بين الحين والآخر يُعلن الحوثيون والقوات الموالية للمخلوع اليمني علي عبدالله صالح عن إنتاج صواريخ بالستية، محلياً، مطلقين عليها أسماء يمنية (كما يعلنون دائماً)، في وقت يتهم المجتمع الدولي النظام الإيراني بتزويد الحوثيين بهذه الأسلحة إضافة إلى أسلحة أخرى مضادة للدروع.
تقدمت المملكة العربية السعودية في سبتمبر/أيلول الحالي باحتجاج إلى مجلس الأمن الدولي، تطالب فيه بوضع حد للانتهاكات الإيرانية المستمرة للقرار (2216) الصادر في ابريل/نيسان 2015م، والذي يحظر إرسال الأسلحة إلى الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، متهمة إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ البالستية التي تطلق على الأراضي السعودية، سبق الاتهام السعودي لإيران، اتهام أمريكي على لسان “جون كيري” وزير الخارجية في أغسطس/آب 2016م لإيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ البالستية التي تطلق على المحافظات السعودية المحاذية لليمن والتي تؤدي إلى سقوط مدنيين.
(مُسند للأنباء) يحاول أن يفكك هذه المعادلة, التي تبدو متناقضة, للأسلحة التي يملكها الحوثيون والتي أعلنوا عنها مدعومة بالصور للمقارنة مع نظيراتها الإيرانية، ويحاول فريق “مُسند” التأكيد أن تشغيلها وتحريكها يحتاجان إلى خبرات قد تكون إما لحزب الله اللبناني أو للحرس الثوري الإيراني.
تشابه الصواريخ وإن اختلفت الأسماء
تركّز التصعيد خلال الأسابيع الأخيرة، في مناطق محافظة صعدة، المتاخمة لمنطقة نجران السعودية.وأعلن الحوثيون بوتيرة يومية تنفيذ عمليات قصف بالقذائف الصاروخية والمدفعية باتجاه مواقع سعودية. كما نفذوا العديد من محاولات التقدم في مواقع عسكرية، تخللها استهداف آليات بقذائف مضادة للدروع. الجدير بالذكر أنهم قاموا بتوثيق اعتداءاتهم بتسجيلات فيديو بُثت على القناة الرسمية التابعة للجماعة. وجرى الترويج لها على نطاق واسع من قبل مناصريهم الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي.
بدأت القوة الصاروخية الحوثية الإعلان عن أول صواريخها في مايو/آيار 2015م بمنظومة صواريخ تسمى ” النجم الثاقب 1و2″ تطلق من منصات فردية وثنائية ثابته ومتحركة يقول الحوثيون إن بواسطتهما جرى اختراق الحصار المفروض من التحالف العربي الذي جاء به القرار (2216) دون المزيد من التفاصيل عن ذلك حسب (البيان الصادر).
يبلغ مدى النجم “الثاقب1 ” 45 كيلومتراً، وهو مزود برأس متفجرة, يبلغ وزنها 50 كلغ من مواد الانفجار، طول الصاروخ ثلاثة أمتار (بدون زعانف)، اما النجم “الثاقب 2 ” فيصل مداه الى 75 كيلومتراً, وهو الآخر مزود برأس متفجرة وزنها 75 كلغ من المواد شديدة الانفجار. وهذه المعلومات تشبه الصواريخ الإيرانية من طراز “عقاب” كما تشبه الصواريخ التي يملكها حزب الله اللبناني وتدعى (عقاب1 وفجر 3).
في نوفمبر/ تشرين الأول 2015م أعلن حلفاء إيران صناعة منصات صواريخ زلزال -1 و زلزال -2،وتنطق بالعربية والفارسية بنفس المعنى، وهس نوع من الصواريخ الدفاعية الإيرانية المحمولة غير الموجهة، و (الحرس الثوري الإيراني) أنتج منصة زلزال خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، و هناك سوابق للحرس الثوري في نشر منصات زلزال للميليشيات. وقد نقل تكنولوجيا زلزال 2وهو البديل عن منصات 610 ملم من زلزال الأصلي، إلى وكلاء الحرس الثوري الإيراني، مثل حزب الله اللبناني. وقد زود الحرس أيضا حزب الله مع متغيرات أخرى من الصواريخ والقذائف التي ينتجها الحرس الثوري الإيراني. وفي يوليو/تموز2016م، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، هتف أن حزب الله يمتلك مخزونا أكثر من 100 ألف صاروخ.
