هي جائزة معمارية أنشأها آغا خان الرابع في عام 1977، وهي تهدف إلى تحديد ومكافأة المفاهيم المعمارية التي تلبي احتياجات وتطلعات المجتمعات الإسلامية في مجالات التصميم المعاصر والإسكان الاجتماعي وتنمية المجتمع وتحسين وترميم وإعادة الاستخدام والمناطق التي تحتاج للحفظ، فضلا عن تصميم المناظر الطبيعية وتحسين البيئة، الجائزة تقدم في دورات، كل دورة مدتها ثلاث سنوات لمشاريع متعددة، الجائزة هي جائزة نقدية مجموعها مليون دولار أمريكي.
تُقدّم الجائزة كل ثلاث سنوات٬ إليك ما قدمته هذا العام من أبرز المشاريع الهندسية٬ والتي يمكنك قراءة وصفها كاملًا من خلال هذا التقرير
1- مسجد بيت الرؤوف
دكا، بنغلاديش
المهندس المعماري: مارينا تبسوم
التصميم: 2005 – 2006
تاريخ الانتهاء: 2012
مساحة الموقع: 754 متر مربع
بعد حياة صعبة، وفقدانها لزوجها وأقربائها، تبرعت الزبونة بجزء من أرضها لبناء مسجد ضمن الحي، وتم على هذا الأساس تشييد هيكل مؤقت لهذا المسجد. بعد وفاتها، قامت حفيدتها وهي مهندسة معمارية بأخذ دور الممول، المصمم، الزبون والباني لاستكمال هذا المشروع. في أحد أكثر أحياء مدينة دكا ازدحاماً، ارتفع المسجد فوق قاعدة تتموضع على محور الموقع، مشكلاً زاوية تبلغ 13 درجة مع اتجاه القبلة، الأمر الذي استدعى الابتكار في تخطيط المسجد. أُدخلت كتلة اسطوانية الشكل داخل مربع لتسهيل دوران قاعة الصلاة، وتشكيل أربعة فناءات على الجهات الأربعة.
تشغل القاعة الرئيسة مساحة ترتفع على ثمانية أعمدة طرفية، بينما تشغل المرافق الملحقة المساحة الموجودة بين الفناء الخارجي والجزء الاسطواني. خلال ساعات النهار، تبقى مصطبة المسجد حافلة بالنشاط والحيوية، وتعلوا فيها أصوات الأطفال المنشغلين باللعب، بينما تملأ أصوات الرجال الكبار جوانب المكان في حواراتهم المستمرة بانتظار لحظة الآذان والدعوة إلى الصلاة. تم تمويل هذا المسجد واستخدامه من قبل السكان المحليين، كما استمد تصميمه الإلهام من اسلوب عمارة مساجد السلطنة، فهو يتنفس من خلال جدران من الطوب التي يسهل للهواء النفاذ منها، وذلك بهدف الحفاظ على التهوية والبرودة ضمن قاعة الصلاة. في فترة النهار، يمتد الضوء الطبيعي ليصل جنبات المسجد من خلال كوة في السقف.
2- مركز الصداقة
غايباندا، بنغلاديش
المهندس المعماري: كاشف محبوب تشودوري / أوربانا
الزبون: منظمة الصداقة غير الحكومية
التصميم: 2008 – 2010
تاريخ الانتهاء: 2011
مساحة الموقع: 9210 متر مربع
مساحة البناء: 2897 متر مربع
أنشئ هذا المركز بغرض تدريب طاقم عمال منظمة غير حكومية تعمل مع السكان المحليين الذين يقطنون مناطق مجاورة للجزر النهرية. يتضمن هذا البناء الذي بني ضمن عدة أجنحة عدة مكاتب، ومكتبة، وقاعات للاجتماعات، قاعة للصلاة، وقاعات للشاي، كما تحيط به الساحات والبرك المائية. يؤجر المبنى ايضاً لعقد الاجتماعات والتدريب والمؤتمرات وذلك للاستفادة من الإيرادات التي يولدها. استمد هذا البناء، المبني بالطوب المصنوع محلياً، الاستلهام في بنائه من آثار ماهاثنغار Mahasthangahr الرهبانية الجميلة التي تعود للقرن الثالث قبل الميلاد، وهي آخر المواقع الحضرية الأثرية التي تم اكتشافها في بنغلاديش. استخدم الاسمنت المسلح في بناء هذا المبنى، إضافة إلى الألواح الخشبية والحجارة في وضع اللمسات الأخيرة عليه، وتتميز أبنية المركز بأنظمة تهوية طبيعية وأسطح خضراء.
