في تطور لافت للمشهد السوري، اشتعلت اشتباكات واسعة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – وكافة الفصائل والتشكيلات السورية المقاتلة.
وكانت الأمور قد تطورت بشكل لافت بعد تسليم داعش جثة الدكتور أبو ريان القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية، والذي كان معتقلاً لديهم مقتولاً تحت التعذيب وممثلاً في جثته ومقطوع الأذن مع رصاصة متفجرة في الرأس، تبعه احتقان بين الكتائب السورية المقاتلة وداعش.
بعد ذلك، حاصر تنظيم داعش منطقة الأتارب والفوج 46 المحرر والذي يقبع تحت سيطرة الثوار من مدينة حلب محاولاً اقتحامها، رافق ذلك اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، قصفت على إثرها داعش الأتارب بالمدفعية الثقيلة أدى إلى استشهاد مدنيّ في المدينة و 4 عناصر من الطرفين.
نتج عن ذلك اتحاد سبع تشكيلات عسكرية مقاتلة وهي : كتائب نور الدين زنكي الإسلامية، واستقم كما أمرت، وحركة النور الإسلامية، لواء الحرية الإسلامي، ولواء الأنصار ، الفرقة 19 من لواء أمجاد الإسلام ولواء جند الحرمين في ما أطلقوا عليه “جيش المجاهدين” وإعلان القتال ضد تنظيم داعش ، كما أعلنت جبهة ثوار سورية الانضمام إلى القتال وأعلنت الاستنفار في صفوف مقاتليها ، بالاضافة إلى الجبهة الإسلامية التي أعلنت رفضها لتصرفات داعش ودعوتها مرة أخرى إلى الاحتكام إلى المحاكم الشرعية دون إعلان الجبهة عن المواجهة المباشرة للتنظيم.
وقال البيان الصادر عن جيش المجاهدين: ” بينما ينشغل المجاهدون الصادقون المرابطون على ثغور سوريا بصدّ تقدم الجيش النصيري المدعوم بمليشيات إيران وحزب الله، يستغل تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” هذا الانشغال بالإفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي دفعوا الغالي والرخيص لتحريرها، وإفراغ المعامل من محتوياتها وإيقافها عن العمل، وطرد الأهالي من منازلهم إلى العراء من أجل جعل بيوتهم مقرات لعناصرهم، وسرقتهم لسيارات المدنيين والسطو على أرزاقهم بحجج بالية تافهة وخطفهم للقادة العسكريين والإعلاميين وقتلهم وتعذيبهم في أقبية سجونهم ورفضهم للاحتكام لشرع الله وسنة نبيه ومحاولتهم الأخيرة في اقتحام مدينة الأتارب بالدبابات والمدافع”.
ثم أنهى البيان فقال: “نعلن نحن جيش المجاهدين الدفاع عن أنفسنا وعِرضنا ومالنا وأرضنا، وقتال تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الباغي على حكم الله حتى إعلانها حلّ نفسها والانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الأخرى أو تركهم أسلحتهم والخروج من سوريا.
وسط هذا المشهد، قال الناشط أحمد أبازيد : ” كل المعارك التي افتعلها تنظيم البغدادي – ويقصد داعش – في الأشهر السابقة كانت تترافق مع حشد ومحاولات اقتحام النظام للمناطق المحررة , كما حصل حين هاجمت داعش حيان و اعزاز حي الصاخور في حلب، ما أسهم بشكل كبير في استعادة النظام لخناصر و تقدمه في اللواء 80 و غيره، لا يتعلّق الأمر بعمالة مباشرة بالضرورة بقدر ما أن النظام يبني خططه كاستكمال لجهد داعش في وأد الثورة.
وأضاف: “على الثوار في حلب و ريفها الحذر من حشد النظام على مناطق الاشتباك و محاولاته الاقتحام , و تكثيف المراقبة للضرورة القصوى على الحواجز تحسّباً لإرسال تنظيم البغدادي سيّارات مفخخة للمناطق المحررة، وعلى الجبهة الإسلامية ان تحدّد موقفاً واضحاً إن لم ترد أن تصبح خارج المعادلة التي تمثّل الآن أهمّ أقطابها”.
تحذير أحمد من السيارات المفخخة كان في مكانه حيث استهدفت 3 سيارات مفخخة مناطق حريتان وتل رفعت والأتارب مستهدفة مقرات الثوار، الأمر الذي جاء بعد يوم كامل من المواجهات والخسارات المتتالية لتنظيم الدولة في المقرات والحواجز والأسرى الذين وقعوا في أيدي الثوار، والذي اعتبره النشطاء تاريخياً حيث استعادت الثورة شيئاً من عنفوانها وخرجت مظاهرات في العديد من المناطق يوم الجمعة التي كان اسمها “جمعة الشهيد أبو ريان ضحية الغدر”، والتي كانت موجهة ضد تنظيم داعش الذي قتل أبو ريان على أيديها.
