أطلقت شركة “SpaceX” لرحلات الفضاء فيديو قصير عن تفاصيل خطتها للتنقل بين الكواكب وسفر البشر إلى المريخ، كان إيلون ماسك – مؤسس “SpaceX” – قد أعلن عن خطته الطموحة لسفر البشر إلى المريخ، والتي قال إنها قد تبدأ عام 2022 أي مبكر 3 أعوام عن تقديراته السابقة، لكن مسألة تمويل هذه البعثات المكلفة، ما زال أمرًا غامضًا حتى الآن.
وقال ماسك للجمهور – في كلمته الرئيسية في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية، في غوادلاخارا بالمكسيك -: “ما أريد محاولة تحقيقه بالفعل هو أن يصبح المريخ ممكنًا للحياة، فهذا الشيء نستطيع تحقيقه في حياتنا”، وأضاف: “هناك مسارين في حياتنا الآن، إما أن نبقى على الأرض للأبد وحينها سنواجه حدث الانقراض ولا مفر من ذلك، أو البديل أن تكون هناك حضارة على الفضاء بين عدة كواكب”.
لتحقيق ذلك، سيقوم ماسك باستخدام صاروخه الجديد BFR بالإضافة إلى سفينة فضاء واللذان سيصل طولهما على منصة الانطلاق إلى 122 مترًا (أي أطول مرتين من “فالكون 9”)، وسوف تصل قوة الدفع إلى 28.730.000 باوند عند الانطلاق (وصلت قوة الدفع في “فالكون 9” إلى 1.7 مليون باوند باستخدام 9 محركات ميرلين)، وتستطيع السفينة أن تتحمل 100 راكب بشكل مبدأي.
وتنوي الشركة بعد الوصول إلى الفضاء أن تستخدم وحدات مماثلة من الصورايخ القابلة لإعادة الاستخدام، بحيث تبقى في المدار الأرضي لتزويد المركبات الأخرى بالوقود فتصبح قادرة على القيام برحلات متعددة، بما في ذلك أجزاء أخرى من النظام الشمسي مثل قمر إنكلاديوس، أحد أقمار زحل والذي اكتشفت بعثة كاسيني التابعة لناسا، عدة أدلة على وجود مياه محيطات تحت السطح القطبي مما يعني احتمالية تواجد حياة هناك.
أوضح ماسك أيضًا أن هذ النظام يستطيع تصنيع وقود على سطح المريخ وذلك باستخدام المياه وثاني أكسيد الكربون، وذلك من أجل رحلات العودة إلى الأرض.
وبحسب ما جاء في مقطع الفيديو، فسوف تهبط السفينة على المريخ بسرعة 62000 ميل/ الساعة، وعند دخول الغلاف الجوي للمريخ سوف تصل حرارة سطح السفينة إلى أكثر من 3000 درجة فهرنهايت، وسوف يتم استخدام قوة الدفع الخلفية الأسرع من الصوت (أو إطلاق العديد من الصورايخ في آن واحد) للهبوط على المريخ.
تقدرّ التكلفة الحالية لإرسال أشخاص إلى المريخ بمبلغ 10 مليار دولار للشخص الواحد، وقال ماسك إن هذه التكلفة سوف تتحسن عند إعادة استخدام المركبات الفضائية وتزويدها بالوقود من المدار الأرضي، وأيضًا عند البدء في إنتاج وقود على سطح المريخ.
كان بيل ناي – الرئيس التنفيذي لجمعية الدراسات الكوكبية ومقدم البرنامج التليفزيوني الشهير “بيل ناي رجل العلوم” – من بين الحضور، وقد صرح للجارديان قائلاً “طاقة الحشود اليوم استثنائية، والمستقبل الآن لاستكشاف الفضاء”، وأضاف أن ماسك قدم جدولًا زمنيًا مغامرًا، لكنه يبدو ممكنًا للجمهور.
وقال ناي “ليس مهمًا من سيذهب إلى المريخ، فأنا متفائل كثيرًا لأننا قمنا بإجراء بحث شامل ودقيق للحياة قبل أن نقرر إرسال الناس والبضائع، أعتقد أن اكتشاف وجود حياة أو أدلة على وجود حياة سوف تغير الطريقة التي ننظر بها للكون ومكاننا فيه”.
قالت ناسا في بيانها: “إننا نرحب بخطة ماسك ونشيد برغبته في اتخاذ خطوة عملاقة والقيام برحلة إلى المريخ، ونحن سعداء جدًا بعمل المجتمع الدولي على مواجهة تحديات وجود بشر بشكل دائم على المريخ، تحتاج تلك الرحلة لأفضل وأذكى العلوم، وحقيقة أن المريخ هو الموضوع الرئيسي للمناقشة، أمرًا مشجعًا للغاية”.
وذكرت مجلة “ذي إيفرج” في تقريرها أنها لا تدري كيف خطط ماسك للحفاظ على حياة المسافرين أثناء الرحلة وعند هبوطهم على المريخ، وكم سيتكلف هذا الأمر وكيف سيحصلون على التمويل اللازم، وأخيرًا تتساءل: هل سيكون استصلاح أراضي المريخ جزءًا من إعلان ماسك؟