ساعات قليلة وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في مصر والعالم العربي صوب ملعب “لوفتوس فيرسفيلد” بمدينة “بريتوريا” بجنوب إفريقيا، حيث صافرة الحكم الكيني ديفيز أوجنشي أومينو، التي تعطي شارة البدء لانطلاق موقعة ذهاب الجولة الأخيرة من الماراثون الإفريقي، بين الزمالك المصري وصن داونز الجنوب إفريقي.
“السادسة يا زمالك”، شعار يرفعه لاعبو الفريق الأول بنادي الزمالك، لاستكمال مشوار “الفارس الأبيض” نحو اللقب الإفريقي السادس في تاريخه، والغائب عن النادي منذ 14 عامًا، في محاولة لاستعادة أبناء ميت عقبة أمجادهم القارية من جديد وسط حالة من التفاؤل المشوب بالحذر، لا سيما وأن الفريق الأبيض قد خسر مبارتى الذهاب والعودة بدوري المجموعتين أمام صن داونز، ما يجعله يدخل هذه المباراة تحت شعار “الثأر”.
مشوار الفارس الأبيض
استهل الفريق المصري مشواره في دوري الأبطال الإفريقي بلقاء يونيون دوالا الكاميروني في الدور الـ32، وانتهى بفوز الزمالك ذهابًا بهدف دون رد، وفي العودة بهدفين نظيفين، وفي دور الـ 16، فاز الزمالك على مولودية بجاية الجزائري في الذهاب 0/2، وفي العودة تعادل الفريقان بهدف لكل منهما.
وفي دور الثمانية “المجموعات”، فاز الزمالك على إنيمبا النيجيري بهدف نظيف في نيجريا، ليخسر أمام صن داونز النيجيري في القاهرة بهدفين لهدف، ثم الخسارة في جنوب إفريقيا بهدف دون رد، ويفوز على أنيمبا النيجيري في لقاء العودة بهدف، ليصعد إلى الدور نصف النهائي.
وفي الدور نصف النهائي، حيث الدراما الكروية غير المتوقعة، الزمالك يمطر شباك الوداد المغربي برباعية نظيفة في مباراة الذهاب بالقاهرة، ليتوجه إلى المغرب حيث لقاء العودة والنتيجة شبه المحسومة برأي البعض، ليفاجأ الفارس الأبيض بخمس قذائف مغربية في شباك حارسه أحمد الشناوي، ولولا براعة المهاجم ستانلي في إحراز الهدف الثاني للزمالك في الوقت القاتل لخرج الزمالك من البطولة بـ “فضيحة”.
ظروف استثنائية
الفريق المصري يدخل هذه المبارة بظروف استثنائية معقدة، وهو ما اعتاد عليه في الجولتين الماضيتين، حيث يخوض المباراة بقائمة تضم 15 لاعبًا فقط، و3 حراس مرمى، فضلاً عن إرهاق بعض اللاعبين جرّاء المشاركة مع منتخب بلادهم في المباراة التي جمعتهم مؤخرًا أمام الكونغو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، والتي انتهت بفوز منتخب الفراعنة بهدفين مقابل هدف.
مؤمن سليمان، المدير الفني للفارس الأبيض أكد في تصريحات صحفية له أن فريقه قد تعلم الدرس جيدًا من موقعة الإياب أمام الوداد المغربي في الدور قبل النهائي، والتي انتهت بخماسية مقابل هدفين، وهو ما يجعله يدخل هذا اللقاء متحفزًا، حيث اللعب على الفوز فقط وليس هناك خيار آخر.
السرية التامة كانت عنوان تدريبات الزمالك منذ وصوله جنوب إفريقيا الأربعاء الماضي، حيث حرصت بعثة الفريق برئاسة أحمد مرتضى منصور على ذلك، تمهيدًا لبعض المفاجآت سواء على صعيد الخطة أو التشكيل خوفًا من “جواسيس” صن داونز.
تشكيلة الفريق
بالرغم من السرية التامة المفروضة على تمرينات الفريق وعدم الإفصاح عن التشكيلة المقرر خوضها اللقاء، إلا أن محدودية القائمة تجعل من معرفة الأسماء المرشحة لتمثيل الفريق المصري في موقعة الذهاب أمرًا يسيرًا، حيث يسعى مؤمن سليمان المدير الفني للزمالك لغلق المساحات أمام هجمات صاحب الأرض منذ البداية عن طريق اللعب بـ”ليبرو” على عكس المعتاد.
ومن المتوقع أن يبدأ الفارس الأبيض مباراته القادمة بكل من: أحمد الشناوي لحراسة المرمى، علي جبر فى قلب الدفاع، على أن يلعب بجواره الثنائي رمزي خالد وإسلام جمال، وأمامهم الرباعي إبراهيم صلاح وطارق حامد محورا ارتكاز وأحمد توفيق في اليمن ومعروف يوسف في الشمال، وأمامهم الثنائي أيمن حفني وستانلي ورأس حربة باسم مرسي.
كما يحتفظ سليمان ببعض الأوراق الرابحة على دكة البدلاء، أبرزها شيكابالا ومصطفى فتحي ومايوكا يمكن الدفع بهم وفقًا لمجريات المباراة.