تنظيم داعش خسر أكثر من نصف مقراته وحواجزه المنتشرة في حلب وريفها وريف ادلب وريف حماة، ثم امتد القتال إلى الرقة والساحل كذلك، وخرج بعض أهالي المناطق التي كان تنظيم داعش يسيطرون عليها إلى المقرات التي استعادها الثوار فرحاً بما أسموه التحرير.
وسط ذلك أصدرت الدولة الإسلامية بياناً صوتياً تحت اسم “نداء من الدولة الإسلامية في العراق والشام بشأن الأحداث الاخيرة” قالت فيه بأنها تمهل الفصائل 24 ساعة لـ ” رفع الحواجز التي وضعت لقطع الطرق على المجاهدين، عدم التعرض لأي جندي من الدولة الإسلامية أو أي مهاجر من غيرها، و إطلاق كافة معتقلي الدولة الإسلامية و المهاجرين” والإ فإن الدولة تهدد بالانسحاب من كافة جبهات قتال قوات النظام السوري، سبق ذلك إعلان لواء داوود إنشقاقه عن داعش والتفرغ لقتال النظام السوري فقط.
https://www.youtube.com/watch?v=Vi938OSlNuA&feature=youtu.be
السلاح الذي يملكه الآن تنظيم داعش هو ما يطلقون عليه “العمليات الإستشهادية” و السيارات المفخخة التي يعدون بها ما أسموهم جنود ماكين وصحوات الشام متهمين إياهم بايقاف مشروع الخلافة الإسلامية في بلاد الشام
وكانت روابط علمية وهيئات إسلامية قد أصدرت فتوى بتحريم الإنضمام للدولة الإسلامية في العراق والشام و وجوب رد عدوانهم على المجاهدين والآمنين وتسليم من تطلخت أيديهم بالدماء إلى محاكم شرعية.
مواقع التواصل الإجتماعي ضجت بأخبار الإشتباكات واستهداف المدنيين والثوار برصاص عناصر تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وقال المغردون على تويتر :
الثورة لم تقرر مواجهة #داعش.. كما أنها لم تقرر التسلح.. هذا ما فرضه خصومها.. الثورة فقط أصرت ع ألا تتراجع عن مطالبها وهم ألجؤوها لآخر الحلول
— برنامج عنزة ولو طارت (@3anzehWalo6aret) January 5, 2014
والله يا أحبة إن #داعش قد فعلت في سنة #العراق من الجرائم ماليس له نظير في العصابات الدولية ولكن الإعلام كان غائبا عنهم فلا تمكنوهم بالسكوت !
— 『موسى الغنامي』 (@mgsa2006) January 5, 2014
#داعش عصابة تحتل أجزاء من سوريا وكل هدفها أن يتمدد نفوذها وتضم مناطق جديدة تحت سلطة أميرها البغدادي حتى وإن لم يسقط النظام السوري
— Hasn Alkharrat (@Hsn_Kh) January 5, 2014
روابط وهيئات إسلامية معروفة تصدر فتوى بقتال #داعش وتحرم الانتساب اليها -هيئة الشام رابطة العلماء رابطة الخطباء وغيرها https://t.co/rfby2zxHRn
— إبراهيم عرب IBRAHIM (@IbrahimArab) January 5, 2014
برأيي أن فصائل الثوار تأخروا كثيراً في التعامل مع #داعش، من يقتلك بإسم الله لا يختلف عمن يقتلك بإسم بشار، وحسن النية لا يبرر سوء العمل
— Ehab Al-Otibi إيهاب العتيبي (@EhabOtibi) January 5, 2014
#داعش تجند الأطفال وصغار السن لقتال وقتل من تسميهم المرتدين والصحوات من الأحرار و #الجبهة_الإسلامية وجيش المجاهدين pic.twitter.com/SKmsQjVrPy
— د . ثائر الفارس (@THAERSORY) January 5, 2014
استشهاد ١٤ من عناصر لواء التوحيد على يد #داعش ، الله يرحمك يا حجي مارع .. الله يرحمك بس !
— عامر السيد عمر,Amer (@AmerSO) January 5, 2014
بيان #داعش المهدد بالإنسحاب وهو مطلب كل فصائل الثوار إضافة الى جناح الظواهري في القاعدة لايتوافق مع تهديد حسابات أنصارها بذبح الثوار #سوريا
— مهنا الحبيل (@MohannaAlhubail) January 5, 2014
فيديو: مقاتلو #جيش_المجاهدين يتحدثون عن اسباب ملاحقة الدولة الاسلامية في العراق والشام #داعش https://t.co/Xibkp1FULQhttps://t.co/vE6TWBJhtO
— Zaid Benjamin (@zaidbenjamin) January 4, 2014
الجبهة الإسلامية تسيطر على مقر #داعش قرب #معبر_باب_الهوى وتأسر 13 منهم وتستولي على أسلتهم الثقيلة
— Akhbar | أخبار الآن (@akhbar) January 4, 2014
عندما يخفي ثوار كفرنبل وجوههم بسبب #داعش فتلك مصيبة!! pic.twitter.com/vUQvA27uHL
— Shahad شهد (@Syrianaaa) January 3, 2014