بعد تمهيدٍ بقصف مكثف للتحالف الدولي ومدفعية الجيش العراقي، انطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش.
القوات المشاركة
التشكيلات العسكرية المشاركة في تحرير الشرقاط هي الفرقة التاسعة والفرقة السادسة عشر وثلاثة أفواج من مكافحة الإرهاب ولواء من الشرطة الاتحادية بالإضافة إلى قوة من الحشد الشعبي والحشد العشائري من عشائر الجبور وجميلة وبإسناد من طيران القوة الجوية وطيران الجيش فضلًا عن طيران التحالف الدولي.
تقدم سريع
بعد ساعات من انطلاق العملية، أعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان لها أن “طيران قوات التحالف الدولي تمكنت من قتل 12 مسلحًا من تنظيم داعش، فضلًا عن تدمير 7 عجلات ملغمة.
بدوره أكد نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، فيصل حمد الجبوري، أن “العمليات العسكرية أسفرت حتى الآن عن تحرير مناطق المسيحلي والسكنية والتصنيع والنمل والخانوكة وقرية أجمسة، لافتًا إلى أن القوات المشتركة لم تواجه خلال تقدمها أية مقاومة من قبل مسلحي داعش الذين لاذوا بالفرار.
سيناريو الفرار هذا، مشابه إلى حد بعيد لسيناريوهات انسحاب القطاعات العسكرية أمام تقدم مسلحي تنظيم داعش في عام 2014، إلا أنه يحدث اليوم بصورة عكسية، فالمتقدم هي القطاعات العسكرية والفارّ هم مسلحو داعش الذين تركوا قرى العيثة والسويدان والخضرانية قبل دخول القوات المشتركة إليها، وهو مؤشر قوي على تقهقر عناصر التنظيم وفقدان توازنهم بشكل كبير، خصوصًا بعد الهزائم الكبيرة التي منيوا بها مؤخرًا في الرمادي والفلوجة.
الشرقاط ثم الموصل
وتمثل استعادة الشرقاط، الواقعة على ضفاف نهر دجلة على بعد 260 كلم شمال بغداد على أطراف محافظة صلاح الدين عند جنوب محافظة نينوى، خطوة مهمة على طريق استعادة السيطرة على الموصل آخر أكبر معاقل داعش في العراق، وأوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن “الشرقاط قضاء مهم ولا نستطيع الذهاب باتجاه الموصل فيما لا تزال مناطقه تحت سيطرة التنظيم الإرهابي”.
معركة تحرير الموصل
يؤكد محللون أن عملية الموصل بحسب لقاء الرئيس الأمريكي أوباما مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باتت “قريبة وصعبة” لكن التقدم سيكون سريعًا.
وأشار الباحث في الشؤون الأمنية هشام الهاشمي إلى أن ساعة الصفر لتحرير الموصل تم تحديدها ورسم مسرح العمليات، وتقسيم الأدوار، لافتًا إلى احتمالية إبعاد مشاركة الأتراك لكن بمقابل، ملمحًا إلى أن عمليات الموصل سوف تشبه في بعض أحيائها نموذج سنجار والرمادي من حيث الدمار ولذلك سوف تشارك أمريكا بإعادة إعمارها.
وأضاف الهاشمي أن السياسة في بغداد تعاملت مع المحاور الدولية الكبيرة بحزمة من سوء التقدير والدبلوماسية الحذرة والتأرجح بين محور روسيا وحلفائها ومحور أمريكا وحلفائها، وهذا الذي جعلها ضعيفة أمام التحديات الداخلية حتى التي يمكن وصفها بـ “الهشّة”.
وبين ترجيح المحللين الذين يرون أن زيارة العبادي الأخيرة إلى واشنطن تهدف لنسف الاتفاق التفاوضي الذي عقده وزير الدفاع الأمريكي مع أربيل، بالإضافة إلى الطلب من أوباما إلغاء فكرة إشراك قوات برية تركية في معركة تحرير نينوى برمتها، وبين التخمينات حول إمكانية مقاومة عناصر داعش للقوات المشتركة التي ستقتحم الموصل، من عدمها، يبقى التساؤل مطروحًا: هل نوقشت مسألة الحفاظ على أرواح المدنيين داخل المدينة، كما نوقشت عملية تحريرها؟ وهل أعدّت الحكومة العراقية العدة لاستقبال موجات النازحين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، أم أنها ستتركهم يهيمون في الصحراء بلا ماء ولا غذاء ولا خيام، كما تركت نازحي الفلوجة في الأمس القريب؟