يتقاضى المغتربون رواتبهم خارج بلدانهم بالعملات المحلية في البلاد التي يعملون بها، وفي الوقت نفسه يتعايشون بجزء من هذه الرواتب داخل تلك البلدان، لكنهم يضطرون كل فترة من الزمن إلى تحويل مدخراتهم إلى عملات بلادهم الأصلية، وهنا قد تكون عملية التحويل مؤثرة بشكل إيجابي أو سلبي.
إلا أن البعض يخشى أن تؤدي التقلبات في سوق العملات إلى خسارة جزء من قيمة العملة التي يتقاضى بها راتبه، لذا يبحث الجميع عن وسيلة للتأمين ضد هذه التقلبات في أسعار العملات التي قد تكون غير متوقعة بالمرة.
وقد حدث ذلك في يونيو الماضي بعد الانخفاض المفاجئ في سعر الجنيه الإسترليني الذي أعقب تصويت الخروج من الاتحاد الأوروبي.
في حين لا يمكن الاعتماد بشكل كلي على التحديث الدوري للرواتب لدى شركات العمل التي تحاول التغلب على هذه التقلبات في سعر العملة، والحقيقة أنه ليست كل الشركات لديها نفس هذه السياسة خاصة في منطقة الوطن العربي.
إذ يقتصر الأمر على الشركات الكبرى التي لديها سياسة تقويم، والتي تتجه لإعادة تقييم الرواتب عندما تنخفض العملة (أو ترتفع) إلى ما بين 7% و12 %، وهو ما لا يتم في غالب البلدان العربية.
إذن كيف تحمي مدخراتك كمغترب من تقلبات سوق العملة؟
ترى الكاتبة الصحفية ألينا ديزيك التي كتبت في ذات الموضوع على موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن على الموظفين المرموقين في الخارج أن يتفاوضوا قبل بدء عملهم في الخارج على طريقة تلقي الرواتب، وتقترح طريقة جديدة توفر تلقي الراتب بطريقة تسمى “ميزان المدفوعات”.
وهذه الطريقة تتيح تقسيم ما يدفع لك بين العملة المحلية وعملتك الأصلية، وهو ما يسهل عليك عملية الادخار عندما تكون مقيمًا في الخارج، وتدفع فواتيرك في بلدك الأصلي بعملتك المحلية.
لجأ حوالي 60 % من موظفي الشركات المغتربين في أوروبا إلى استخدام طريقة ميزان المدفوعات
وترى كيت فيتزباتريك، مستشارة الموارد البشرية لشؤون التوسع العالمي بشركة ميركر للاستشارات في لندن في هذه الطريقة، أنها وسيلة للحصول على سلسلة من العناصر التي يوازن بعضها بعضًا، والتي من شأنها حماية مستوى معيشة المغترب في بلده.
وقد يتعلق الأمر بمن هم في أوروبا أكثر من منطقة الوطن العربي، حيث لجأ حوالي 60% من موظفي الشركات المغتربين في أوروبا إلى استخدام طريقة ميزان المدفوعات هذه، طبقًا لبحث صادر عن شركة ميركر.
للإنترنت دور
أما بالنسبة للموظفين الصغار فليست لديهم رفاهية هذه الاختيارات، لكن تقرير ديزيك يرى أن عليهم استخدام خدمة على الإنترنت لتداول العملات، تعرف باسم “ترانسفيروايز”، لدفع أي شيء بعملات مختلفة، وهو ما يتيح استخدام سعر الصرف الذي تكون عليه العملة في السوق في نفس اللحظة.
خيارات مصرفية
وفي هذا الصدد يشير التقرير المنشور إلى أنه من المهم للمغتربين أن يقفوا على أمرين: كيف وأين يكسبون دخلهم، ومن ثم يقدمون على الاستثمار لكي يقللوا من الاضطرابات المالية المتعلقة بتحويل مبالغ كبيرة من دخلهم من عملة إلى أخرى.
تعرض بعض البنوك استشارات لإدارة الثروة مخصصة للوافدين تحديدًا
حيث تعرض بعض البنوك استشارات لإدارة الثروة مخصصة للوافدين تحديدًا، على سبيل المثال، استخدام حساب متعدد العملات أو استثمار وديعة بعملتين، وهي وسيلة مالية تتيح الادخار بعملتين للاستفادة من تقلبات السوق.
وفي نهاية التقرير يؤكد أنه من المهم أن تقيم جيدًا على الصعيد الشخصي ما ستحصل عليه من أجر ضمن عقد العمل، وتفهم كيف تخطط للادخار والاستثمار، كما تقول جيني مارتيز، المسؤولة في شركة “إير إنك” لتقديم الاستشارات للشركات متعددة الجنسيات.
والتي تضيف قائلة: “ألق نظرة فاحصة على عقد عملك في الخارج وما إذا كان سينتج عنه ما تصبو إليه من أهداف جراء الانتقال للعمل في الخارج”.