يعيش تحالف (الحوثي/ صالح) حالة من التأزم الأكثر تأثيرًا في اتحادهم, منذ بدء عمليات التحالف العربي في مارس/آذار العام الماضي.
قيادات في جماعة الحوثي وحزب “صالح” تشير إلى حجم الفجوة الكبيرة التي أصابت الطرفين منذ إعلان المجلس السياسي بداية أغسطس/آب الماضي؛ ورغم مرور شهرين متتابعين إلا أن هذا المجلس لم يفِ بوعده بتشكيل حكومة تدير المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.
يقول قيادي في جماعة الحوثي المسلحة لـ”مُسند للأنباء” إن المجلس السياسي هو عنوان فشل دولي, فكيف يمكن التحرك في إنشاء حكومة دون وجود سند إقليمي يعترف به، حتى العراق التي كان يفترض أن تعترف بشكل رسمي مع زيارة وفدنا إلى بغداد بقيادة يحيى الحوثي، لم يتم الإعلان عن الزيارة في إعلامها الرسمي، مع تأكيدات أن ما دار عكس ما تحدث به محمد عبدالسلام المتحدث باسم الجماعة.
القيادي الحوثي الذي فضل عدم الكشف عن هويته يشير إلى أن علي عبدالله صالح وعد باعتراف “روسي” و “صيني” و”إيراني”مباشر بعد إعلان المجلس من قبل أعضاء مجلس النواب، لكن ذلك لم يحدث، فالروس والصينيون أكدوا أنهم يعترفون بحكومة “هادي”؛ فيما “إيران” التي تحمست إلى “المجلس السياسي” لم تجد أية طريقة لتقديمه إلى العالم، وظل اعترافها فقد داخل مسؤوليها ومع الحوثيين وحدهم.
قيادي في “حزب صالح” يكشف أن اجتماعًا للأمانة العامة للحزب في صنعاء، تحدث بإسهاب حول تراجع الحوثيين عن المجلس السياسي، بعلامه أن اللجنة الثورية العليا ما زالت تمارس مهامها كالمعتاد مع أن الضروري كان إسقاط الإعلان الدستوري مع إعلان عودة الدستور.
وقال القيادي الذي فضل أيضًا عدم كشف هويته لـ”مسند للأنباء” إن “صالح” في الاجتماع كان مهووسًا من نقل البنك المركزي إلى عدن، وأن الخلافات مع الحوثيين تتمثل في الإيرادات القادمة من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم إن كانت ستذهب إلى “جيوب الحوثة” وقال “صالح” في الاجتماع: “ذلحين نقلوا البنك لعدن لكن المشكلة إن أنصار الله بيلطشوا الباقي، وكيف بنجيب للمقاتلين مدري فلوس، والآن بدأوا يتململوا مننا ويقولوا ندي فلوس دعم للجبهات، ناهي بندور فلوس لكن بنختلف في هذه النقطة دائمًا”. وقال “صالح”: “نهبوا البنك المركزي لما (حتى) نقلوه عدن، عشرات المليارات وملايين كانوا يشلوها في شوايل ويقولوا للبنك بنخبيها من القصف وعليها ولا زيد دروا أين هيه”.
القيادي أضاف أن “صالح” هدد الحوثي بنهاية التحالف إذا لم يتم تشكيل حكومة، ووقف “محمد علي الحوثي” من القيام بدور رئيس اليمن، من خلف الستار.
القيادي الحوثي يعتقد أن “صالح” اخترق الجماعة وأثر في اتخاذ قرار “المجلس السياسي” بالقول: “على الأقل اللجنة الثورية من الجماعة ومهما حدث بنتحمل المسؤولية كاملة، أما الآن صالح الصماد وعلي عبدالله صالح بيخربوا إلى ظهر أنصار الله”.
وتجددت أزمة الخلافات بين المخلوع علي صالح والحوثيين مرة أخرى؛ وذلك بعد اكتشاف خيانات واختلاسات بالمليارات، ينفذها كل طرف بالخفية دون علم الآخر؛ لخدمة مصالحه الشخصية.
وهدَّد مقرَّب من المخلوع بنشر وثائق تدين “الحوثيين” في تورطهم في عمليات سرقة ونهب مؤخرًا، وصلت إلى 72 مليارًا.
وقال كامل الخوداني عبر صفحته على “فيس بوك” إن لديه وثائق تؤكد اختلاس مبلغ 72 مليار ريال من اعتمادات وإيرادات المؤسسة العامة للاتصالات تحت مسمى “مجهودات حربية”، بتوجهات مباشرة، مؤكدًا أنه سوف ينشرها.
وتسببت عمليات النهب والسرقات التي يقوم بها صالح والحوثيون في تراجع الاحتياطي النقدي للبنك المركزي من العملات الأجنبية من 5.2 مليار دولار في سبتمبر 2014 إلى أقل من 700 مليون دولار بنهاية شهر أغسطس.
وكان الحوثيون قد انتقدوا عبر مجلسهم السياسي مع صالح قرار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا تعيين رئيس جديد للبنك، ونقله إلى مدينة عدن، وطالبوا اليمنيين بالمشاركة كلٌّ بما يستطيع في دعم البنك، سواء بـ 50 أو 100 أو 1000 ريال؛ حتى يصمد أمام ما أسموه بالمؤامرة.
المصدر: مُسند للأنباء