تمتلك الولايات المتحدة العديد من أفضل الجامعات على مستوى العالم، لكن وفقًا للقائمة الجديدة، فإنها لا تمتلك الأفضل.
حصلت جامعة أوكسفورد – أقدم جامعة ناطقة بالغة الإنجليزية – على المركز الأول في أحدث تصنيف عالمي صدر عن مجلة “Times Higher Education” – مجلة إنجليزية مهتمة بشؤون التعليم العالي -، حيث قامت الجامعة الإنجليزية التي يعود تأسيسها إلى عام 1906، بإزاحة معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا – مدرسة صغيرة خاصة في باسدينا – عن القمة بعد 5 سنوات من تربعه على العرش.
هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها جامعة من خارج الولايات المتحدة على المركز الأول في تاريخ القائمة الذي بدأ منذ 13 عامًا، ويشهد هذا العام أيضًا، تعزيزًا لأنظمة الجامعات الآسيوية، حيث حصلت مدارس الصين وهونج كونج على مراتب متقدمة في القائمة.
وبالإضافة إلى تبديل المراتب بين أوكسفورد ومعهد كاليفورنيا، يظل رأس القائمة كما كان في العام الماضي، حيث تأتي جامعة ستنافورد في المركز الثالث، ثم جامعة كامبريدج – وهي جامعة بريطانية أخرى تأسست في العصور الوسطى -، بينما يأتي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في المركز الخامس متقدمًا على جامعة هارفارد – إحدى جامعات مجموعة إيفي ليج -.
يميل التصنيف العالمي للجامعات “WUR” في بحثه للتركيز على عدة مقاييس منها عدد الاستشهادات ومنشورات الباحثين في الجامعة، ومبلغ تمويل الأبحاث الذي حققوه في سنة بعينها، تضع القائمة في اعتبارها أيضًا استقصاء آراء حوالي 20 ألف من كبار العلماء لتحديد أفضل الجامعات، كما يقول فيل باتي محرر التصنيفات في “تايمز هاير إيديوكيشن”.
ويضيف باتي: “بالنسبة لأكبر المؤشرات الفردية فهو تأثير الأبحاث، نحن نبحث في حوالي 56 مليون استشهاد و11.9 مليون منشور بحثي”.
وبدرجة أقل، يهتم “WUR” بالمنح الدراسية العالمية، وعلى عكس التصنيفات الأمريكية التي تقوم بها “يو إس نيوز” و”ورلد ريبورت”، فالقائمة العاملية لديها امتداد عالمي وتشمل الجامعات فقط، ويقول باتي إن “WUR” يقوم باستثناء بعض المقاييس التي تستخدمها أنظمة التصنيف الأمريكية مثل معدل القبول ودرجات الاختبار وراتب ما قبل التخرج.
وبحسب تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” فهذه الدفعة التي حصلت عليها أوكسفورد جاءت نتيجة حصولها على دخل كبير للأبحاث بشكل استثنائي وتعاون عالمي، حيث تقول لويز ريتشاردسون نائب رئيس الجامعة: “إن أوكسفور استطاعت تأمين دخل قياسي للأبحاث وصل إلى 522.9 مليون يورو، من ممولين خارجيين للعام الدراسي 2014-2015”.
وتضيف ريتشاردسون: “تقوم شركات صناعية ومؤسسات خيرية ومنظمات صحية والعديد من الممولين الآخرين بالاستثمار في أبحاث جامعة أوكسفورد، وهذا يدل على قوة وموهبة علماء الجامعة”.
وبالنزول أسفل القائمة، تفوقت الجامعات الآسيوية على بعض المؤسسات المرموقة في أوروبا والولايات المتحدة، فقد تضاعف عدد الجامعات الصينية بين أفضل 200 جامعة إلى 4 جامعات لهذا العام، وكانت أولهم جامعة بكين وهي جامعة عامة في بكين بها حوالي 300.000 طالب، حيث حصلت على المركز الـ 29 وبذلك تفوقت على جامعة نيويورك التي جاءت في المرتبة الـ 32.
وعلى مدي الثمان سنوات الماضية، استثمرت الصين حوالي 33 مليار دولار في تطوير الجامعات المتميزة من خلال مبادرتين للحكومة.
وبذلك تتفوق الصين على الولايات المتحدة في مجال البحث العلمي ونشر العلم، كما يقول باتي، بالإضافة إلى تفوقها أيضًا في عدد العلماء.
تأتي جامعة تسينغهوا الصينية في المرتبة الـ 35، وهي جامعة عامة في بكين، ثم جامعة هونج كونج في المرتبة الـ 43، وجامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا في المرتبة الـ 49، وبذلك يتفوقون جميعًا على جامعة براون – إحدى جامعات إيفي ليج- التي جاءت في المرتبة الـ 51.
ويقول باتي إن جزءًا من صعود الصين يأتي نتيجة اهتمامها الكبير باستطلاعات مثل التصنيف العالمي للتايمز هاير إيديوكيشن، والجهود المبذولة لجذب الباحثين الصينيين والصينيين الأمريكيين من الجامعات الأمريكية، كما أن هناك مبادرة حكومية أخرى تهدف إلى صعود 6 جامعات إلى أفضل 200 جامعة بحلول عام 2020، ووصول بعضهم إلى أفضل 15 جامعة بحلول عام 2030.
كانت الحكومة الصينية قد ركزت بشكل خاص على زيادة التعليم العلمي والتكنولوجي والأبحاث، وقال يوان جويرن وزير التعليم الصيني السابق: “إعادة تعديل كليات الجامعة والتخصصات هو خطوة فعالة في عملية التحول، فبعض التخصصات مثل الهندسة والعلوم تكلفتها أكبر من العلوم الإنسانية، لذا ينبغي زيادتها لتتناسب مع الهيكل الاقتصادي والصناعي للبلاد”.
حصلت الجامعة الوطنية في سنغافورة على أعلى مراتب الجامعات الآسيوية، وهي مدرسة تضم 38 ألف طالب وتقدم برامج مدعومة من الحكومة المدنية، وفقًا لما ذكرته في موقعها على الإنترنت، وقد حصلت على المرتبة الـ 24 وبذلك تتفوق على مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
وفي الوقت نفسه، ما زالت مؤسسات الولايات المتحدة تهيمن بوجودها على القائمة.
تشكل الجامعات الأمريكية حوالي ثلث القائمة، تمامًا مثل العام الماضي، بينما تراجعت الجامعات البريطانية درجة مئوية لتشكل 16% من القائمة، وارتفعت الجامعات الألمانية درجة مئوية لتشكل 11% من القائمة.
بالنسبة للدول العربية لم تحصل أي جامعة عربية على ترتيب في قائمة أفضل 200، وكانت جامعة الملك عبد العزيزفي السعودية من بين أفضل 300 جامعة وجامعة الملك فهد للبترول والتعدين من بين أفضل 500 جامعة، بينما جاءت الجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة سوهاج وجامعة قناة السويس من بين أفضل 700 جامعة، أما الجامعة الوحيدة في الشرق الأوسط والتي جاءت ضمن قائمة الـ 200، هي الجامعة العبرية في القدس في المرتبة 186.
ومن الجامعات التي دخلت القائمة هذا العام، جامعة إلينوي في شيكاغو في المرتبة 200، وجامعة نورث إيسترن في بوسطن في المرتبة 182، بينما خرجت عدة جامعات من القائمة من بينهم جامعة ولاية يوتا وكلية بوسطن.