في يوليو/ تموز 2016 رصد “مُسند للأنباء” وسائل إعلام الإيرانية تحتفي صاروخ بالستي نوع (زلزال3) أطلقه الحوثيون على الأراضي السعودية، في إصرار أنه جرى صناعته محلياً في اليمن، ورغم أن بعض المحللين يقوم بالتصنيف والتمييز بين عائلة زلزال لتكون أقرب لصاروخ بالستي قصير المدى، مصادر إيرانية تشهد أنها صواريخ “أرض-أرض”، تعمل بالوقود الصلب. وزلزال-3 تأتي في ثلاثة أشكال مختلفة، ويمكنها الوصول إلى ما يزيد عن 300 كم مع رأس حربي التي يمكن مع حمولات الذخيرة الفرعية أن “تدمر” الهدف. إيران أعلنت لأول مرة عن زلزال 3 في عرض عسكري عام 2007م.
“زلزال 3” الحوثي، قد يكون بديلاً عن النسخة الإيرانية الأصلية؛ وبنظرة عن قرب لا يظهر أن زلزال 3قد يكون انتج محلياً في اليمن، أو تم استخدام التكنولوجيا الإيرانية في صناعته، فهي تتطابق تماماً مع سلسلة “زلزال” الإيرانية. فهي تملك زعانف أكبر وهيئة أقصر، في حين أن الصاروخ الإيراني يمكن أن يطلق من منصات السكك الحديدية. ولم تخجل وكالة تسنيم الإيرانية من نشر تقرير واسع وطويل تعدد محاسن الصاروخ الجديد، نافية عن بلادها أن تكون هربته إلى جماعة الحوثي في اليمن.
اعترفت الوكالة الإيرانية الرسمية “إيرنا”، في أغسطس/آب 2016 أن الصاروخ زلزال 3 صناعة إيرانية، وقالت: “إن الصاروخ الذي أطلق على نجران السعودية، من الأراضي اليمنية، كان من نوع “زلزال 3″، وهو صناعة إيرانية”.
“زلزال” ليست وحدها الصواريخ التي تربط طهران بالحوثيين. ففي ديسمبر/ كانون الأول عام 2015م، كشف الحوثيون عن صاروخ باليستي “قاهر-1”. و وفقاً لـ”جينس”، فقد استند ان ذلك جزء من S-75السوفيتية (SA-2)، صواريخ أرض-جو طويلة في اليمن، وفي حين قالت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” في مقالة مطولة اطلع عليها “مُسند للأنباء” تشيد بالحوثيين لتطوير هذا الصاروخ، ونفت أيضاً مساعي الدعم العسكري الإيراني، مدعية أن الحصار المحيط باليمن جعل عمليات نقل هذه التكنولوجيا مستحيلا. ومع ذلك، ففي وقت مبكر من عام 2014، إيران وضعت البديل من SA-2، وأطلقت عليه اسم “صياد”. وحسب البيانات المتاحة فإن الصاروخين يتشابهان في الهيئة والطول والوزن. ويعمل هذا الصاروخ على ارتفاع متوسط وعالي، وتم تعديله من كونه صاروخ أرض-جو، ليكون صاروخ أرض أرض، وحسب البيانات المتطابقة فإنه يعمل بالوقود الصلب والسائل, طوله 11 متراً، ووزنه 2 طن، وزن الرأس 200 كيلوجراماً، عدد الشظايا 8000 شظية المدى الحالي بعد التطوير والتعديل ( 250) كيلومترا.
