ترجمة وتحرير نون بوست
قد تكون حادثة تسريب شريط فيديو قديم للمرشح الجمهوري دونالد ترامب يدلي فيه بكلام بذيء ينم عن تفاخره بتمكنه من لمس النساء من أعضائهن التناسلية، قد أخفت خبرًا قد يكون أكثر أهمية، فقد أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بيانًا هامًا تمثل في أول اتهام مباشر توجهه إدارة أوباما ضد روسيا بأنها تسعى للتدخل في الانتخابات الأمريكية، وقد ورد في البيان ما يلي: “الأجهزة الاستخبارية الأمريكية واثقة من أن الحكومة الروسية قد أمرت مؤخرًا بكشف رسائل إلكترونية لمواطنين ومؤسسات أمريكية بما في ذلك تلك القادمة من منظمات سياسية أمريكية، وذلك بغاية التأثير على نتائج الانتخابات” فبعد أن تعرضت اللجنة القومية الديمقراطية وآلات التصويت للقرصنة، وبعد أشهر من الحديث في الصحافة وفي الكابيتول هيل، فإن إدارة أوباما توجه إصبع الاتهام للكرملين بكونه يحاول التدخل في الانتخابات الأمريكية.
وقد كان ذلك على إثر تسريب جديد لعدد من الوثائق من ويكيليكس تحتوي على رسائل إلكترونية لمدير حملة هيلاري كلينتون جون بوديستا، كما تم تسريب أخبار تفيد بأن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة كان قد تقدم بشكوى رسمية لدى المنظمة بعد أن انتقد مسؤول آخر المرشح الجمهوري ترامب، ويأتي كل هذا على خلفية ثناء ترامب المستمر والمفرط على فلاديمير بوتين، وكذلك على خلفية انتشار معلومات تفيد بوجود علاقات مشبوهة تربط حملة ترامب بروسيا.
ورغم الاهتمام الذي لقيته فضيحة ترامب بعد تسريب شريط الفيديو فإن محاولة تدخل روسيا في الانتخابات يعتبر أمرًا أهم بكثير، فما الذي يحصل؟ حرب القرصنة هي تطور جديد وحقيقي في العلاقات الأمريكية الروسية والتي لطالما اتسمت بالتوتر، وهذه هي الأسباب التي تجعل البيان الذي صدر يوم الجمعة مهم:
- ربما هناك دلائل جدية، يتهم بيان وزارة الأمن الوطني رسميًا الحكومة الروسية بقرصنة رسائل البريد الإلكتروني وإعطائها لمنظمات مثل ويكيليكس، لكن الوزارة أعرضت عن اتهام روسيا بقرصنة آلات التصويت، وذلك لأنه، وفقًا للبيان المشترك الذي أصدرته أجهزة الاستخبارات الأمريكية فإنه من المحتمل أن قرصنة آلات التصويت “كانت بسبب الخوادم التي تشغلها شركة روسية، لكننا لسنا في وضع يمكننا من اتهام الحكومة الروسية بفعل ذلك”، أي بعبارة أخرى: كان هناك ما يكفي من الأدلة لربط الخروقات بروسيا، لكن لا توجد أدلة كافية لاتهام الكرملين مباشرة.
- روسيا في مهمة، لماذا تقوم روسيا بكل هذا؟ نعم، تريد روسيا “التدخل في العملية الانتخابية للولايات المتحدة” لكن يوجد هدف أهم من ذلك بكثير، فروسيا تطمح لتقويض ثقة الأمريكيين في نظام الحكم الخاص بهم وفي مؤسسات الحكم أيضًا، كما تطمح روسيا لمساعدة ترامب على الفوز في الانتخابات، فترامب عادة ما يعبر عن إعجابه ببوتين وبسياساته كما أنه كان قد تحدث عن رغبته في اعتماد سياسة انعزالية، وهو ما يريده بوتين، فانسحاب الولايات المتحدة من الساحة السياسية العالمية سيكون عاملاً مساعدًا لكي تعزز روسيا نفوذها في العالم، فهي ستستغل الفراغ الذي سيخلفه تراجع الولايات المتحدة الأمريكية، فعندما كانت إدارة أوباما مترددة حيال تدخلها في سوريا، سارعت روسيا في التدخل، ولم يكن تدخل روسيا عسكريًا فقط، فقد أصبحت وسيطًا وطرفًا رئيسيًا في الحرب عوضًا عن الولايات المتحدة أو القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران، ومن الواضح أن بوتين لا زال يطمح إلى التعويض عن انهزام روسيا في الحرب الباردة في تسعينات القرن الماضي، فقد جعلها ذلك الانهزام عنصرًا هامشيًا في الشؤون العالمية، وبالتالي تراجعت مكانتها وأهميتها الجيوسياسية، إذن، ما الذي قد يمنع روسيا من مساندة مرشح يقول إنه مستعد ليتخلى عن نفوذ الولايات المتحدة، وأنه يطمح لمنح بوتين الاحترام الذي يريده؟ ولماذا لا تدعم روسيا مرشحًا قد يلحق الدمار بالعدو الأكبر لبوتين؟ لماذا تدمر روسيا عدوها إن كان ترامب قادرًا على فعل ذلك؟
- كتب ماكسيم ترودوليوبوف، وهو صحفي روسي مشهور، سنة 2014، مقالاً في صحيفة التايمز البريطانية تحدث فيه عن الحرب غير المتكافئة في أوكرانيا وعن الحملة المنظمة ضد أوروبا، وقال إن مثل هذه الأحداث ليست إلا محاولات بوتين لتنفيذ سياساته المحلية على المستوى العالمي، وكان ماكسيم محقًا فيما كتبه، وفي الحقيقة، الروس هم الأكثر براعة وحرفية في تزوير الانتخابات، فمنذ تولي بوتين السلطة سنة 2000، تمكن أعوانه من إدارة الانتخابات بطرق دقيقة من خلال التلاعب بقائمة الناخبين وبالأصوات وبالنتائج، وحتى إن لم يتم تزوير الانتخابات ولم يتم حث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في أكثر من مركز اقتراع، فإن النتائج تكون دائمًا في صالح بوتين، وذلك لأن الكرملين عادة ما يعمل على إعلان عدم أهلية مرشحي المعارضة ومنعهم من الظهور في التلفزيون الوطني، والذي لا يزال المصدر الرئيسي للأخبار في روسيا، لذلك فإنه لا يتم الاعتراف بهؤلاء المرشحين ولا يتم التصويت لهم، وقد يتم أيضًا تشويه سمعة المرشحين من خلال تلفيق قضايا جنائية ضدهم بطريقة تجعلهم غير مؤهلين للرئاسة من منظور قانوني، وقد يتم أيضًا إغواؤهم من قبل إحدى العاهرات التي تستدرجهم إلى شقة ويتم بعد ذلك تسجيل ما يحدث على شريط فيديو يتم نشره لاحقًا خلال الحملة الانتخابية، وبالتالي، فإن المعارضة أصبحت تلوم بعضها البعض، الأمر الذي ألهاها عن هدفها الأساسي وهو إيقاف الاحتكار السياسي الذي يمارسه بوتين.
هل يبدو هذا مألوفًا؟
في الأساس، تم تطوير هذه الأساليب في روسيا، ثم تم تصديرها إلى أوروبا سنة 2014 وبلغت أخيرًا الولايات المتحدة الأمريكية، وعلاوة على ذلك، فإن روسيا تستعمل نفس الاستراتيجيات التي تستعملها الولايات المتحدة في دعم الحركات الديمقراطية في الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل أوكرانيا وجورجيا.
- ويعكس هذا التطور الجديد مدى فهم روسيا للسياسة الأمريكية، فالروس لم يدركوا في السابق معنى لجنة الحزب الديمقراطي أو على الأقل، لما هي ذات أهمية قد تدفعهم لقرصنتها، وحقيقة أن روسيا فكرت في قرصنة لجنة الحزب الديمقراطي يشير إلى تطور هام وملحوظ في سياسات المخابرات الروسية تجاه الولايات المتحدة، فقبل بضعة سنوات، لم تكن روسيا ملمة بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة، فعادة ما يتعامل بوتين مع الرئيس الأمريكي مباشرة أو يتعامل سيرجي لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي، ولم يكن بقدرة روسيا فهم الكونغرس أو مهامه، فكيف يمكن أن تفهم أهمية وجود لجان حزبية؟ فعلى سبيل المثال، كان أوباما قد أخبر ديميتري ميدفيديف أن بعض الأشياء يجب أن تنتظر إلى أن يتم إعادة انتخابه سنة 2012، الأمر الذي اعتبره الكرملين دليلاً على ضعف الحكومة الأمريكية وعدم قدرتها على إيجاد بدائل، بدلاً من أن يُنظر إليها كأمر يعكس المشهد السياسي الأمريكي.
