أكد متحدث عسكري أمريكي أن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية استُهدفت، أمس الأحد، في محاولة فاشلة لمهاجمتها بصاروخين من الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون التابعون لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن.
الصاروخان المذكوران لم يُصيبا المدمرة الأمريكية بحسب ما تحدث المصدر العسكري لوكالة رويترز الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، والذي جاء في حديثه إن المدمرة “ماسون” اكتشفت صاروخين قادمين خلال فترة 60 دقيقة أثناء وجودها في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، وقد سقط الصاروخان في المياه قبل وصولهما إلى السفينة، وأضاف أنه لم تلحق إصابات بالبحارة على متن السفينة، ولم تلحق بها أضرار.
فيما أكد ديفيز أن السفينة الحربية الأمريكية نفذت “إجراءات دفاعية على متن المركب” ولم تتعرض للأذى، في حين أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن السفينة كانت على بعد 22 كيلومترًا من السواحل اليمنية في المياه الدولية الواقعة في أقصى جنوب البحر الأحمر وشمال مضيق باب المندب.
جدير بالذكر أن البحرية الأميركية، قد قامت الأسبوع الماضي، بإرسال السفن الحربية “يو.أس.أس.ماسون” و”يو.أس.أس نيتز” و “يو. أس. أس. بونس” إلى المياه المقابلة للساحل الجنوبي لليمن.
اثنتان من السفن الحربية البحرية الأمريكية (مدمرات حاملة صواريخ موجهة يو. أس. أس. ماسون، ويو. أس. أس. نيتز)، مزودتان بصواريخ توماهوك وصواريخ مضادة للسفن من طراز “هاربون” ومجموعة متنوعة من المدافع الرشاشة من العيار الثقيل محمولة على سطح السفينة، كما انضمت السفينة “يو. أس. أس. بونس”، العائمة التي تضمن مهمة قوات العمليات الخاصة.
تعمل البحرية الأمريكية منذ فترة على المحافظة على حالة استعداد عالية في “الخليج العربي وخليج عدن”، جنوب اليمن. ولم يتضح على الفور ما إذا كان قد صدر أي توجيه رسمي لرفع حالة التأهب من هذا الموقف، بحسب ما أوردت “فوكس نيوز”.
إرسال سفن حربية إلى المنطقة هو رسالة مفادها أن الهدف الرئيس للقوات البحرية الأمريكية، هو التأكد من أن المرور لا يزال دون عوائق في المضيق والمناطق المجاورة، بعد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع أكتوبر الجاري عن استهداف الحوثيين للسفينة المدنية “سويفت” التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، التي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.
والسفينة الإماراتية المستهدفة تعد سفينة لوجستية أسترالية عالية السرعة مؤجرة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن جانبها أطلقت القوات البحرية والدفاع الساحلي الموالية للحوثيين تحذيرً شديد اللهجة ،مساء الإثنين 3 أكتوبر، لأي سفينة من القيام بأي أعمال لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، كما حذرت من قيام أي سفينة باختراق المياه الإقليمية اليمنية، لأي سبب كان دون أخذ الأذن المسبق من السلطات اليمنية الموالية لجماعة الحوثي في صنعاء.
ولم يسبق للحوثيين التعرض مباشرة لسفينة حربية أمريكية منذ اندلاع النزاع في اليمن بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخل الحلف العربي بقيادة السعودية لمواجهتهم.
تحذير أمريكي من القاعدة في هذه المنطقة
الجانب الأمريكي لم يحذر الحوثيين في هذا الصدد من قبل، ولكن مع ازدياد معدل تواجد بوارج البحرية الأمريكية في هذه المنطقة على مدار العقد الماضي، حذرت الحكومة الأمريكية السفن التي تبحر فيها من هجمات لتنظيم القاعدة، مماثلة للتفجير الذي استهدف المدمرة الأمريكية (يو. أس.أس.كول) في أكتوبر عام 2000 وأسفر عن مقتل 17 بحارًا أمريكيًا.
حيث أكد المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية, طبقًا لما أوردته وكالة “رويترز” إن السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي وخليج عدن على امتداد الساحل اليمني هي الأكثر عرضة للخطر, موضحًا أن المعلومات تشير إلى أن تنظيم القاعدة لا يزال مهتمًا بالهجمات البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن على امتداد ساحل اليمن.
وفي شهر إبريل العام الماضي حركت الولايات المتحدة حاملة الطائرات “روزفلت” نحو السواحل اليمنية لمراقبة قافلة سفن إيرانية يشتبه في أن تكون متجهة إلى اليمن. هذه القافلة كانت تتألف من “9 سفن بينها سفينة دورية” من طراز عسكري لم تعرف وجهتها حينها.
وقد اشتبه في نقل هذه السفن أسلحة ومعدات عسكرية إذا وصلت إلى اليمن، ونفى حينها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيفن وارن إمكانية اعتراض السفن الإيرانية وتفتيشها من قبل السلطات الأمريكية، منوها أن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق دول المنطقة وفي مقدمتها مصر والسعودية.
تاريخ من الاستهدافات الحوثية البحرية
تعتبر هذه هي الحادثة هي الـ 11 من نوعها، التي تستهدف قطعًا بحرية حربية في هذه المنطقة، بعد 10 استهدفات للسفن التابعة للتحالف العربي قبالة السواحل اليمنية منذ مارس 2015، وقد كانت آخرها استهداف البارجة الإماراتية.
وإضافة إلى الحصار البحري والقصف على المناطق اليمنية، تفرض بارجات التحالف العربي بقيادة السعودية حصارًا على زوارق وقوارب الصيادين في هذه المناطق الخاضعة للحوثيين خشية من أي تحركات عسكرية، حيث تُمنع ممارسة الصيد في المياه الإقليمية اليمنية.
نفي حوثي لاستهداف البارجة الأمريكية
على صعيد آخر نفت جماعة أنصار الله الحوثية، اليوم الإثنين، استهداف البارجة الأمريكية في مياه البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، ونقلت وكالة سبأ للأنباء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن مصدر عسكري لم تسمه قوله: “إن القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني لم تستهدف البارجة الأمريكية قبالة السواحل اليمنية”. وبحسب المصدر، فإن “ما تم تسريبه وتداوله من أخبار هي أخبار مغلوطة ولا أساس لها من الصحة وتأتي في إطار الحرب الإعلامية”.
وكان السفير اليمني في واشنطن، أحمد عوض بن مبارك قال في وقت سابق اليوم إن مسلحي جماعة أنصار الله الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، أطلقوا صاروخين على بارجة أمريكية في البحر الأحمر.