بعد أسابيع من الضجة الإعلامية التي دارت حول قضية الفساد التي أثيرت في 17 من شهر ديسمبر الماضي ضد عدد من رجال الأعمال المقربين من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ولشرح الأحاديث الكثيرة التي أثيرت حول الخلاف بين حزب العدالة والتنمية وجماعة فتح الله كولن، وحول وجود دولة موازية عملت داخل جهاز الأمن والقضاء سرا طيلة أكثر من سنة، دعا أردوغان العشرات من كبار الإعلاميين في تركيا إلى اجتماع، دام لساعات، أجاب خلاله على كل الأسئلة التي وجهت إليه.
الكاتبة الصحفية التركية الشهيرة، فاديما أوزكان، أعقبت هذا الاجتماع بتصريح صادم، على قناة 24 التركية، قالت فيه بأن رئيس الوزراء تحدث عن المدعي العام الذي أطلق قضية الفساد، زكريا أوز، مؤكدا وجود وثائق تثبت سفر المدعي العام 22 مرة إلى خارج البلاد خلال الفترة التي أشرف فيها سرا على التحقيقات في قضايا الفساد، وهو ما أكدته أيضا الصحفية ألف شاكير، التي قالت بأن معظم هذه السفرات كانت إلى مدينة دبي الإماراتية.
وصباح اليوم كشفت صحيفة “تقويم” التركية، عن وثائق حصلت عليها مؤخرا، تقول بأنها فواتير لإحدى سفرات المدعي العام زكريا أوز إلى دبي، والتي كانت برفقة 10 أشخاص من أفراد عائلته، حيث أقاموا في أحد الفنادق الفاخرة طيلة 6 أيام، بتكلفة 70 ألف دولار حسب ما تظهره الفواتير التي نشرت نسخ منها، كما كشفت الصحيفة أن الراتب الشهري للمدعي العام لا يتجاوز مبلغ 2500 دولار، مما يثير شكوكا حول مصدر تمويل هذه الرحلة التي لم تكن الوحيدة، والتي لم تجد الصحيفة وثائق تثبت بأنه قام بدفع تكلفتها من حسابه الخاص ورجحت أن أحد رجال الأعمال سدد هذا المبلغ عوضا عنه.
نسخة من الفواتير التي نشرتها الصحيفة
ومن جهة أخرى، يشن أردوغان، منذ يوم 17 ديسمبر، حملة تطهير داخل جهاز الأمن أدت إلى حد الآن إلى إقالة وتغيير مكان عمل وسحب رتب حوالي 700 كادر أمني رفيع المستوى محسوبين على جماعة فتح الله كولن، في ما قيل أنه حرب على “الدولة الموازية”، والتي قالت تقارير كشف عنها برلمانيون أنها تضم حوالي 2000 من الكوادر الأمنية في كامل محافظات الجمهورية التركية.