بسبب الحرب في أفغانستان ما بين 1980 و1990 عجزت سلطات الحالة المدنية على توثيق تاريخ ميلاد مواليد تلك الفترة، وكذلك لم تعطي العائلات أهمية لحفظ تاريخ يوم ميلاد أطفالهم، وهو ما تسبب في وجود عشرات الآلاف ممن لا يعلمون تاريخ يوم ميلادهم، ويختارون يوم الأول من يناير للوثائق الرسمية، وكذلك كذكرى شخصية يحتفلون بها بالرغم من علمهم بأنها زائفة.
وانتبه هذا الجيل من الأفغان إلى حاجتهم إلى تحديد يوم ميلادهم بعد الحرب، عندما اتسعت سوق العمل وخاصة لدى المنظمات الدولية، وفي الجيش والشرطة، حيث طلب منهم تحديد تاريخ ميلادهم خلال تقدمهم للعمل في تلك المؤسسات، وكذلك خلال استخدامهم لشبكة الانترنت، حيث اكتشفوا أن تاريخ ميلادهم مطلوب في كل مكان، ولحل هذا الأشكال اختار معظم أبناء هذا الجيل يوم الأول من يناير كيوم رمزي لتاريخ ميلادهم.
نزار، شاب أفغاني بلغ من عمر حوالي 23 سنة، ويوشك على الانتهاء من تعليمه الجامعي، قال لمراسل صحيفة الاندبندت أنه بات يستخدم تاريخ 1 يناير بصفة دائمة على مواقع الانترنت، قائلا: “في السابق لم نكن نعلم بأننا بحاجة لمعرفة تاريخ يوم ميلادنا، ولذلك نحن مجبرون اليوم على استخدام تاريخ الأول من يناير”.
وليس الأفغان وحدهم من يعانون من هذه المشكلة، ففي أيام الحرب في فيتنام وقعت نفس المشكلة وكذلك في الصومال والسودان، حيث اختار الآلاف تاريخ الأول من يناير للاستخدام في وثائقهم الرسمية وكذلك للاحتفال به سنويا، بصفته رأس السنة الميلادية وكذلك بصفته عيد ميلادهم الذي يعرفون بأنه زائف.