انتشرت مؤخرًا العديد من الشائعات حول قيام “سبوتيفاي” مقدم الخدمات الموسيقية، بإجراء العديد من المحادثات لشراء “ساوند كلاود” (ومقره في برلين)، الأمر الذي سيؤدي إلى احتدام المنافسة مع آبل حول مستقبل الموسيقى الرقمية.
كان ساوند كلاود الذي وصلت قيمته إلى 100 مليون دولار في شهر يونيو، نتيجة تواجد مجموعة من المستثمرين من بينهم تويتر، قد ارتفعت قيمته إلى 700 مليون دولار، ولا يبدو واضحًا حتى الآن كم ستدفع الشركة لساوند كلاود، حيث حذروا من أن المناقشات قد تنهار.
وكما ذكرت فاينانشال تايمز في تقريرها، فتأتي هذه الصفقة بين “سبوتيفاي” و”ساوند كلاود” – وهما من كبار شركات التكنولوجيا الناشئة في أوروبا – نتيجة قيام عمالة وادي السيلكون مثل آبل وأمازون بإطلاق الخدمات الموسيقية الخاصة بهم، مما يضطرهم لمحاولة تعزيز بقائهم على قيد الحياة.
كانت “سبوتيفاي” قد وصلت إلى 40 مليون مشترك هذا الشهر، بعد إسبوع من إعلان آبل أنها وصلت إلى 17 مليون مشترك، وقد رفضت سبوتيفاي التعليق على الأمر بينما لم يتسن الوصول إلى “ساوند كلاود”.
وبالرغم من تفاخره بمجتمعه الإبداعي المكون من 200 مليون شخص و135 مليون مقطع صوتي وفنانين جدد، إلا أن “ساوند كلاود” لم يحقق أي أرباح حتى الآن، وفي عام 2014؛ سجلت قيمة تداول حوالي 17.4 مليون يورو بينما وصلت خسائر التشغيل إلى 39 مليون يورو، ومن يومها لم يقدم تقريرًا عن أعداد المستخدمين حتى الآن.
قال مقربون من “سبوتيفاي” أنهم كانوا ينظرون إلى “ساوند كلاود” كتهديد لأنه كانت يقدم خدمات اشتراك متوسطة وأرخص، لكن عندما تخلى عن تلك الخطط وبدأ في استخدام خيار 9.99 دولارًا المعروف باسم “Sound Cloud Go” هذا العام، خسر أفضل فرصه للنجاح ككيان مستقل.
ويقول المحلل مارك موليجان – مؤسس ميديا للأبحاث – “لقد تلقى ضربات متتالية نتيجة ضغوط العلامة التجارية واختيار خدمة اشتراك لا تناسب قاعدة مستخدميه وخدماتها ومحتواها”.
كانت “سبوتيفاي” قد قامت بالعديد من المحادثات المفصلة مع “ساوند كلاود” في الربيع الماضي، لكنهم رفضوا السعر المطلوب، وبعد استثمار تويتر هناك، قدمت “سبوتيفاي” عرضها مرة أخرى لكن المحادثات انهارت بعد فترة قصيرة.
تأتي قوة ساوند كلاود من مجتمع المبدعين الذين قاموا بتطويره، ووجود قائمة كبيرة من الموسيقى المتنوعة مثل: mixes, hip hop, EDM , DJ.
يقول نيكلاس زينستروم – مؤسس مشارك في سكايب و”راديو” للخدمات الموسيقية والذي اشترته باندورا العام الماضي – “السؤال الآن: هل تستطيع هذه الشركات أن تكون مستقلة مع وجود هذه الفئة من الشركات مثل أمازون وآبل والذين ينظرون إلى الموسيقى كتجارة خاسرة ومجرد وسيلة لبيع المزيد من الهواتف المحمولة والسماعات”
وفي مقابلة مع التليفزيون السويدي، قال المدير التنفيذي لـ “سبوتيفاي” دانيال إيك “يعتبر العقد القادم هامًا جدًا بالنسبة لعملنا، فنحن نسعى لضمان أن هؤلاء الفنانين يستطيعون أن يحصلوا على دخل من موسيقاهم، وجمع شملهم مع الجمهور، فالمستخدمون يبحثون عن موسيقى جديدة، والفنانون يبحثون عن جمهورهم، أي أنهما وجهان لعملة واحدة”.
دانيال إيك، المددير التنفيذي لـ “سبوتيفاي”
ويقول المحلل ريتش غرينفيلد “محاولة شراء ساوند كلاود دليل على رغبة سبوتيفاي في توسيع قاعدتها الموسيقية على الإنترنت، بينما تستعد جوجل وآبل وأمازون للمنافسة بقوة في عالم الموسيقى، والسؤال الآن: هل سيتم استبعاد باندورا ونسيانه”؟