تابعت خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة، وبالتأكيد فإن ما لفت انتباهنا جميعًا في تلك الكلمة، حديثه عن التحرك المصري وأهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية!
فقال السيسي في سياق ذلك: “أوجه نداءً إلى الشعب الإسرائيلي لإيجاد حل لهذه القضية، لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة بالتحرك في إطار السلام”، مؤكدًا “التجربة المصرية رائدة ومتفردة ويمكن تكرارها مرة أخرى لحل مشكلة الفلسطينيين وإيجاد دولة فلسطينية لهم تحفظ الأمن والأمان للإسرائيليين والفلسطينيين، وتحفظ الازدهار والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين”.
أحسست لوهلة، أن العكس هو ما يحدث! الفلسطينيون – سامحهم الله – لا يريدون السلام، ولا يريدون فك حصار تل أبيب ويافا، وكل يوم يقومون ببناء المستوطنات، وتهجيرهم من منازلهم، ويقتلونهم على الحواجز التي يفرضونها كل كيلومتر، ويعتقلون الأطفال والشيوخ والنساء من الشوارع ومنازلهم، فيجب وضع حد لمثل هذه الممارسات الوحشية، إلى متى سنظل صامتين على الاحتلال الفلسطيني لأراضي دولة إسرائيل الشقيقة؟
إنتوا يهود مساكين
تهتوا ياعيني سنين
ورجعتوا لفلسطين
في قلبكم أشواق
بالعبري الفصيح – أمين حداد
فبحديث السيسي عن “إقامة دولة فلسطينية” على حدود 67، فذلك يعطي الحق للاحتلال الصهيوني بأحقية البقاء على باقي الأراضي الفلسطينية، وبذلك ينتهي كل شيء، ولكن “خلاصة الكلام” دولة فلسطين تعني عودتها كاملة، من النهر إلى البحر، غير منقوصة لشبر واحد، والفلسطينيون وحدهم من يقررون مصيرهم لا أحد آخر!
والسؤال هنا، كيف ترى أن هناك احتلال إسرائيلي لفلسطين، وفي نفس الوقت، توجه خطابك لما سميته بالشعب الإسرائيلي، والذي له حق في الأمان والعيش! من الذين لهم حق؟ المحتلون؟ سارقو الأراضي وخيراتها؟! هؤلاء ليس لهم أي حقوق طالما محتلين، يسكنون ديار ليست لهم!
وذلك يذكرني بعبارة تعلمناها في المدارس، أثناء دراستنا للتاريخ في الماضي: “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”، ولكن تلك المرة، نثبت للعالم أجمع، ونؤكد على شرعيتهم وأحقيتهم في احتلال تلك الأراضي.
أنتم الآن دولة فلسطينية على حدود 67، وأنتم الآن “دولة إسرائيلية”، وبذلك ينتهي الحق الفلسطيني حتى قيام الساعة، أو حتى تحرير الأرض.
تلك ليست المرة الأولى، فسبق أن قال الرئيس المصري في شهر مايو الماضي، إن تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين و”إسرائيل” سيتيح إقامة سلام أكثر دفئًا بين مصر والصهاينة، هل تدرك جيدًا، أن أكثر من غالبية الشعب المصري يرفض وجود هؤلاء بيننا؟ يرفض السلام معاهم؟ يرفض إقامة علاقات معهم؟ لأنهم ببساطة “محتلين”.
في أغسطس عام 2011، قامت مروحية لجيش الاحتلال باختراق الحدود المصرية وقتل 6 جنود، وزعم الاحتلال وقتها أن المروحية كانت تطارد مهربين فروا إلى الأراضي المصرية، حينها اعتصم آلاف المتظاهرين أمام سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة، وطالبوا بطرد السفير الصهيوني، وقاموا بإنزال علمهم من أعلى المبنى ورفع علم مصر بواسطة الشاب “أحمد الشحات”، هذه ليست الحادثة الأولى، ولكن ليس لدينا كثير من الوقت لذكرهم.
هذا أقل شيء حدث يومها، بداخلنا جميعًا غضب تجاه هؤلاء، ننتظر أقل وأبسط الأشياء لإخراجه، لنوصل لهم تلك الرسالة، نقولها علنًا أمام العالم أجمع، إننا لا نريد سلام مع “قتلة ومحتلين”، فهل ما قاله السيسي في سياق ذلك يمثلنا؟