كان آخر الصواريخ التي أعلن الحوثيون عن إطلاقها ويزعمون صناعتها محلياً صاروخ (بركان-1)، في سبتمبر/ أيلول 2016م، والذي يزعمون استهداف الطائف، والذي قال الحوثيون إنه النسخة المطورة من صاروخ بالستي روسي (سكود سي)، إلا أن إيران أعلنت في أغسطس 2014م، دخول منظومة “شهاب-2” بالعربية “نيزك-2″، كتطوير لصاروخ (سكود-سي)، ويصل مدى الصاروخين (الحوثي- الإيراني) ٨٠٠ كلم، ويبلغ طوله ١٢٫٥ م وقطره ٨٨ سم٫ أما وزن رأسه الحربي فيقدر بنصف طن بقدرة تدميرية شديدة الانفجار، ووزن إجمالي للصاروخ يصل إلى ٨ أطنان.
يتشابه الصاروخان في الشكل من حيث الرأس المخروطي والزعانف في مؤخرة الصاروخ.
ليست منظومة الصواريخ الإيرانية ما يصل إلى الحوثيين، بل إن مضادات الدروع للدبابات تمثل الكثير من التكنلوجيا الإيرانية و تهريب الأسلحة للحوثيين، فحسب تقرير لـ”الأمم المتحدة” أطلع عليه “مُسند للأنباء” ويختص بتحقيقات لجنة الخبراء التي أنشأت بناء على قرار مجلس الأمن 2216، ومن التقرير نشير إلى: “بدأت قوات الحوثيين وصالح استخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات في عملياتها في آب/أغسطس، حيث أظهرت أشرطة فيديو نشرتها جماعة الحوثيين صاروخا من النوع الذي يصيب على الحدود دبابات سعودية طراز “أبرامز”، وذلك في إطار الحملات الدعائية التي تبثها الحركة على قناتها التلفزيونية “المسيرة”، وتتميز الصواريخ التي ظهرت في العديد من أشرطة الفيديو بخصائص مماثلة للصواريخ روسية الصنع من طراز كونكورس 9M113 وطراز كورنيت 9M133أو تلك الصواريخ الإيرانية الصنع التي من شاكلتها”.
تبين بعد إمساك شحنة أسلحة من قبل التحالف العربي في سبتمبر/أيلول2015م، في البحر العربي، أن تلك الصواريخ التي جرى فحصها في الولايات المتحدة الأمريكية-حسب التقرير- تحمل علامات لشركات تجارية إيرانية، وسبق أن شوهدت في أيدي مقاتلي حزب الله اللبناني.
التقرير أشار إلى أنه أجرى مقابلات مع مسؤولين بارزين في التحالف والولايات المتحدة الأمريكية والتي أكدت تلك الشحنات أنها إيرانية إلى جانب أنه من الصعب مراقبة كاملة للمنافذ البحرية في اليمن بما فيها القوارب الشراعية التي تسهل وصول الأسلحة إلى الحوثيين.
الموقف الإيراني
عادة ما يعلن المسؤولون الحكوميون البارزون في إيران بانتظام وبشكل دائم الربح الوفير الذي يجنونه من دعم المسلحين الحوثيين، فـ”علي ولايتي” مستشار المرشد دائماً ما أكد للصحافة الإيرانية أن “إيران تدعم حركة الحوثيين بشكل مدروس كجزء من حركات الصحوة الإسلامية (تصدير الثورة) في المنطقة”, إلا أنهم غالباً ما يرفضون تهمة المساعدة العسكرية للحوثيين. بالرغم أن قيادات الصف الثاني والثالث في نظام الملالي يؤكدون دعمهم وتدريبهم المسلحين الحوثيين، وحتى أرسال خبراء، ففي مارس/آذار 2016م، لوح نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزائري، بإرسال قوات إيرانية ومستشارين إلى اليمن لمساعدة ميليشيات الانقلابيين الحوثيين، على غرار دعم طهران لنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه في سوريا.
