“سام فرّان” له قصة هو الآخر مع جماعة الحوثيين في اليمن، إذ تم أسره في العاصمة صنعاء بعد أيام من بدء عمليات التحالف العربي، في 26 مارس من العام 2015م، تم الإفراج عنه بوساطة عمانية في سبتمبر من العام نفسه، صحيفة ديترويت نيوز الأمريكي تروي حكايته، والتي ترجمها “مُسند للأنباء”..
خلال 6 أشهر من سجنه في اليمن، كان “سام فرّان” معصوب العينين يتعرض للضرب حتى فقدان الوعي، من قِبل جماعة الحوثيين في اليمن، كان هذا جزءاً قليلاً من محنته، التي رسمت عناوين أخرى في أنحاء العالم.. يقول فرّان: “ليس هناك أي شخص يعرف الجحيم الذي عشت فيه في اليمن”.
“فرّان” ذو 55 عاماً من مدينة ديربورن الأمريكية. رجل مسلم من أصل لبناني، يعمل مستشاراً أمنياً في اليمن عندما أختطفته جماعة المتمردين الحوثيين في عام 2015، وتم رميه في زنزانة من الخرسانة مع أعضاء من تنظيم القاعدة، قابلهم بكثرة أثناء تنقله من زنزانة إلى أخرى، كما يقول، تم الإفراج عنه في شهر سبتمبر 2015 بناءً على طلب الولايات المتحدة من سلطنة عمان للتوسط من أجل إطلاق سراحه. تقول “أميرة” وهي ابنة فرّان ” لم يفارقني الاكتئاب والقلق والتوتر خلال فترة بقائه في السجن لمدة 6 ستة أشهر”.
بدأ الكابوس في 19 مارس عندما ذهب فرّان إلى العاصمة صنعاء لمساعدة الكثير من الناس على مغادرة البلاد، حيث كان يعمل مستشاراً للأمن لعدة شركات غربية في اليمن، كان فرّان واحد من القليل من العمال الأمنيين، الذين كانوا على استعداد لدخول اليمن بالرغم من سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. وكجندي في سلاح البحرية ومستشار أمني فقد عمل في كلٍ من اليمن والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية.
بعد 6 أيام من وصوله إلى اليمن بدأت المملكة العربية السعودية وحلفائها بشن غارات جوية على العاصمة، مما تسبب في إغلاق المطار، مما جعله متأكداً بأنه لن يستطيع المغادرة، وكما يقول فرّان: “لم يكن باستطاعتي عمل أي شيء حيال ذلك”. لم يكن فرّان وحيداً بل كان هناك “سكوت داردين” وهو أمريكي آخر كان يعمل لدى شركة للخدمات اللوجستية ،حيث لجآ إلى فيلا كانت مملوكة لعميل لدى شركة التبغ الأمريكية البريطانية، وقد رفض داردين إجراء أية مقابلة في هذه القصة.
قام 12 رجلاً مسلحاً مزودين ببنادق هجومية في 27 مارس باقتحام المنزل، الذي كانا يسكنان فيه، وأخبرهم ثلاثة من المسلحين بأن الغرض هو تفتيش المنزل فقط، وبعد ذلك تم إجبارهم على خلع ملابسهم الداخلية وقمصانهم وقاموا بتكبيل أيديهم وتغطيتهم بأقنعة سوداء وضعت على رؤوسهم وتم أخذهم في سيارات دفع رباعي عبر أحياء ضيقة وبدون أحذية إلى السجن.
في السجن تم إعطاء فرّان قميصاً و”شوورت برمودا” ولكن بدون أحذية، لم يكن في الزنزانة أي صنبور للماء وكان هناك دلو للغسيل ومرحاض وفراش رقيق جداً من الأسفنج، كان يمشي في الزنزانة ذات 12 قدماً حوالي 500 مرة بانتظار حلمه الوحيد الذي يمكنه من مقابلة أسرته مرة أخرى، كان يفكر طوال مدة بقائه في السجن عن الأوقات الممتعة التي طالما عاشها مع أسرته، وكما يقول: ” لقد أحصيت كل يوم من 177 يوماً قضيتها في السجن”، وأضاف بأنه لم ير الشمس وقتاً طويلاً جدا خلال فترة بقائه في الزنزانة وأن المرة الوحيدة التي ترك فيها السجن هي للاستجواب فقط، حيث تم عصب عينيه والتحقيق معه من عضو كان يعرفه لمدة 14 عاماً في مكتب الأمن القومي في اليمن، وقد التقيا بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر حيث كان مدعوماً من مكتب الأمن من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، أما الآن فقد تم توظيفه من قِبل الحوثيين.
كان المحقق يسأل فرّان لماذا وصل اليمن وهل الغرض من وصوله هو مساعدة السعوديين في استهداف المباني، كان يتم صفعه وضربه بعصا على ذراعيه وساقيه وأذنيه عندما كان المحقق يجبر فرّان على القول بأنه كان يعمل جاسوساً لدى التحالف العربي، وقال المسؤول في السجن بأنه يستطيع إخفاء فرّان والقول للولايات المتحدة الأمريكية بأنه قد قتل في غارة سعودية.
توقف الضرب عشر مرات خلال شهرين بعد إصابة فرّان بنوبة قلبية، حيث تلقى عملية جراحية لمرة واحدة فقط، وبعد أن تم منعه من استخدام أدوية القلب خلال أول شهرين في السحن، كان يعاني من ألم في القلب، تم السماح لفرّان وبعد 4 أشهر من رؤية ساحة السجن لساعة واحدة فقط.
صدم فرّان إلى حد سقوطه على الأرض عندما سمع بأنه سيغادر السجن، وقبل مغادرته للسجن تم إجباره من قِبل الحوثيين على التوقيع بأنه جاسوس يعمل لدى المملكة العربية السعودية، وعند مغادرة السجن باتجاه مطار صنعاء تم تغطية رأسه مع شخص آخر كان صومالياً وأربعة سعوديين، وعند وصولهم إلى المطار تم إدخالهم إلى طائرة عسكرية عمانية، حيث انتظروا فيها وقتاً طويلاً، ومن ثم غادروا.
يقول فرّان بعد وصوله إلى موطنه بأنه يخاف أن يستيقظ من النوم ويجد نفسه في الزنزانة التي عانى فيها الكثير.
المصدر: ديترويت نيوز – تقرير: مُسند للأنباء