أصدرت محكمة الجنايات الكويتية أمس الثلاثاء حكمًا بالسجن ثلاث سنوات بحق الشيخ عبد الله السالم الصباح لإدانته بتهمة “العيب بالذات الأميرية” وانتقاد أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأفراد آخرين من الأسرة الحاكمة، كما حكمت المحكمة بتغريمه مبلغ مالي يُعادل 16.500 دولار أمريكي كتعويض عن الأضرار التي لحقت بأحد أبناء الأسرة المالكة المشاركين في الحكومة.
حيث يشغل أبناء الأسرة المالكة أغلب المناصب الأساسية في الحكومة الكويتية التي انتقدها الشيخ عبد الله.
عبد الله الصباح أحد أحفاد الشيخ عبد الله الأحمد الصباح الأخ غير الشقيق للأمير الحالي للكويت، يعاقب بسبب نشر مقطع مصور العام الماضي على تطبيق سناب شات، انتقد فيه بقوة أداء الحكومة الكويتية واعتبرت المحكمة أن المقطع تضمن سبًا للأمير ولأعضاء آخرين في الأسرة الحاكمة.
يُحاكم الشيخ عبد الله السالم الصباح على خلفية قانون يجرم أي إهانة لأمير البلاد، ويعاقب مرتكب هذا الفعل بالسجن مددًا متفاوتة، ولكن ثمة استخدام حكومي لهذا القانون ضد المعارضين لسياسات الحكومة، حيث تعرض عشرات المعارضين في الكويت للسجن بسبب القانون نفسه، ويبقى الشيخ عبد الله قادرًا بشكل قانوني على الطعن في الحكم خلال المدة المقررة قانونًا.
الشيخ نفسه وهو أحد أفراد أسرة الصباح الحاكمة، لكنه مناوئ لسياساتها، قد تعرض للتحقيق معه بسبب نشره تدوينات على حسابه الشخصي في موقع تويتر
وسبق للقضاء الكويتي أن أصدر أحكامًا بالسجن بحق عشرات من المعارضين والمدونين الإلكترونيين، على خلفية اتهامات الإساءة للأمير في تعليقاتهم، ومن أبرز هؤلاء المعارض الكويتي الشهير مسلم البراك الذي يقضي عقوبة السجن عامين، بينما تواجه هذه الأحكام انتقادات من منظمات حقوقية دولية.
من جهتها، نددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في ديسمبر 2013 بقرار المحكمة الدستورية الإبقاء على عقوبة تصل إلى السجن 5 سنوات كعقوبة الإساءة إلى الأمير، واعتبرت المحكمة في حينها أنه ليس هناك أساس لاعتبار المادة التي تنص على السجن في حال ثبوت تهمة العيب بالذات الأميرية، متناقضة مع حرية التعبير.
تاريخ من المعارضة لأحد أفراد أسرة الصباح
الشيخ نفسه وهو أحد أفراد أسرة الصباح الحاكمة، لكنه مناوئ لسياساتها، قد تعرض للتحقيق معه بسبب نشره تدوينات على حسابه الشخصي في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي عام 2012، حيث اعتبرتها السلطات أنها تحوي تعاطفًا مع المعارضة وانتقادًا لأمير البلاد.
عبد الله الصباح هو أحد أحفاد الشيخ عبد الله الأحمد الصباح الأخ غير الشقيق للأمير الحالي للكويت
كما تعرض أيضًا للاعتقال 10 أيام قبل نحو 3 أشهر على ذمة التحقيق في الاتهامات الأخيرة وفي الشهر التالي، برأت محكمة أخرى ساحة الشيخ عبد الله من اتهامات أخرى مماثلة.
سبق للقضاء الكويتي أن أصدر أحكامًا بالسجن بحق عشرات من المعارضين والمدونين الإلكترونيين، على خلفية اتهامات الإساءة للأمير في تعليقاتهم
وبهذا تكون شارفت معركة آل الصباح على الانتهاء بسجن الشيخ عبد الله سالم الصباح ثلاث سنوات، ولا يُعرف إذا ما كان سيتعرض الشيخ إلى عفو أميري إذا ما رفض نقده على الحكم أم لا، ولكن يُشير البعض إلى أن ثمة توجه داخل الأسرة الحاكمة لتنفيذ الحكم في حال ثبوته.