يقع المركز في منطقة زراعية معرضة للزلازل والفيضانات، وتتصف تربتها بالضعف، وبالتالي بقدرة منخفضة على التحمل والمقاومة. ونتيجة لذلك، عمد المهندسون لتشييد ساتر طبيعي مع منشأة للتحكم بضخ المياه. تم تشييد المركز والانتهاء من بنائه بشكل كامل باستخدام الطوب المصنوع باليد العاملة المحلية فقط. وتتضمن مساحات المركز نسيج من الأروقة، والقاعات، والبرك المائية، والمساحات الخضراء، والممرات والظلال. يتألف مركز الصداقة من قسمين، القسم الخارجي والذي يدعى بالقسم كو، وهو مخصص للمكاتب ،والمكتبة، وقاعات التدريب، والقسم الداخلي والذي يدعى بالقسم خو وهو عبارة عن مبنى مخصص للإقامة. يمكن تدريب 80 شخص في الوقت نفسه ضمن 4 قاعات منفصلة للتدريب. يتميز المركز ببساطة بنائه ورهبانية أجوائه.
3- مكتبة يوانير الصغيرة للأطفال ومركز الفنون
بكين، الصين
المهندس المعماري: زاو / standardarchitecture / زانغ كي
التصميم: 2012 – 2014
تاريخ الانتهاء: 2014
مساحة البناء: 190 متر مربع
مساحة الموقع: 350 متر مربع
تشاير هوتونغ، منطقة هادئة تبعد مسافة كيلومتر واحد عن ساحة تيانانمين في مركز المدينة. يشكل الرقم 8 في هذا الحي، الذي يقع إلى جوار أحد المساجد الرئيسية، مايمكن تسميته da-za-yuan أو “ساحة كبيرة من الفوضى العارمة”، بعد أن سكنتها في وقت سابق العشرات من العائلات. يعود تاريخ بناء الساحة إلى حوالي 300-400 عام، وقد تضمنت فيما سبق معبداً تحول إلى مكان للسكن في عام 1950. خلال الخمسين أو الستين سنة السابقة، قامت كل أسرة ببناء مطبخ صغير إضافي ضمن الساحة. وقد تم إزالة جميع هذه المطابخ تقريباً خلال ممارسات تجديد المنطقة في السنوات الماضية.
من خلال إعادة التصميم، وإعادة الإحياء، وإعادة الاستخدام لهذه المباني غير النظامية عوضاً من إزالتها، عمل القائمون على المشروع على إبراز هذه المباني وتقديمها كمواقع تاريخية هامة، وتجسيداً حقيقياً لحياة بكين المدنية المعاصرة في منطقة هوتونغ والتي تعرضت للإهمال فيما سبق. بالاتفاق مع العائلات في المنطقة، تم إنشاء مكتبة صغيرة للأطفال على مساحة 9 أمتار مربعة، باستخدام رقائق خشبية وضعت تحت أسقف أبنية موجودة مسبقاً. تحت واحدة من أشجار الباحث الصينية الضخمة، أعيد تصميم أحد المطابخ السابقة ليصبح معرضاً صغيراً للفنون على مساحة 6 أمتار مربعة، مبنياً من الطوب التقليدي ذو اللون الرمادي المزرق. من خلال هذا التدخل البسيط في الساحة، تم تقوية الروابط بين المجتمعات، وإعادة تنشيط الحياة للسكان المحليين في منطقة هوتونغ.
4- متنزه سوبركيلين
كوبنهاغن، الدانمرك
المهندس المعماري: بيغ BIG – مجموعة بيارك إنغلز
التصميم: 2009 – 2010
تاريخ الانتهاء: 2011
مساحة الموقع: 30000 متر مربع
هي مساحة يجتمع فيها السكان في حي يعد أكثر أحياء الدانمرك تنوعاً من حيث الأعراق التي تسكنه، بالإضافة إلى عملها كنقطة استقطاب لباقي سكان المدينة. كان الهدف من المشروع أن يتحول المكان إلى معرض عملاق لأفضل الممارسات الحضرية في العالم. في ربيع عام 2006 امتلأ الشارع المقابل لمكتب كوبنهاغن للمهندسين المعماريين بالعنف وأعمال التخريب. وبعد أن انتهت شركة BIG (بيغ) المعمارية للتو من تصميم مسجد دانمركي في مركز المدينة، وضعت نصب عينيها التركيز على مجموعة من النشاطات والمبادرات في المساحات الحضرية والتي تعمل كمحفز للتكامل بين العرق والدين والثقافة واللغة. اختار المهندسون موقع سوبركيلين في قلب منطقة نوريبرو لتنفيذ مشروعهم وتقديم وجهة النظر الخاصة بهم، وقرروا البدء بتنفيذ المشروع معتمدين نهجاً خاصاً ينظر للمشروع كنشاط يتطلب المشاركة القصوى من قبل العموم.
