أعلنت وزارة الدفاع السورية في حكومة النظام السوري مساء أمس الخميس 22 سبتمبر/أيلول عن إطلاق حملة عسكرية لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أحياء حلب الشرقية التي يقطنها ما يقرب من 250 ألف شخص، وأشارت الأخبار القادمة من حلب أن الجيش السوري يحاول التقدم على محوري العامرية والراموسة جنوب الأحياء المحاصرة، ودعت غرفة العمليات التابعة للنظام السوري حسب ما جاء في التلفزيون السوري للابتعاد عن “مقرات ومواقع المجموعات الإرهابية المسلحة” على حد تعبيرها وذكرت الغرفة أنها” اتخذت كل الإجراءات والتسهيلات لاستقبال المواطنين المدنيين وتأمين السكن لهم ومتطلبات الحياة الكريمة”.
فشلت المحادثات الدبلوماسية في نيويورك لإستئناف الهدنة التي توصل إليها كل من روسيا والنظام السوري
بينما أعلنت الفصائل المقاتلة في الجيس السوري الحر أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أقدمت قوات الأسد للتقدم على محوري العامرية والراموسة والهجوم على المدنيين المحاصرين. حسب ما أكده قائد عسكري في جيش الفتح.
الغارات الروسية والسورية تحرق حلب
بالتزامن مع إعلان الحملة العسكرية السورية تتعرض المدينة منذ مساء الأمس وحتى هذه الأثناء لغارات جوية متواصلة، وصل عدد الغارات من صباح اليوم لأكثر من مئة غارة جوية من قبل الطيران الروسي والسوري شملت معظم أحياء حلب المحاصرة من الأحياء الشمالية الشرقية إلى الأحياء الجنوبية الغربية، لدعم الحملة العسكرية التي أطلقها النظام.
وقد أدت الغارات لمقتل 30 شخصًا منذ الأمس والرقم مرشح للازدياد حيث لا يزال العديد من الاشخاص عالقين تحت الأنقاض بعد تهدم منازلهم ولم تستطع فرق الدفاع المدني من مزاولة عملها بسبب كثافة الغارات والقصف المتواصل والذي استخدم كل أنواع الأسلحة من القنابل العنقودية إلى الفراغية للأسلحة الفسفورية حسب ما أكدته فرق الدفاع المدني العاملة في المدينة. وتسبب القصف لخروج مركزين للدفاع المدني عن الخدمة في حيي الأنصاري وسيف الدولة جراء استهدافهما بغارات جوية في ساعات الصباح الباكرة.
في الوقت الذي تشهد سوريا انهيار لفرض حل الصراع بالطرق الدبلوماسية تعود جبهات القتال لتستعر من جديد في العديد من الجبهات في سوريا وأبرزها حلب، لتغدو ساحة الصراع “كسر عظم” في من يصمد أكثر ويفرض سيطرته على مناطق أوسع. حيث بدأت كل دولة تعمل على تعزيز وجودها أكثر وزيادة تسليح الجهات التابعة لها.
حيث أكد الرئيس التركي خلال اجتماع للتجمع الثقافي التركي الأمريكي في نيويورك أمس الخميس أن الولايات المتحدة أرسلت طائرتين محملتين بالسلاح إلى مدينة عين العرب كوباني السورية قبل ثلاثة أيام، وثلاثة أخرى في وقت سابق محملة بالسلاح ذهب نصفها لتنظيم داعش والنصف الآخر للـ “ب ي د”.
جنود وآليات أتراك في إطار عملية درع الفرات
بينما أرسلت موسكو أكثر من 3 آلاف جندي روسي إلى ريف حلب للقتال إلى جانب قوات النظام على جبهات حلب وحماة، بالتزامن مع إرسال روسيا حاملة الطائرات الروسية ” الأدميرال كوزنتسوف” لتتوجه إلى البحر المتوسط لتعزيز الأسطول العسكري الروسي قبالة سواحل سوريا.
أما تركيا فيبدو أن التوغل البري من قبل الجيش التركي لن يكون بعيدًا عن هذه الأحداث في إطار عملية درع الفرات وبداية المرحلة الثالثة لتحرير مدينة الباب من داعش ومدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية. حيث تشير تقارير صحفية ومحللين عسكريين أتراك عن قرب دخول 40 ألف جندي تركي إلى سوريا في إطار عملية درع الفرات.
انهيار الهدنة
عقد اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا أمس الخميس في مدينة نيويورك، ناقشت إعادة إرساء الهدنة وتوسيع آلية وقف القتال لتشمل دولا أخرى على أن تكون هذه الآلية تحت إشراف الأمم المتحدة بحسب مقترح فرنسي، وإعادة الإلتزام بالاتفاق الموقع بين روسيا الولايات المتحدة حول وقف إطلاق النار.
إلا أن نقاط خلاف عديدة كانت سببًا في فشل الاجتماع بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي حول المدة التي يحظر فيها على الطيران السوري التحليق مع بداية الهدنة حيث طالب كيري بمنع تحليق الطيران السوري لمدة سبعة أيام فيما دعا لافروف إلى الاكتفاء بثلاثة أيام. بالإضافة إلى نقاط أخرى لم يتم طرحها على طاولة الاجتماع.
ليخرج جون كيري بعد فض الاجتماع قائلا أن ما يتم الاتفاق عليه يجب أن يكون أكثر من حبر على ورق، فالاجتماع فشل في إعادة إرساء الهدنة في سوريا وطالب روسيا والنظام السوري بالعمل على إبداء الرغبة الحقيقية في إحلال السلام في سوريا مؤكدًا على ضرورة وقف القتال والعنف في سوريا تمهيدًا لاستئناف المفاوضات بين أطراف الصراع.
أما وزير الخارجية لافروف فقال بعد الاجتماع أنه لا جديد حدث في الاجتماع، في حين علق وزير الخارجية الفرنسي على موقف روسيا بأن تعليقاتها “غير مرضية” وأن استجابة الروس للطلبات الدولية حيال سوريا غير كافية.
وبحسب ما جاء على موقع روسيا اليوم فإن المحادثات الدبلوماسية في نيويورك فشلت في التوصل إلى أي نتائج لاسئناف الهدنة التي توصلت لها كل من الولايات المتحدة وروسيا وانهارت هذا الأسبوع.
إخلاء حي الوعر
في إطار عمليات النظام الممنهجة لإفراغ الأحياء من ساكنيها كما حصل مؤخرًا في مدينة درايا والمعظمية، بدأ أمس الخميس أولى خطوات النظام السوري لإخلاء حي الوعر من المقاتلين وعائلاتهم باتجاه محافظة إدلب في شمال سوريا في إطار اتفاقية بين مندوبي الحي والنظام السوري، علمًا أن الحي يقطنه ما يقرب من 75 ألف نسمة في إحصائيات غير دقيقة للمعارضة.
والجدير بالذكر أن الأمم المتحدة أعلنت عدم إشرافها على اتفاق خروج المقاتلين وعوائلهم من حي الوعر في حمص بعد الانتقادات الواسعة التي تلقتها بعد عملية داريا، في ظل انتهاج النظام السوري لإفراغ السكان من أماكنهم في المناطق المستعصية والمحاصرة. وخرج من حي الوعر في الدفعة الأولى 120 شخص على أن يخرج 130 شخصًا في وقت لاحق.