أمرت السلطات الأمريكية مئات الآلاف من مواطنيها والمقيمين على أراضيها في ولايتي فلوريدا وكارولينا الجنوبية بترك المنطقة سريعًا تحسبًا لوصول الإعصار ماثيو.
ماثيو هو اسم الإعصار الذي اجتاح هايتي يوم الأربعاء الماضي وتسبب في هدم مئات المنازل وتشريد الآلاف من سكانها، كما تسبب في مقتل قرابة 300 شخصًا في منطقة الكاريبي، وقد شهدت “جيرمي”، المدينة الرئيسية في الجزيرة، تسوية 80 % من مبانيها بالأرض. وفي مقاطعة “صد” دمر حوالي 30 ألف منزل.
ومعظم القتلى في هايتي هم من سكان البلدات والقرى التي يعيش سكانها على الصيد حول الساحل الجنوبي، قُتل الكثير منهم بسبب سقوط الأشجار وتطاير حطام المنازل وفيضانات الأنهار.
وبعد ساعات وصل ماثيو إلى كوبا حيث ضرب مدينة باراكوا في مقاطعة غوانتانامو مدمرًا عشرات المنازل، ومتسببًا في قطع الطرق.
الإعصار ماثيو أول إعصار كبير يمثل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يعد الإعصار الأقوى في منطقة الكاريبي منذ إعصار فيليكس عام 2007، وذلك بعدما ضرب جزر البهاما يوم أمس الخميس، في الوقت الذي أكد فيه خبراء أنه يتوجه صوب ولاية فلوريدا الأمريكية.
أما على صعيد ولاية فلوريدا ينتظر أن يكون ماثيو أول إعصار فوق الدرجة الثالثة يضرب الولايات المتحدة منذ الإعصار، ويلما الذي ضرب ولاية فلوريدا عام 2005 متسببًا في 5 قتلى وخسائر وصلت إلى 23 مليار دولار.
المركز الوطني الأمريكي للأعاصير يؤكد إن العاصفة تحمل رياحًا شديدة الخطورة بسرعة 220 كيلومترًا في الساعة، وقد ضربت الجزء الشمالي الغربي من البهاما في طريقها إلى ساحل فلوريدا على المحيط الأطلسي.
وأضاف المركز -مقره ميامي- أن الرياح المصاحبة لماثيو انخفضت سرعتها إلى 210 كيلومترات في الساعة، لكن من المرجح أن يظل إعصارًا من الفئة الرابعة على مقياس سافير سمبسون المؤلف من خمسة مستويات لشدة الرياح.
وتابع المركز أن الإعصار يقترب من الولايات المتحدة، وأنه إما سيتجه مباشرة نحو ولاية فلوريدا أو يمر فوق ساحلها بسرعة كبيرة ليل الجمعة.
وأضاف المركز إنه من المبكر للغاية التنبؤ أين سيتسبب الإعصار ماثيو بالضرر الأكبر في الولايات المتحدة، لكن التحذيرات من الإعصار شملت ساحل الأطلسي من جنوب فلوريدا وجورجيا وحتى ساوث كارولاينا.
وذكرت قناة “ويز” المتخصصة في مجال الأحوال الجوية أن أكثر من 12 مليونًا من سكان الولايات المتحدة يقيمون في المناطق التي شملتها التحذيرات والتنبيهات بشأن الإعصار.
حالة من الهلع
بعد تداول هذه الأنباء ازدحمت الطرق في فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا، كما نفدت الإمدادات من محطات الوقود والمتاجر مع اقتراب العاصفة التي تحمل معها ارتفاعًا في الأمواج وأمطارًا غزيرة، ورياحًا تسارعت في الليلة الماضية لتبلغ سرعتها حوالي مئات الكيلومترات في الساعة، ويتوقع أن ترتفع الأمواج إلى 2.7 متر.
هذا وقد أعلنت حالة الطوارئ في الولايات الأربع التي تقع في مسار الإعصار، وفتحت الملاجئ أبوابها في فلوريدا وجورجيا وساوث كارولاينا. وتمكن حالة الطوارئ حكام الولايات من الاستعانة بالحرس الوطني في هذه الأوقات.
كما أن مئات الرحلات الجوية قد أُلغيت في جنوب فلوريدا، ومن المتوقع أن يتسع نطاق الإلغاء ليشمل الشمال في الأيام القادم.
فيما خرج ريك سكوت حاكم فلوريدا في مؤتمر صحفي يوم أمس الخميس مصرحًا إن الضرر قد يكون “كارثيا” إذا ما ضرب الإعصار مباشرة ولاية فلوريدا/ وحث نحو 1.5 مليون شخص في الولاية على اتباع إرشادات الإخلاء.
وقال في مؤتمره الصحفي “إذا كنتم مترددين في الإخلاء فقط فكروا في كل من قتلوا. الوقت ينفد ومن الواضح أن هذا الإعصار سيوجه ضربة مباشرة أو سيمر على الشاطئ وسيكون لدينا رياحا بقوة إعصار، وحذر سكوت من ركوب الأمواج أو السير على الشواطئ في هذه الأيام.
ومن جانبه اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحكام الولايات الأربع الواقعة في مسار الإعصار وهي فلوريدا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا وجورجيا، لبحث الاستعدادات الخاصة بالإعصار، كما أعلن أوباما حالة الطوارئ في فلوريدا وساوث كارولاينا وهو إجراء يجيز للوكالات الاتحادية تنسيق جهود الإغاثة من الكوارث.