وعوضاً عن إطلاق عملية بهدف التوعية التي ترمي إلى الوصول إلى الحد الأدنى من الوعي والتفاهم المشترك، أو محاولة تصحيح المواقف السياسية والتعامل مع الأفكار المسبقة التي قد تحملها أي مقاومة شعبية محتملة، اقترحت شركة بيغ أن تكون المشاركة الشعبية قوة أساسية ومحركة في مرحلة وضع التصاميم الخاصة بالمشروع. قامت الشركة بعملية استشارية ضخمة لجمع الاقتراحات المقدمة من العموم، من أكثر من 60 جنسية مختلفة، لما يمكن أن تشمله هذه المنطقة. تضمن المخطط الذي يمتد إلى 750 متر ثلاث مناطق رئيسة: المربع الأحمر للنشاطات الرياضية، حديقة خضراء كملعب عشبي للأطفال، والسوق الأسود الذي يضم سوق للأطعمة ومناطق التنزه.
5- جسر الطبيعة للمشاة
طهران، إيران
المهندس المعماري: ديبا تينیسل أركيتكتشر / ليلا عراقيان، علي رضا بهزادي
التصميم: 2009 – 2010
تاريخ الانتهاء: 2014
طول الجسر: 270 متر
مساحة الموقع: 46000 متر مربع
تصور المهندسون المعماريون في البداية هذا الجسر الذي يقع ضمن مستويين إلى ثلاثة، والذي يمتد إلى مسافة تصل إلى 270 متر بشكل منحني ومتفاوت من حيث العرض، أن يكون عبارة عن هيكل معدني معقد يتميز بمجموعة من الحزم الديناميكية ثلاثية الأبعاد التي تتصل بأرضيتين مستمرتين ترتكزان على ثلاثة أعمدة بشكل شجرة، أما الأرضية الثالثة فتمتد حيث تلتقي الحزم مع الأفرع الخاصة بالأعمدة.
كان الأمر مجرد تخيل يتخطى قواعد المنافسة في تصميم جسر يصل بين حديقتين يفصل بينهما طريق سريع في شمال طهران، دون أن يؤدي ذلك إلى حجب المنظر الجميل لجبال البرز. تتألف العناصر الهيكلية للبناء من ترتيب متكرر لمجموعة من المواد ضمن ثلاثة أبعاد. كانت النتيجة بناء هيكل فراغي يبلغ من الضخامة ما يكفي لايجاد فضاء معماري قابل لتجمع الناس وتناول الطعام والاستراحة فيه، عوضاً عن مجرد العبور منه. تم إنشاء معابر متعددة في كل منتزه للوصول إلى الجسر. بينما عملت المقاعد والمساحات الخضراء والأكشاك على تشجيع الناس على البقاء مطولاً في الموقع حيث الخضرة في كل خطوة، أما شكله المنحني فعمل على توفير رؤية مختلفة للمشاهد المحيطة من عدة اتجاهات.
6- معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية
بيروت، لبنان
المهندس المعماري: شركة زها حديد للهندسة المعمارية
التصميم: 2007 – 2008
تاريخ الانتهاء: 2014
مساحة الموقع: 7000 متر مربع
مساحة البناء: 3000 متر مربع
قامت الجامعة الأمريكية في بيروت في وقت سابق بالدعوة إلى مسابقة لتصميم بناء يتكيف مع تفكير العصر الحديث ضمن حرمها الجامعي الأوسط، بناء يتناغم مع باقي أقسام الجامعة، ويراعي على وجه الخصوص المساحات الخضراء المحيطة، ويحافظ قدر الإمكان على المشهد الجميل للبحر الأبيض المتوسط. كما يتطلب من المبنى أن يكون مناسباً للمرحلة الجديدة من الخطة الرئيسية التي يجري تنفيذها ضمن الجامعة، حيث يطل الحرم الجامعي العلوي على المياه، بينما يشرف الحرم الجامعي السفلي على الواجهة البحرية.
استجاب المهندس المعماري لطلبات المشروع من خلال تقديم تصميم يقلل من مساحة الأرض المشغولة إلى حد كبير، عبر قاعة “عائمة” للمطالعة، وقاعة المؤتمرات والتدريب، وقسم الأبحاث فوق مدخل الساحة بشكل ناتئ يمتد إلى مسافة 21 متر، بغرض المحافظة على المناظر الطبيعية الموجودة. يمكن الوصول للمبنى، الذي تبلغ مساحته 3000 متر مربع، من خلال عدد من الممرات والوصلات داخل الجامعة، حيث يظهر المبنى خلف هذه الطرق الهندسية المتداخلة كمجموعة متشابكة من المنصات والساحات للبحث والمناقشات. تتوزع كتلة وحجم البناء بشكل ملائم مع طبوغرافيا المكان، وبشكل يتناسب مع أشجار التين والسرو المحيطة به. جاء تصميم هذا البناء استمراراً لأسلوب العمارة اللبناني في القرن العشرين، من خلال الاعتماد على الواجهات الاسمنتية الملساء في العمل.