من الناحية الفنية، لروسيا نفس الهياكل السياسية التي توجد في الولايات المتحدة: البرلمان، والمحكمة العليا، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام، لكن هذه ليست إلا مؤسسات موجودة لكنها لا تقوم بأي دور، فقد تم إرساء هذه المؤسسات والهياكل لكي توهم روسيا العالم بأنها دولة ديمقراطية، لكنها لم تمنح أي مضمون سياسي حقيقي لأي من هذه المؤسسات، كما يتم التحكم في الأحزاب السياسية التي يمولها الكرملين (نفس الشيء بالنسبة للإعلام)، أما القضاء فهو خاضع خضوعًا تامًا للكرملين، وبالتالي، يبدو أن روسيا تعتمد نظامًا سياسيًا يمكن أن يقال عنه إنه “بوتمكين” (أي موجود لكي يوهم بوضعية أفضل مما هي عليه).
بعد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية والتي أدت إلى الربيع العربي، اعتقد بوتين أن الثورات العربية كانت عملية تغيير نظام قادتها الولايات المتحدة، لذلك، كان بوتين آنذاك خائفًا من أن تصل الاحتجاجات إلى روسيا، لذلك بدأ في محاولاته للتحكم في الإنترنت، والآن، وبعد ستة سنوات، أصبحت روسيا تتحكم وتراقب أنشطة الروسيين على الإنترنت، كما قامت الحكومة الروسية بوضع قوانين مقيدة دفعت شركة فيسبوك وشركة غوغل إلى التفكير في إمكانية الانسحاب من السوق الروسية رغم ضخامتها وأهميتها.
ومن الواضح أيضًا أن روسيا قضت سنوات في محاولة فهم النظم السياسية الغربية وكيفية عملها، وبدا ذلك أكثر وضوحًا في سنة 2014 في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد نجحت روسيا في إحداث انقسامات داخل أوروبا، ونجحت في إرساء علاقات ودية مع إيطاليا والتي عبرت في وقت لاحق عن رفضها لقرار فرض عقوبات على روسيا، كما أصبحت روسيا داعمًا ماليًا لمارين لوبان الفرنسية، كما قام الكرملين باستدعاء وزير المالية اليوناني إلى موسكو لإجراء محادثات تتعلق بإمكانية إنقاذ اليونان من أزمتها المالية، كما عملت روسيا على تمويل الاحتجاجات في بلغاريا ضد قرار الحكومة بالتوقف عن التزود بالطاقة من روسيا.
وخلال بداية سنة 2015، تدخلت روسيا في سوريا، وبذلك، بدأ الكرملين في استغلال العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها من دول الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، عمد بوتين إلى استدعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو محاولاً أن يقنعه بأنه في ظل تردد أوباما، بإمكان روسيا أن تصبح حليفًا أفضل لإسرائيل، وبدت دول الخليج مهتمة بتنامي قوة روسيا في الشرق الأوسط، فقامت بالتالي بزيارة موسكو عدة مرات، إذن، وبعبارة أخرى، كان طموح روسيا من خلال التدخل في سوريا أكبر بكثير من مجرد إنشاء قاعدة عسكرية بحرية هناك.
وإن أدركت روسيا في وقت سابق بأن النظام السياسي للولايات المتحدة شبيه إلى حد ما بالنظام السياسي الروسي، لكانت بدأت مهمتها منذ وقت طويل، ووفقًا لمايكل إيزيكوف، فإن بوتين له مستشار يدعى إيغون ديفايكيف، وهو ضابط مخابرات سابق يشرف الآن على “المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها وكالات الاستخبارات الروسية فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية”، وكان أحد عملاء الاستخبارات الأمريكية قد قال متحدثا لـ “آن بي سي” إن برنامج المخابرات المتعلق بالولايات المتحدة تم إنشاؤه منذ سنتين، لكنه بدأ في العمل منذ سنة واحدة، أي أن هذا البرنامج جديد.
- تم تعميم الجهود على نطاق واسع، فكل الجهود الروسية في كل من أوكرانيا وسوريا ترافقها حملة تضليل معقدة تم تطويرها مؤخرًا، وتستهدف هذه الحملة البلدان الأوروبية في المقام الأول وذلك من أجل تقويض الدعم الأوروبي لمحاولات فرض عقوبات ضد روسيا، وفي نطاق أوسع، تسعى روسيا إلى جعل المشاهدين والقراء والشعوب بصفة عامة يدركون أنه لا وجود للحقيقة أو للموضوعية وأن الوصول إلى الحقيقة أو للموضوعية أمر مستحيل وأنه لا يوجد أي شيء يمكن إثباته، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، أو حادثة إسقاط طائرة تقل سياح ألمان باستعمال صاروخ روسي، أو أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لطالما كانا في صف الأوروبيين.
