تحدثت صحيفة الواشنطن بوست في افتتاحيتها اليوم عن المترجمين الأفغان الذين عملوا لصالح الجنود الأمريكيين في أفغانستان على مدار ثلاثة عشر عاما.
وقالت الصحيفة أن على الولايات المتحدة أن تهتم بمصير المترجمين الذين ساعدوا القوات الأمريكية وكانوا العيون والآذان للجيش الأمريكي في مهمته الطويلة في أفغانستان.
المترجمون الأفغان الذين عملوا مع الأمريكيين يواجهون مع عائلاتهم تهديدات حقيقية وكبيرة من قبل القاعدة وطالبان في أفغانستان الذين يرون المترجمين العاملين مع القوات الأمريكية عملاء ليس أكثر.
ورغم أن الكونغرس وافق بالفعل على برنامج لإعطاء تأشيرات خاصة لهؤلاء المترجمين أو “العملاء”، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة. فالبرنامج الذي تمت الموافقة عليه للمترجمين العراقيين والأفغان في ٢٠٠٩ يستمر فقط لمدة خمس سنوات، ما يعني أنه ينتهي هذا العام، وفيما تم تمديد البرنامج في العراق إلا أن ذلك لم يحدث للحالة الأفغانية، وهو ما دفع الواشنطن بوست للقول إن تمديد برنامج منح التأشيرات الخاصة للمترجمين الأفغان يجب أن يكون على رأس أولويات الكونغرس بمجرد انعقاده بعد عطلة العام الجديد.
هناك حتى الآن خمسة آلاف متقدم للحصول على تأشيرة للهجرة للولايات المتحدة، وطبقا لميزانية العام الحالي في أمريكا، فإنه لن يتم قبول سوى ٣٠٠٠ متقدم فقط، ما يقدم -بالنسبة للصحيفة- سببا آخر للكونغرس كي يمد برنامج منح التأشيرات.
وقبل أسابيع انتقدت الواشنطن بوست تعامل الإدارة الأمريكية مع المترجمين الأفغان. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها في منتصف نوفمبر الماضي أن القوات الأميركية اعتمدت بشكل كبير على هذه الشريحة من الأفغان، وخاصة في المناطق الخطرة، وأوردت أن المترجمين واجهوا نفس المخاطر التي واجهتها القوات الأميركية في الحرب على مدار العقد الماضي، مشيرة إلى أن واشنطن منحت تأشيرات خاصة لألف و648 مترجما أفغانيا من أصل ثمانية آلاف و750.
يٌشار إلى أن دولا أخرى ممن حاربت جيوشها في أفغانستان منحت تأشيرات لبعض المترجمين الأفغان، فقد منحت الحكومة البريطانية أواخر مايو/أيار الماضي حق الإقامة في المملكة المتحدة لستمائة مترجم أفغاني عملوا مع قواتها في أفغانستان، كما قررت دفع تعويضات لمترجمين آخرين فضّلوا البقاء في بلادهم, وذلك أسوة بنظرائهم العراقيين الذين عملوا مع القوات البريطانية في العراق.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قال مؤخرا “لا ينبغي أن ندير ظهورنا لأولئك الذين سلكوا المسار نفسه لجنودنا في ولاية هلمند، ووضعوا على الدوام حياتهم للخطر من أجل مساعدتهم على تحقيق مهماتهم”.
ويقول العديد من المترجمين انهم تعرضوا لتهديدات من طالبان بسبب عملهم مع القوات البريطانية التي من المقرر ان تنسحب من أفغانستان بنهاية 2014 مع باقي قوات الحلف الاطلسي.
وكانت السويد أيضا قد أعلنت قبل أيام عن منحها حق اللجوء لثلاثين مترجما عملوا مع قواتها.
وتبدو كل تلك المحاولات للهروب من أفغانستان من قبل المترجمين العاملين مع القوات الأجنبية مؤشرا هاما على انهيار الأوضاع الأمنية وعدم سيطرة القوات الدولية أو القوات الحكومية المدعومة دوليا على الأوضاع هناك بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب.