انتشرت النبتة في شمال حوض دجلة حيث بدأ السكان يعانون من المشاكل المصاحبة لانتشار زهرة النيل، حيث ازدادت معاناة هذه المناطق من نقص المياه وانسداد جداول الري كما يعاني صيادو الأسماك من صعوبات كبيرة في الصيد، وواصلت زهرة النيل تقدمها السريع جنوبًا فغزت أهوار العمارة ثم انتقلت إلى أهوار الناصرية، وأخذت بالزحف شمالاً لتغزو حوض الفرات الأوسط، ثم انتشرت بكثافة في سدة سامراء في وسط العراق هذا يعني معاناة مزارعي وصيادي ثلاث عشرة محافظة عراقية (العراق متكون من ثماني عشرة محافظة).
زهرة النيل: حقائق وأضرار
زهرة النيل من النباتات المائية الطافية المعمرة وهي عائمة بواسطة طوافات تنشرها على سطح الماء، أضرار انتشار زهرة النيل على الموارد المائية أنها تأتي من بين الأدغال العشرة الأخطر في العالم، ويصاحبها خسائر اقتصادية كبيرة وعند انتشارها في مياه السدود وخزانات المياه تتسبب في فقدان الكثير من كميات المياه عن طريق النتح (تبخر الماء من سطح الأوراق) بما لا يقل عن 1.8 مرة بقدر الماء المفقود من سطح المياه الخالية من النبات، ويسبب هذا المعدل خسائر مائية هائلة في المسطحات المائية.
زهرة النيل
وتتراكم أوراق وجذور نباتات زهرة النيل بعمق يصل إلى أكثر مـن 1 – 3 مترات وتكلف إزالتها ميكانيكيًا مبالغ طائلة، كما لا يستهان بالمشاكل الناجمة عنها في أوقات الفيضانات، وتؤدي إلى انسداد مضخات الماء وتعطيلها، كما أن زهرة النيل مأوى للحشرات التي تصيب الإنسان والحيوان بالأمراض كمرض البلهارسيا والكوليرا.
خطايا الحكومة
يقول الحكوميون في العراق إن زهرة النيل موجودة العراق منذ سنوات وانتشرت بشكل كثيف ومخيف في السنة الماضية دون أن يحددوا أسباب كثافتها وانتشارها الكبير السنة الماضية.
وفي محاولة لتبرير الموقف الحكومي عدت لجنة الموارد المائية النيابية مخاطر النبتة بأنها “أكبر من قدرات الوزارة”، وتحتاج إلى جهود شعبية للقضاء عليها، لافتة إلى أن الوضع الذي تعيشه البلاد ساهم في إهمال مكافحة النبتة، وانتشارها.
وزير البيئة العراقي
كما نقل وزير البيئة العراقي الجديد حسن الجنابي في صفحته الشخصية، تحذيرًا بين فيه أهمية بذل الجهود في سبيل إيقاف انتشارها في أنهار وقنوات وسواقي البلاد، قبل التفكير بالمسؤوليات والأسباب وسبل المعالجة.
وقد دعت وزارة البيئة المواطنين لتقديم أفكار واقتراح طرق مكافحة سريعة لزهرة النيل وكأن وزارة البيئة العراقية قد نهضت من رقدتها هلعة على واقع مؤلم ومأساوي.
وبالتالي يحمل الكثير من المواطنين وزارة البيئة مسؤولية ما حصل وما سيحصل من مشاكل اقتصادية وبيئية نتيجة الإهمال المتعمد لانتشار زهرة النيل وعدم الجدية في مكافحتها.
الحرب البيئية القادمة من الشرق
هناك من المواطنين من يثير تساؤلات عن إمكانية أن تكون الجارة القوية في الشرق من ساهم في نشر هذه الزهرة لتضيف مشاكل بيئية لمشاكل العراق وإضعافه في مجال الزراعة خدمة لمزارعيها ولأسواقها من جهة وزيادة الضغط الاقتصادي والاجتماعي على العراق وعلى حكومته لتكون أكثر طواعية لرغباتها من جهة أخرى، متسائلين لماذا بدأ الانتشار الكثيف في مناطق الكوت-العمارة القريبة جدًا جغرافيًا من الجارة الكبرى.
موقف السياسيون العراقيون من زهرة النيل
وفي حين يعاني عراقيو الوسط والجنوب اقتصاديًا واجتماعيًا من مشاكل زهرة النيل، يوظف سياسيو العراق الانتشار الكثيف للزهرة، حيث أعلنت أكثر من جهة سياسية قيام مناصريها بحملات للتخلص من زهرة النيل بحصدها والذي علميًا وعمليًا غير مجدٍ في التعامل مع الانتشار الكثيف لهذه النبتة، كما أطلق بعض السياسيسن على زهرة النيل “النبتة الداعشية” لتقريب فهم المخاطر التي قد تسببها ولتحفيز الرأي العام للمساعدة في مكافحتها.