على الرغم من الغموض حول الدرجة التي يمكن لطهران أن تسيطر على الحوثيين، إلا أن المساعدات العسكرية للجمهورية الإيرانية إلى الجماعة جلية واضحة، وقد لاحظ ذلك عدد من كبار المسؤولين الأميركيين؛ إضافة إلى تقارير الأمم المتحدة.
في4 إبريل/ نيسان2016، أعلن الجيش الأميركي في بيان أن سفينتين للبحرية الأميركية في بحر العرب اعترضتا وصادرتا شحنة أسلحة من إيران كانت في الطريق إلى المتمردين الحوثيين في اليمن. وأفاد بيان للبحرية الأميركية أن الأسلحة التي صادرتها السفينتان الحربيتان سيروكو وجرافلي كانت مخبأة في مركب شراعي واشتملت على 1500 بندقية كلاشينكوف و200 قذيفة صاروخية و21 بندقية آلية من عيار 50 ملليمترا. وفي 27 فبراير/ شباط 2016عاعترضت البحرية الأسترالية مركبا شراعيا في أواخر فبراير وصادرت منه 2000 بندقية كلاشينكوف و100 قذيفة صاروخية وأسلحة أخرى. وفي مارس/آذار صادرت مدمرة فرنسية 2000 بندقية كلاشينكوف وعشرات بنادق دراجونوف التي يستخدمها القناصة وتسعة صواريخ مضادة للدبابات ومعدات أخرى.
في مايو/ آيار 2015 كشف تقرير سري لخبراء في الأمم المتحدة رفع إلى مجلس الأمن الدولي أن إيران تقدم أسلحة إلى المسلحين الحوثيين في اليمن منذ العام 2009 على الأقل. وجاء التقرير بعد تحقيق أجراه خبراء، بعدما اقتادت السلطات اليمنية عام 2012 سفينة “جيهان1” الإيرانية التي كانت تنقل أسلحة. وأفادت المعلومات بأن “هذه السفينة سبقتها عمليات تسليح أخرى في اليمن تعود إلى العام 2009”. وأضاف التقرير أن “الدعم العسكري الحالي من إيران للحوثيين ثبت بعمليات نقل أسلحة على مدى خمس سنوات على الأقل”.
في يناير/كانون الثاني 2015م قالت مصادر إن جماعة الحوثيين تسلمت دفعة من صواريخ رعد الإيرانية وتم تجربتها في منطقة حدودية مع المملكة العربية السعودية في تهديد واضح من جماعة الحوثيين للمملكة العربية السعودية خاصة بعد حصول جماعة الحوثيين على تلك الترسانة العسكرية وسيطرة الجماعة على الموانئ البحرية والمطارات المدنية والعسكرية الأمر الذي يتيح للجماعة من إدخال صفقات وشحنات أسلحة ضخمة.
عقب اجتياح صنعاء، في سبتمبر/أيلول 2014 قال علي ولايتي رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام في إيران، ومستشار علي خامنئي، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لما يعرف بالمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران، إن انتصار الحوثيين في اليمن بات أمراً وشيكاً. وقداعترفت إيران رسمياً ولأول مرة، بدعمها لجماعة الحوثيين المسلحة في اليمن، إذ أعلن ولايتي أن إيران تدعم ما سمّاه النضال العادل لأنصار الله في اليمن. ووصف ولايتي، بحسب وكالة “إيسنا” الإيرانية، حركة الحوثيين بالفريدة في تاريخ اليمن، وقال مخاطبا الحوثيين: “إن انتصاراتكم تشير إلى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة، والآن تمكنتم من السيطرة على الأوضاع تماماً وأزلتم العقبات من أمامكم”.
في وقت سابق صدر قرار عن الأمم المتحدة في 2007 يحظر إيران من بيع الأسلحة، ويلزم جميع البلدان بمنع جميع شحنات الأسلحة الإيرانية. وتم تشكيل لجنة للعقوبات يشرف عليها خبراء، لمتابعة تنفيذ هذا الحظر. وأكد القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن حول الاتفاق النووي المشترك بين طهران ودول 5+1 على استمرار الحظر على الصواريخ الإيرانية لكن إيران انتهكت القرار عدة مرات من خلال تصدير الصواريخ إلى اليمن وسوريا وحزب الله اللبناني وكذلك بإجراء اختبارات بالستية.
