وصل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، صباح أمس الأربعاء، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة استمرت ليوم واحد، تحدثت وسائل الإعلام التركية أنها تركز على بحث الملف السوري.
وأضافت وسائل إعلام تركية إن ظريف اجتمع فور وصوله العاصمة التركية مع وزير الخارجية جاويش أوغلو، ثم التقى ظريف في وقت لاحق من اليوم برئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.
و جرى خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية و التعاون في مجالات الطاقة و الإنشاءات و السياحة و التطورات في العراق و سوريا.
و أعاد رئيس الوزراء يلدريم إلى الأذهان تضمن برنامج الحكومة التركية موضوع تطوير العلاقات الثنائية مع إيران، مؤكدًا على أهمية إلقاء الخطوات الملموسة وفقًا للقرارات المتخذة في اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
من جانبه ذكر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أنهم يتشاطرون نفس الإرادة بشأن مواصلة الحوار السياسي الوثيق مع تركيا و تطوير العلاقات بين البلدين.
زيارات متتالية من الخصمين
وتأتي زيارة ظريف قبيل يوم واحد من الزيارة المقررة للأمير السعودي محمد بن نايف عبد العزيز، ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى تركيا اليوم الخميس.
وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام سعودية ، فمن المتوقع خلال الزيارة التي تستمر مدة يومين، أن يلتقي ولي العهد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، وكبار المسؤولين في الحكومة التركية، وذلك لبحث تعزيز العلاقات بين الرياض وأنقرة وأوجه التعاون المشترك في المجالات كافة.
كما من المتوقع أن يلتقي بن نايف خلال الزيارة عددًا من مسؤولي كبرى الشركات التركية للوقوف على فرص مشاركتها في السوق السعودية وتشجيع التجارة بين البلدين، بحسب ما أفادت المصادر.
وكان “بن نايف” قد التقى أردوغان، الأربعاء الماضي، في نيويورك، وذلك على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تناول الصحافة التركية لزيارة ظريف لا سيما القريبة من الحكومة التركية، ركز على سعي تركيا للضغط على الأطراف الدولية من أجل التوصل إلى هدنة لوقف الأعمال القتالية في سوريا، خاصة في مدينة حلب التي تتعرض لغارات غير مسبوقة من قبل النظام السوري وحلفائه، دون وجود أي ربط بين موعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف وموعد زيارة وزير الخارجية الإيراني.
وتعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأربعاء، إلى أنقرة الثالثة من نوعها من سلسلة محادثات مع كبار المسؤولين الأتراك في أقل من شهر ونصف الشهر، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر دبلوماسية.
وقد ذهبت الوكالة الفرنسية إلى وصفها بأنها زيارة “غير معلنة” إلى أنقرة في طريق عودة الوزير الإيراني إلى طهران من نيويورك، حيث حضر أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ما قد يكون مسار نقاش مشترك خلال الزيارتين؟
الوضع السوري هو الشئ المشترك الوحيد الذي قد يكون مسار نقاش متتالي من الجانب التركي من الضيف الإيراني والسعودي، خاصة وأن إيران من جانب وتركيا والمملكة العربية السعودية من جانب آخر على طرفي نقيض بالنسبة للنزاع في سوريا، حيث تعتبر طهران أحد ابرز حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تدعم أنقرة والرياض فصائل مقاتلة سورية معارضة.
وقد شنت تركيا بمباركة سعودية هجومًا عسكريًا باسم “درع الفرات” في سوريا منذ 24 أغسطس الماضي، لطرد المسلحين والمقاتلين الأكراد من مناطق محاذية للحدود التركية، كما طرحت أنقرة إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية لإيواء اللاجئين بعد هذه العملية.
ويستبعد مراقبون في نفس الوقت أن تتدخل تركيا في التوترات بين الجانبين الإيراني والسعودي، خاصة وأنه في ذروته، حيث تحرص أنقرة على العلاقات الطيبة مع البلدين بنفس القدر، لكي لا تحسب على معسكر بعينه، وهو حرص تركي شديد منذ استعار الحرب الباردة السعودية الإيرانية، على ألا تزج بنفسها في آتون حرب طائفية في المنطقة.
حتى أن تركيا رغم الخلافات حول سوريا، تعمل بتركيز في الأشهر الماضية للحفاظ على علاقة جيدة مع إيران، حيث تأتي زيارة ظريف وسط اتصالات دبلوماسية بين أنقرة وطهران على إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في منتصف يوليو الماضي.
إذ سارعت طهران إلى إبداء دعمها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والحكومة الشرعية المنتخبة بعد محاولة الانقلاب، وقام وزير الخارجية التركي بزيارة مفاجئة إلى طهران في منتصف أغسطس الماضي، بعدما أجرى ظريف محادثات في العاصمة التركية في الشهر نفسه.
أما على صعيد الزيارة السعودية قال السفير التركي في الرياض يونس دميرار، إن أجندة محادثات الأمير محمد بن نايف تشمل قضايا سياسية واقتصادية وأمنية، وخاصة محاربة الإرهاب، وسبل تنمية العلاقات الاقتصادية بين تركيا والسعودية.
ونوه دميرار، في حديث لوكالة الأناضول التركية إلى دور الأمير محمد بن نايف في الملف السياسي، وقال “إنه المسؤول عن هذا الملف في السعودية، لذا سيتم تناوله خلال المناقشات مع القيادة التركية، كما سيتم التعاون والتنسيق في القضايا المشتركة في المنطقة”.
ويتألف الوفد المشارك، من وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير المالية إبراهيم العساف، والثقافة والإعلام عادل الطريفي، ومسؤولين آخرين في الوفد”.
وعلى هذا لا يتوقع أن تكون هناك دلالات واضحة تربط بين زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قبل يوم واحد من زيارة ولي العهد السعودي، وإنما ستكتفي الزيارات بمناقشات المشتركات المتقاطعة مع تركيا فقط، دون التطرق للخلاف الإيراني السعودي.