أما الآن، فنحن نشهد حملة أخرى تقودها روسيا في الولايات المتحدة، لا شيء حقيقي، ولا شيء قابل للإثبات، مع استثناء لكل ما هو غير محتمل وغير قابل للإثبات (هذا يذكرنا بنشر صحيفة موالية للكرملين مقالاً يتحدث عن أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عقد اتفاقًا مع الشيطان مدعين أن لروسيا وثيقة الاتفاق وأن توقيعات الجانبين كانت “حقيقية”)، وبالنسبة لترامب، فإن حياته خارج حدود الحقيقة وإتقانه لأسلوب الدعايات شبيه إلى حد كبير بسياسات بوتين.
- ولا تبدو الخطوات المقبلة لأوباما واضحة، فهناك حديث عن عقوبات جديدة ضد روسيا لكن المسؤول عن العمل عن هذه العقوبات قال إنه لم يتلق أي أمر من قبل البيت الأبيض، وفي حال قرر أوباما فرض هذه العقوبات، فإنه على البيت الأبيض أن يصدر أمرًا تنفيذيًا لكي لا يتم التخفيف في العقوبات المتعلقة بالتدخل الروسي في أوكرانيا، فأوباما لا يريد أن تتداخل هذه العقوبات مع العقوبات التي قد تفرض على روسيا على خلفية أنشطتها في سوريا، والتي قال عنها جون كيري إنها جرائم حرب، وتجدر الإشارة إلى أن فرض عقوبات على روسيا بتهمة التجسس على الولايات المتحدة قد يعرض الولايات المتحدة نفسها لعقوبات، لأنها هي أيضًا تتجسس على روسيا.
- وقد يحصل ضرر أكبر بسبب ردود فعلنا، فكما يشير بيان وزارة الأمن الوطني، فإن آلات التصويت الأمريكية ليست متصلة بالإنترنت مما يجعل فرضية تلاعب روسيا بهذه الآلات من خلال الإنترنت غير مطروحة، ما يمكنهم فعله هو جعل الناخبين الأمريكيين يشككون في شرعية نتائج الانتخابات، فهي لعبة نفسية إذن، لعبة بسيطة لكن من شأنها أن تسبب ردود فعل كبيرة، الخبر السار هو أنه لنا السيطرة الشخصية من خلال عدم الانسياق وراء ما قد تحاول روسيا فعله، وبالمثل، فإن استنتاج أن ترامب هو أحد عملاء الكرملين هو أيضًا بمثابة جرح ذاتي تسببه لنفسك.
هل تستغل روسيا ترشح دونالد ترامب؟ بالتأكيد! هل يعني ذلك أن ترامب يتحصل على أموال وعلى توجيهات من قبل روسيا لكي يخدم مصالحها ضد الولايات المتحدة؟ على الأغلب لا! فترامب ومن حوله لطالما دافعوا عن عقيدة سياسية خارجية أمريكية مائة بالمائة، لكن هذه السنة، شاءت الصدف أن تتوافق هذه السياسة الخارجية مع ما تطمح له روسيا، وكان الصحفي الروسي البارز ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا “جميع رجال الكرملين” ميخائيل زيغار قد تحدث عن ترامب وعما يمثله بالنسبة للكرملين وقال عنه إنه: شخص يقوم بعملك بطيب خاطر وبطريقة مجانية حتى إن لم تطلب منه ذلك.
السبب الآخر في كون اتهام ترامب بأنه عميل للكرملين أمر خطير هو أننا بذلك نغفل عن حقيقة أن له مساندين أمريكيين يمكن أن يعارضوا مثل هذه الاتهامات، فقد واجهت وضعًا مماثلاً في موسكو في سنة 2012، عندما أطلق بوتين على مساندي الديمقراطية الروس اسم “الطابور الخامس”، وفي ذلك الوقت، بدأ الترويج لنظرية أن أولئك يتم تمويلهم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية لتدمير روسيا من الداخل والاستيلاء على مواردها الطبيعية.
وإن كنا نبحث عن أمر يطمئننا، فهناك نقطة مضيئة واحدة: من المعروف أن بوتين يتسم بقصر النظر، فهو يساند مرشحًا واحدًا وبشكل علني، فما الذي يحصل إذا ما خسر ترامب؟ وأصبح ذلك واردًا بعد الفضيحة التي سربت يوم الجمعة، عندئذ، على بوتين أن يتعامل مع امرأة لا تعجبه بتاتًا، وحاول أن يتسبب في خسارتها، بالتالي، فإن بوتين جعل الأربع سنوات القادمة صعبة عليه.
وفي الأخير، تنفس. فنحن سنكون على ما يرام.
المصدر: بولتيكو