الجهاز الفني للزمالك أصدر تعليماته المشددة للاعبي الفريق بضرورة التمرير السريع وعدم الاحتفاظ بالكرة، فضلاً عن عدم الاعتراض على حكم المباراة، والتركيز في الملعب، وتجنب الاحتكاك بلاعبي الفريق المنافس، مع الوضع في الاعتبار تنفيذ الخطة المتفق عليها وعدم الخروج عن النص كثيرًا، خاصة وأن الخطأ في مثل هذه المباريات صعب تعويضه.
الحكم الكيني وعلامات الاستفهام
العديد من علامات الاستفهام فرضت نفسها بقوة حين تم الإعلان عن الحكم الكيني ديفيز أوجنشي أومينو، حكمًا أساسيًا لإدارة ذهاب الجولة الأولى من نهائي دوري أبطال إفريقيا، في ظل تجاهل واضح للعديد من الأسماء الأخرى التي أثبتت جدارة وتميز خلال مشوار البطولة.
لم يدر الحكم الكيني أي مباراة في بطولة كأس الأمم الإفريقية، لكنه تم الاستعانة به في كأس إفريقيا للمحليين، أمام على الصعيد الدولي فكانت أولى مبارياته الرسمية في البطولات التابعة للفيفا عندما أدار لقاء ليبريا والسنغال في تصفيات مونديال 2014، في لقاء انتهى لصالح السنغال بهدفين دون رد.
للحكم الكيني تاريخ غير مبشر مع الفرق المصرية، حيث أدار لقاءين للزمالك، حكم ساحة، جاء الأول أمام نكانا الزامبي وانتهى بالتعادل السلبي دون أهداف في إياب الدور 16 من بطولة دوري أبطال إفريقيا 2016، فيما جاء اللقاء الثاني في إياب دور الـ16 في هذه البطولة وفاز الزمالك 2/0 وفي المرتين عبر للدور الثاني، وكان متواجدًا في خسارة الزمالك لمباراته أمام صن داونز في لقاء الجولة الرابعة من دور المجموعات في لقاء أقيم في جنوب إفريقيا وفاز صن داونز بهدف دون رد، وذلك بعد اختياره كحكم رابع.
كما أدار لقاءين للأهلي في هذه البطولة الأولى في الدور الـ 16 من بطولة دوري أبطال إفريقيا أمام ريكرياتيفو الأنجولي وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، هذا بالإضافة للقاء أمام زيسكو الزامبي بدور المجموعات وخسر الأهلي 2/3.
وكانت آخر لقاءاته أمام المصريين بعدما أدار مباراة مصر وجنوب إفريقيا الودية، عندما حل “الفراعنة” ضيوفًا على منتخب “الأولاد” في الشهر الماضي وانتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدف دون رد.
السادسة يازمالك
نجح الزمالك المصري خلال مشواره القاري في الحصول على بطولة دوري أبطال إفريقيا خمس مرات، أربعة منها بمسماها القديم (كأس الأندية أبطال الدوري)، وذلك في أعوام 1984 – 1986 – 1993 – 1996، وواحدة بمسماها الجديد “دوري أبطال إفريقيا” عام 2002.
كان موسم 2002 موسمًا استثنائيا للزمالك، حيث حقق الفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا وكأس السوبر في نفس العام، ولم يخسر الزمالك في هذه البطولة طيلة مشواره سوى مرة واحدة فقط أمام أسيك أبيدجان فى دور المجموعات، حيث تغلب الفريق الأبيض في دور الـ32 على الجيش الرواندي 6- 0 فى القاهرة، وتعادل سلبيًا فى رواندا وفي دور الـ 16 على نكانا بطل زامبيا 2- 0 في القاهرة وتعادل 1-1 في زامبيا، وفي دور الثمانية لعب الزمالك 6 مباريات تصدر بعدها مجموعته برصيد 13 نقطة، وجاءت نتائجه كما يلي: فاز الزمالك على أسيك الإيفواي بالقاهرة 1/3 وخسر صفر/1 بأبيدجان وفاز الزمالك ذهابًا وإيابًا على كوستادي سول بطل موزمبيق (2/ صفر ـ 3/ صفر) وفاز الزمالك على الترجي 1/ صفر وتعادل معه1/1 في إستاد المنزه، قبل أن يتعادل 1-1 مع مازيمبي في الدور القبل نهائي ويفوز 2-0 في القاهرة، ثم تعادل أيضًا سلبيًا مع الرجاء المغربي في ذهاب النهائي وفاز بهدف تامر عبدالحميد في النهائي.
فهل ينجح الزمالك المصري في تحقيق حلمه بالتتويج باللقب الإفريقي للمرة السادسة في تاريخه، ومن ثم الذهاب إلى بطولة العالم للأندية والتي لم يشارك الزمالك بها من قبل، أم سيكون للفريق الجنوب إفريقي رأي آخر؟ هذا ما ستجيب عنه بشكل كبير صافرة نهاية الموقعة الأولى من الجولة النهائية لدوري أبطال إفريقيا.