مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى، تقع على ضفاف نهر دجلة شمال العراق، استوطنها البشر منذ 6000 سنة قبل الميلاد؛ لخصوبة أرضها، تعاقبت الحضارات المختلفة على الموصل كان من أبرزها الحضارة الآشورية التي انتهت في الألف الأول قبل الميلاد، ثم تلاها الفرس والرومان والساسانيون والحضر فالمسلمون، انتهاءً بداعش 2014.
بعد بروز المدينة في العلوم المختلفة في ميادين المعمار والفلك والطب والفنون لآلاف السنين، تشتهر مدينة الموصل اليوم بكونها الحاضنة الأكبر للإرهاب في العالم، وكونها ضيفًا دائمًا في قوائم المدن الأخطر والأعنف، خاصة بعد أن استولى تنظيم داعش عليها منذ حزيران 2014.
اقتربت ساعة التحرير بعد تحرير ديالى، والأنبار، وصلاح الدين مسبقًا هذا العام، قرى حدودية صغيرة وبضع كيلومترات تفصل الجيش العراقي وقوات التحالف عن بدء معركة تحرير الموصل التي وصفها أوباما بـ “الصعبة”.
حيدر العبادي: “سوف يكون هناك خسائر”، لكل معركة خسائر، فكيف بحرب ضد واحد من أبرز التنظيمات الإرهابية في العالم؟ وجود الخسائر أمر بديهي، لكن المدينة قد تكبدت خسائر فادحة حتى الآن في الأرواح والبنى التحتية والمواقع الأثرية المتمثلة بالآثار والمعابد التي هدمت، فكم من الخسائر ستتكبد الموصل قبل أن تتحرر؟!
الخسائر البشرية
يبلغ التعداد السكاني لمحافظة نينوى 3 مليون نسمة، نزح منهم مليون نسمة ما بين عامي (2014- 2016) بحسب منظمة الهجرة العالمية.
موصليون يتركون مدينتهم بعد دخول داعش
أسر تنظيم داعش 11 ألف مواطن عراقي منهم 5 آلاف يزيدي، أغلبهم من النساء والأطفال، كما شهدت الموصل في العامين الماضيين، حوادث متكررة لإعدامات جماعية، ومع غياب للحصر الدقيق لأعداد الضحايا، فإن العدد يتجاوز 4000 مدني، بأقل تقدير.
يذكر أن المدارس والمرافق التعليمية في المحافظة متوقفة للعام الثالث على التوالي، والمدارس الموجودة تعمل على تدريس مناهج أقرها التنظيم، لذلك فإن أغلب الطلاب تركوا مقاعد الدراسة.
البنى التحتية
شهدت المدينة على مدى الأعوام الأخيرة الماضية تفجير وجرف الكثير من المراكز الدينية والكنائس والمراقد، من قبل التنظيم، كما شهدت أيضًا تدمير الكثير من البنى التحتية المتمثلة بالمنشآت العامة، والمصانع، وكليات في جامعة الموصل، بالإضافة للدور السكنية.
– معمل الأدوية، والنسيج، والألبان، والكبريت، والأسمنت.
– رئاسة جامعة الموصل، وملعب جامعة الموصل، وعمادة كلية الهندسة وبعض من أقسامها، وكلية الزراعة، وكلية العلوم، والأقسام الداخلية، والمعهد التقني ومنشآته.
– جميع المصارف والبنوك في المدينة.
– مشروع الماء الجديد في الجانب الأيمن .
بالإضافة للكثير من الشوارع الرئيسية وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وأبراج الاتصالات والدور السكنية.
قصف التحالف الدولي لجامعة الموصل
الآثار والمعالم الدينية
اليونيسكو: “ما حدث أكبر بكثير من كونه مأساة ثقافية، بل هو أيضًا شأن أمني يغذي العنف والطائفية والنزاع في العراق”.
(المراقد والجوامع) 20-7-2014: قام تنظيم داعش بتفجير جامع النبي يونس – الذي يعتقد أن فيه مرقد النبي يونس – ومجموعة من الجوامع والمراقد ومقامات أولياء الله الصالحين، أبرزها قبور الأنبياء: يونس وشيت وجرجس ودانيال، بحسب منظمة اليونيسكو.
متحف الموصل 26-2-2015: قام تنظيم داعش بتدمير مقتنيات متحف الموصل الذي يعتبر واحدًا من أهم المتاحف في العالم بحسب منظمة اليونيسكو، نظرًا لما يحتويه من آثار من مختلف الحضارات التي استوطنت الموصل على مدى آلاف السنين.
آثار النمرود 6-3-2015: قام تنظيم داعش بتدمير آثار مدينة النمرود الآشورية، والتي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتقع على ضفاف دجلة 30 كم جنوب الموصل.
سور نينوى (بوابة نركال) 31-4-2016: قام تنظيم داعش بجرف البوابة الغربية لمدينة نينوى الأثرية القديمة بعد يومين من جرفه البوابة الجنوبية، والسور الذي يحيط بالمدينة الأثرية.
حيدر العبادي: “بعون الله وهمة المقاتلين الشجعان نعلن بدء صفحة جديدة من صفحات النصر والتحرير وانطلاق عمليات تحرير الشرقاط”.
أعلن رئيس الوزراء العراقي بدء عملية تحرير الشرقاط يوم الإثنين الماضي 19 سبتمبر، أثناء زيارته للولايات المتحدة، تقع الشرقاط على ضفاف نهر دجلة على بعد 260 كلم شمال بغداد، وتعد آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين التي استعيد السيطرة عليها قبل أشهر.
بعد الإعلان بساعات، بدأت موجة قصف عنيفة في الموصل شملت مناطق مختلفة وحيوية في المدينة استهدفت بنى تحتية باتت معاقل للتنظيم.
وبعد الإعلان بـ 72 ساعة، تم تحرير الشرقاط، جاء هذا التحرير بعد قيام الجيش العراقي وقوات التحالف بـ 19 طلعة جوية في الأسبوعين السابقين للتحرير، ومع أن القصف على الموصل مستمر منذ عدة أشهر، إلا أنه متفاوت ومتقطع، بعكس الأسبوع الماضي الذي شهد قصفًا مستمرًا، مما يؤكد أن ساعة الصفر قريبة.
بعد كل الخسائر التي تكبدتها المدينة والدمار شبه الكامل للبنى التحتية والمؤسسات ومرافق الدولة، ونزوح مليون مواطن، هل هناك خسائر جديدة؟ نعم يخبرنا السيد حيدر العبادي سيكون هناك خسائر جديدة.