قدمت إيران عشرات الشحنات من الأسلحة لـ”الحوثيين” و”الحراك” بين (2006-2013)، في تشرين الأول/أكتوبر 2009م: أعلنت صنعاء أنها صادرت سفينة إيرانية كانت تنقل أسلحة مضادة للدبابات إلى الحوثيين. وقبل أسابيع قليلة فقط من هذا الإعلان، وأثناء زيارته للولايات المتحدة، قال وزير خارجية اليمن لصحيفة “الحياة”، بأن المتمردين يتلقون دعماً مالياً “من قوى شيعية داخل إيران وخارجها. ولعل الأكثر بروزاً هي سفينة (جهيان 1) التي ألقي القبض عليها في2012، المرسلة للحراك والحوثيين”، وأكدت بعثة مجلس الأمن أنها قادمة من طهران. وتحتوي على: ” 2000 بندقية آلية، و150 ألف طلقة آلية، و200 قطعة رشاش معدل، و100 ألف طلقة رشاش معدل، و100 قطعة مدفع هاون عيار 82 مل، و50 ألف قذيفة هاون عيار 82 مل، و200 قاذف بازوكا، و5000 قذيفة آر بي جي”.
استطاعت الجماعة تهريب الإيرانيين الثلاثة الذين كانوا يقودون سفينة (جيهان 1) ،بعد السيطرة على صنعاء بأسبوع واحد، وهو ما عزز خوف الجماعة بعد إدانتهم مع ستة أخرين بالسجن بين سنة و 10 سنوات، ويشتبه الثلاثة أنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، أفرج عنهم وجرى نقلهم، على متن طائرة عمانية من مطار عدن الدولي جنوبي اليمن.
لجنة إيرانية مختصة لدعم الحوثيين
بعد قطع العلاقات الإيرانية السعودية استدعي الحوثيون إلى البرلمان الإيراني، وفي 10 يناير/كانون الثاني 2016م، علاء الدين بروجردي “صالح سائل” عضو اللجنة الثورية التابعة للحوثيين ممتدحاً وقوف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق ضد السعودية والذي وصفه بأنه يبعث على الفخرمتوعداً بتقديم المزيد من (المساعدات).
في اليوم نفسه وقف إسماعيل أحمدي مقدم أمام البرلمان الإيراني يطالب الموافقة على موازنة اللجنة لدعم الحوثيين، وقال: “إن من المحتمل أن تستمر الحرب في اليمن عام 2016م”، داعياً إلى استمرار الدعم والتصويت على الميزانية المقررة لذلك”.
وأضاف مقدم إن هناك احتمالاً أن: ” تتحول الحرب الجارية في اليمن الي حرب استنزافية”. وهو ما أوضحه “شيرازي” لـ”شمس الدين” بشأن تحول اليمن إلى ما يشبه “سوريا” و”العراق”.
وأضاف “مقدم” إن دائرة السياسة باللجنة هي المسؤولة عن إيصال صوت اليمن إلى اسماع المجتمع الدولي.
إسماعيل أحمدي مقدم هو رئيس الشرطة في طهران والقيادي السابق في الحرس الثوري وجرى تعيينه في يوليو/ تموز 2015م رئيس لجنة دعم الشعب اليمني. وارتبط اسمه بعمليات قمع ممنهجه وتعذيب في السجون بحق المعارضين الإيرانيين.
في 12 يناير، اعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، جهوزية 200 الف شاب مسلح بفضل الثورة الإسلامية لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق وافغانستان وباكستان واليمن.
ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية رصدها “مُسند للأنباء” أن جعفري أوضح في كلمة له في مراسم تأبين أحد قيادات الحرس الثوري “حميد رضا اسد اللهي”, وقتل في سوريا، وصفه الجيل الإيراني الحالي بانه جيل واع ومؤمن وثوري وذو بصيرة, وان اعداد قوات التعبئة اليوم اكثر من بداية الحرب المفروضة, وهو ما يحتاجه الاسلام والثورة الاسلامية وجبهة المقاومة.
وهذا التجهيز تذهب له جزء من موارد الحرس الثوري إضافة إلى كونها دعوة ضمن دعوات كثيرة للحوزات والمراجع الشيعية من أجل تمويل الحرب.
صواريخ روسية
تشير تقديرات التحالف العربي إلى استهداف 90 بالمائة من القوة الصاروخية البالستية التي تملكها اليمن ويسيطر عليها الحوثيون، لكن هذه النسبة تبدو مبالغة فيها، فما تزال الصواريخ المصنوعة روسياً مثل “توشكا” و “سكود” تطلق باتجاه معسكرات ومواقع المقاومة الشعبية والجيش اليمني وقوات التحالف في مأرب والجوف، وحتى على الحدود السعودية.
حسب تقديرات عسكرية فإن اليمن يمتلك ما بين 300-500 صاروخ سكود معظمها روسية ومن كوريا الشمالية، أغلب تلك الصواريخ زودها الاتحاد السوفيتي بالشطر الجنوبي قبل الوحدة اليمنية واستخدم بعضها في حرب 1994م.
استطاعت جماعة الحوثي تهريب عدد لا بأس به من الصواريخ البالستية من مخازنها إلى ما يشبه السراديب الأرضية حول العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى الموالية لها في “ذمار” و”المحويت” و”حجة” والتي عادة ما تنفذ إطلاقات من بين منازل المواطنين والأراضي الزراعية.
تشير صور يتم تداولها إلى أن الحوثيين يخفون عدداً آخر تحت الأشجار وفي القرى النائية بعيداً عن الأنظار حتى يتم اطلاقها في وقت قياسي إلى أهدافها المرجوة.
كما أن الحوثيين وباستخدام تكنلوجيا السلاح القادمة من الحرس الثوري، وربما وجود خبراء على الأرض، استطاعوا تعديل بعضاً من الصواريخ البالستية-روسية الصنع، كمنظومة زلزال 2، وهي منصات إطلاق صواريخ تم زيادة مداها وتشبه إلى حد كبير النسخة المعدلة لمنظومة الصواريخ “عقاب-1” الإيرانية.
التهريب مستمر
لدى إيران تاريخ من هندسة القذائف العكسية فضلاً عن توفير بعض هذه المتغيرات لحلفائها. ومع ذلك وبالنظر إلى الحصار، وطريقة نقل هذا السلاح لا تزال غير واضحة. السيناريو الاكثر ترجيحا ينطوي على أن الحرس الثوري الإيراني، والذي ربما يكون قد قدم المعرفة إما من خلال فيلق القدس أو حزب الله، فهما يؤديان المهمة للحرس الثوري خارج الحدود، التي تنتج بدورها الصواريخ ويشرفون على قيادة الصواريخ الايرانية. ففي مايو/ آيار 2015، مسؤولون في المخابرات الامريكية أكدوا أن كلا من فيلق القدس وحزب الله ينشطان في اليمن. وقام نائب قائد قوة القدس العميد إسماعيل قاآني بنفسهبالإعلان أن المتمردين الحوثيين تلقوا تدريبا “تحت راية الجمهورية الاسلامية.” وأضاف أن حزب الله يعمل على ” برنامج التدريب والتسليح ” هناك.
إن تاريخ نقل الصواريخ الإيرانية إلى الحلفاء، جنبا إلى جنب مع تلويح وسائل الإعلام الإيرانية لإطلاق الناجح للصواريخ ذات الصناعة الإيرانية يشير إلى أن الحرس الثوري – أو وكلائها- تقوم بتوريد المواد والمعرفة للحصول على أحدث الصواريخ المستخدمة من قبل الحوثيين في شبه الجزيرة العربية.
المصدر: مُسند للأنباء