نهاية عام 2016 على أقصى تقدير.
أيضًا توقع حاييم كورين السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر في ختام عمله بالقاهرة، “زيارة مرتقبة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لمصر خلال الأيام المقبلة”، بحسب قوله.
وفي نهاية يوليه الماضي، قالت صحيفة “صوت الأمة” الخاصة، في نسختها الإلكترونية، إن مدينة الإسكندرية المصرية سوف تستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في شهر آب/ أغسطس، مشيرة إلى أن الهدف المعلن للزيارة هو افتتاح “المعبد اليهودي” بالإسكندرية.
وعلق السياسي المصري محمد سيف الدولة على أنباء الترويج الإعلامي لقرب زيارة نتنياهو لمصر، مؤكدًا أن “ما يجري هو جس نبض رسمي لرد فعل الشعب المصري على الزيارة لو تمت”.
وقال “هي على طريقة الإشهار للزواج وكفاية كواليس وزواج عرفي، وتمهيد للزيارة عبر هذا النوع من الحملات”.
وربط السياسي المصري بين الحديث عن قرب زيارة نتنياهو وحالة التطبيع العربية العلنية، وآخرها زيارة رجل المخابرات السعودي السابق أنور عشقي إلى القدس المحتلة، أخيرًا، وتصريحات نتنياهو في منزل السفير المصري بتل أبيب، احتفالاً بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لثورة 23 يوليو، التي أشاد فيها بمعاهدة السلام بين البلدين، شاكرًا السيسي على ما اعتبره “جهوده لدفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وفي الشرق الأوسط الأوسع”.
وأشار أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المحتملة الى الإسكندرية لن تكون الأولى من نوعها للمدينة، إذ سبقه إليها رؤساء حكومات إسرائيلية سابقون إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأشار محمد سيف الدولة إلى “أن الكلام عن مبادرة مصرية للسلام مستقلة عن المبادرة العربية تقبلها إسرائيل ويرحب بها نتنياهو، هو حديث يثير القلق والشك من أن يكون فيه تمريرًا وتمهيدًا للمطالب الإسرائيلية الأخيرة بتعديل المبادرة العربية والتخلي عن حدود 1967 والإصرار على يهودية الدولة وتبادل الأراضي ورفض حق العودة واعتبار القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل”.
ويقول إن المبادرة العربية هي نفسها كارثية بما تضمنته من تنازل عن 78% من أرض فلسطين، فكيف نقبل مبادرة للسيسي بأقل من ذلك أيضًا؟”.
وكانت شائعة وصول نتنياهو للإسكندرية بالفعل قد انتشرت يوم 8 و9 سبتمبر الجاري في المدينة الساحلية، وتحدث نشطاء على مواقع التواصل عن أن نتنياهو سيصل الإسكندرية ليفتتح المعبد اليهودي في منطقة “النبي دانيال” قرب محطة القطارات بوسط المدينة.
نتن ياهو جاي #أسكندرية يفتتح معبد اليهود ف منطقة عندنا أسمها النبي دانيال قرب محطة مصر ??
— نُـور (@Noor25j) August 10, 2016
ونشر النشطاء صورًا لشاب يدعي “باسم جابر” من حركة “الاشتراكيين الثوريين”، قالوا إنه اعترض على زيارة نتنياهو لإسكندرية ورفع لافتة ضد زيارته في منطقة ميامي فقبضت عليه الشرطة وأمرت والنيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، ثم أفرجت عنه، إلا أن الشرطة لم تطلق سراحه من السجن بعد.
وأفاد “المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” بالإسكندرية، أن النيابة قررت إخلاء سبيل باسم جابر، بعد إلقاء القبض عليه، 8 أغسطس أثناء تنظيمه وقفة احتجاجية بمفرده، رافعًا لافتة، اعتراضًا على زيارة نتنياهو، المرتقبة إلى الإسكندرية آخر أغسطس الجاري.
وسادت حالة من الغضب بين القوى السياسية وأهالي الإسكندرية، على خلفية الأنباء التي تم تناقلها عبر فيس بوك عن زيارة نتنياهو للإسكندرية المرتقبة، لافتتاح المعبد اليهودي الواقع بشارع النبي دانيال.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي آراءً موحدة برفض تلك الزيارة، باعتبارها “تطبيع رسمي” مع دولة الاحتلال رغم ما يقومون به من مجازر في فلسطين.
ونشرت صحف منها “هآرتس” والإذاعة الإسرائيلية تعقيبًا على ذلك، أنباء عن أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفي اعتزامه زيارة مدينة الإسكندرية، وقال “إن هذا الأمر غير صحيح”، و”إنه لا يعرف عن مثل هذه الزيارة ولا ينوي إجراء زيارات كهذه”.
هل اتصل السيسي بنتنياهو؟
وفي أغسطس الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعب الجودو الإسرائيلي الذي نافس لاعب مصر في بطولة الجودو في أولمبياد ريو 2016، وهزمه، ورفض اللاعب إسلام الشهابي مصافحته، أنه وصلته “رسالة خاصة من مصر”، مفادها أن “هناك، في مصر، من عبّر عن احترامه وتقديره لفوزه ولمحاولته مصافحة اللاعب المصري”.
بالفيديو:رئيس الوزراء نتنياهو يتحدث عن فحوى رسالة تلقاها من مصر على خلفية واقعة نزال الجودو المشهورة (مترجم للعربية) https://t.co/CaMhiMwDKs
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) August 18, 2016
وقال نتنياهو عبر حسابه الخاصة باللغة العربية: “قلت للاعب الجودو أور ساسون تلقيت أمس رسالة من مصر مفادها أن بعد انتصارك المؤثر ومد يدك لصافحة اللاعب المصري كانت هناك أصوات أخرى بمصر”.
قلت للاعب الجودو أور ساسون: تلقيت أمس رسالة من مصر مفادها أن بعد انتصارك المؤثر ومد يدك لصافحة اللاعب المصري كانت هناك أصوات أخرى بمصر.
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) August 17, 2016
وتساءل متابعون على فيسبوك ماذا كان نتنياهو يقصد من قوله “أنه تلقى رسالة من مصر”، وكتب أحدهم يقول: “هل القصد أن السيسي اتصل ليعتذر عما صدر من اللاعب المصري؟”.
وعقًب حساب سفارة إسرائيل في مصر على ما قاله نتنياهو قائلاً: “لاعبا الجودو الإسرائيليان أور ساسون وياردين جربي الفائزان بمداليتين برونزيتين في أولمبياد ريو Rio2016 بمعية رئيس الوزراء وعقيلته يستمعان منه إلى رسالة من مصر عن أصوات أخرى تم سماعها بالنسبة لمصافحة اليد”.
ولم يصدر رد فعل رسمي من مصر على حديث نتنياهو، أو تأكيدات أو نفي لأي اتصالات رسمية حول هذا الأمر.
نُشر هذا الموضوع لأول مرة في موقع إيوان 24