شارك في استضافة لقاء حول الحملة الدولية لتقديم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًا باسم “داعش” التي تقودها بريطانيا كل من وزراء خارجية المملكة المتحدة والعراق وبلجيكا والأوروغواي إلى جانب المفوض السامي لحقوق الإنسان والمحامية المدافعة عن حقوق الإنسان أمل كلوني، والناجية من داعش سفيرة النوايا الحسنة الأيزيدية نادية مراد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل صياغة مشروع قرار دولي يقضي بتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة عناصر داعش والداعمين لهم.
كلوني أول من بدأت الحملة
كانت المحامية والناشطة الحقوقية أمل كلوني قد قررت تمثيل ضحايا داعش من النساء الأيزيديات أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم عنف وعبودية ضدهم، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
نقل تقرير للصحيفة شهر يونيو الماضي عن كلوني قولها: “إن البرلمان الأوروبي والحكومة الأمريكية ومجلس العموم البريطاني اعترفوا جميعًا بأن داعش قام بمذبحة بحق الأيزيديين في العراق، كيف تتم تلك الجرائم البشعة أمام أعيننا ولا نقوم برفع الأمر للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”.
وستمثل المحامية كلوني “المتخصصة في القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان” الضحايا من النساء الأيزيديات اللاتي تعرضن للأسر والاغتصاب على يد تنظيم الدولة “داعش” ومن بينهم نادية مراد(23 عامًا)، سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، والهاربة من أسر تنظيم الدولة.
وبحسب كلوني فان عناصر داعش يقتلون ويغتصبون ويستعبدون الآلاف من الأيزيديات منذ عام 2014، متهمين إياهم بأنهم عبدة الشيطان، وأجبروا أكثر من 400 ألف منهم على الفرار من منازلهم.
بدورها ترى الأيزيدية نادية أن أمل كلوني تستطيع أن تساعدها على تحقيق العدالة لها وللضحايا الأخريات، وبحسب نادية فإن “داعش أحرق 19 إمرأة أيزيدية لرفضهن العلاقات الجنسية مع المقاتلين، وهناك أكثر من 3500 امرأة وفتاة أيزيدية في الأسر حتى الآن، وقد يلقين نفس المصير إذا لم يتدخل المجتمع الدولي”.
جددت كلوني دعوتها هذه المرة في حملة رسمية تقودها بريطانيا لمحاكمة عناصر داعش أمام محكمة الجنايات الدولية كداعمة للأمم المتحدة، أشعر بالخجل من أن الدول تفشل في منع أو حتى معاقبة أعمال الإبادة الجماعية لأنهم يجدون مصالحهم تقف في الطريق.
حيث قالت أمل كلوني في كلمتها أمام الحضور أنها تحاول أخذ “داعش” إلى المحكمة، مضيفة: “نعلم بأن ما أمامنا هو إبادة جماعية، ونعلم بأنها لازالت مستمرة. نعلم تمامًا من هم الجناة، إذ يتفاخر تنظيم “داعش” بجرائمه على الإنترنت.
تعاونت كلوني مع نادية مراد، الناشطة الأيزيدية، والتي أكدت بدورها أنه تم استغلالها، ولم تكن وحدها في ذلك، ولربما كنت محظوظة، فمع مرور الوقت وجدت طريقة للهروب والنجاة. لكن الآلاف الذين كانوا معها، لم يحصلوا إلى اليوم على حريتهم، بحسب تصريحاتها.
أشقاء نادية مراد الستة ووالدتها قُتلوا من قبل تنظيم الدولة “داعش”، وتأمل كلوني ومراد أن تحاكم المحكمة الجنائية الدولية أفراد تنظيم الدولة على هذه الجرائم.
فيما أكدت أمل كلوني في ختام كلمتها أن نادية وغيرها من مثلها،لا يبحثون عن الانتقام، بل عن العدالة، وعن فرصة مواجهة المعتدين عليهم في المحكمة الدولية بلاهاي.
وفي استجابة لنشاط كلوني كانت وزارة الخارجية البريطانية أعلنت أنها ستطلق حملة عالمية لمحاكمة إرهابيي داعش، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي بدأت منذ أيام.
موضحة الوزارة أن إطلاق الحملة سيجري خلال لقاء رفيع المستوى يستضيفه وزير الخارجية بوريس جونسون في نيويورك، بمشاركة وزيري خارجية العراق وبلجيكا، إلى جانب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والمحامية المدافعة عن حقوق الإنسان أمل كلوني، وسفيرة النوايا الحسنة الجديدة الأيزيدية نادية مراد.