أصدرت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية “İHH”، يوم الأربعاء، بيانا حول ما أثير مؤخرا من ادعاءات بأن قوات الدرك التركية أوقفت شاحنة مساعدات إغاثية في محافظة هاطاي جنوب تركيا بدعوى أن بها أسلحة وذخيرة ترسلها إلى سوريا، وأوضحت الهيئة أن قيادة قوات الدرك بالمحافظة المذكورة أبلغت محامييها أنها لم توقف أي شاحنة بها شيء غير شرعي تابعة للهيئة.
وحسب وكالة الأناضول، فقد أشار البيان إلى أن الهيئة، ومنذ يوم الكشف عن ما عرف قضايا الفساد في حكومة أردوغان في الـ17 من الشهر الماضي، بدأت “تتعرض لعمليات تشويه وافتراء ممنهجة”، وفي نفس الوقت الذي أشار فيه البيان إلى أن الهيئة ستلجأ للقضاء لتتبع الوسائل الإعلامية التي عمدت إلى تشويهها، فإنه ناشد جميع وسائل الإعلام أن تتصرف وفق القانون والأخلاق وليس وفق ميولها.
وفي نفس الوقت الذي تشن فيه وسائل إعلامية تركية محسوبة على المعارضة وعلى جماعة فتح الله كولن هجوما إعلاميا على الهيئة بحجة تعاونها مع “الإرهابيين” في سوريا، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عبر الإذاعة العبرية:”إن منظمة الإغاثة التركية (IHH) تشكل تهديدا لمصالح إسرائيل، وتمثل قلعة كراهية للدولة اليهودية”، كما أشار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق، تساحي هنغبي، أن سلوك منظمة (IHH) التركية يمثل “تهديدا هائلا لإسرائيل”.
وبدوره، أكد محمد كايا، مدير فرع المنظمة في قطاع غزة، أن تحريض مسؤولين إسرائيليين ضد منظمته لن يمنعها من “مواصلة تقديم خدماتها الإنسانية”، قائلا: “نحن منظمة إغاثية إنسانية وبسبب أعمالنا هذه، دائما يطل علينا وزراء إسرائيل بتصريحات كهذه، ولذلك فإن تصريح ليبرمان لم يفاجئنا”.
وفسر متخصصون في الشأن التركي محاولات إقحام المنظمة في ملف قضايا الفساد المطروح في تركيا منذ يوم 17 ديسمبر الماضي، بأنه ترجمة للبعد الدولي للخلاف القائم بين جماعة فتح الله كولن وحكومة رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، حيث قال الأكاديمي معين نعيم: “اتهام حركة فتح الله كولن لمؤسسة الإغاثة الإنسانية، IHH، بالإرهاب وهي العدو اللدود للكيان الصهيوني في تركيا والتي تحاول محاكمة الكيان في عدد من المحاكم الدولية والمحلية في عدة دول هو لكسب دعم وتأييد اللوبي الصهيوني للحركة الانقلابية ضد حكومة العدالة والتنمية”.
وتقدم منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH، خدماتها في 120 دولة حول العالم، وتركز على المناطق والدول التي تعاني من كوارث طبيعية، ولا يتوفر فيها الاستقرار، كما افتتح مقرها في قطاع غزة منذ عام 2009، بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون أول من العام 2008، وشاع سيطتها عربيا بعد ما عرف بمجزرة أسطول الحرية في أواخر مايو 2010، عندما قام جنود إسرائيليون باستهداف “سفينة مرمرة” للمساعدات الإنسانية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة المحاصر.