تلعب إيران دورًا رئيسيًا في مستقبل الشرق الأوسط حاليًا، ومعالم تشكل المنطقة من خلال صراعاتها المختلفة لن تخلو من بصمة إيرانية، خاصة بعد إنجاز الاتفاق النووي التاريخي مع الغرب بعد سنوات من القطيعة انتهت بقبول رسمي لإيران كلاعب دولي وإقليمي ذي ثقل.
يرى البعض أن إيران تحصد قوة ما زرعته منذ سنين، في ظل تهاوي القوى الإقليمية التقليدية، وصعودها بمحور من الفواعل غير الدولتية المنتشرة في عدة عواصم عربية، مكنتها من السيطرة والتحكم في مصائر دول بالمنطقة.
وهو ما أهل اسم إيران لأن يذكر في أكثر من بؤرة ملتهبة بالمنطقة؛ في سوريا، واليمن، ولبنان، والعراق، وغيرهم، كما تخوض حربًا باردة مع المملكة العربية السعودية، وتقع بين وصفها بـ “شيطان المنطقة الجديد” من قبل خصومها، وبين وصفها بـ “الدولة المقاومة” من قبل حلفائها، وبين هذا وذاك تثار تساؤلات عدة حول هذه “الجمهورية الإسلامية” القادمة من خلف الحصار الدولي، إلى أضواء شرق أوسط جديد يتشكل بالحروب.
بعد إنجاز الاتفاق النووي التاريخي مع الغرب بعد سنوات من القطيعة انتهت بقبول رسمي لإيران كلاعب دولي وإقليمي ذي ثقل
للتعرف على السياسات الإيرانية في المنطقة، وواقع ومستقبل الدور الإيراني فيها، حاور نون بوست الأكاديمي الإيراني الدكتور محمد صادق الكوشكي، وهو أحد الأكاديميين الإيرانيين المحسوبين على التيار المحافظ، والذي يعمل كأستاذ في قسم الدراسات الإقليمية بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة طهران، وهو أحد المؤرخين للثورة الإسلامية الإيرانية.
تركيبة نظام الحكم في إيران أعقد من تقسيمها إلى “محافظين” و”إصلاحيين” فقط
بدأ الكوشكي حديثه إلى نون بوست عن الداخل الإيراني الذي يخرج منه السلوك السياسي الخارجي، وذلك ردًا على سؤاله حول الوضع السياسي الداخلي في إيران، وبدوره أكد أن تركيبة نظام الحكم في إيران أعقد من تقسيمها إلى “محافظين” و”إصلاحيين” فقط كما هو شائع في الإعلام، حيث أشار إلى أن التيارات التي تشارك في صناعة القرار داخل إيران حاليًا متنوعة ومتداخلة للغاية، وتحكمها اعتبارات كثيرة أخرى غير المشاعة في وسائل الإعلام.
التيارات التي تشارك في صناعة القرار داخل إيران حاليًا متنوعة ومتداخلة للغاية
ضرب الدكتور محمد صادق الكوشكي مثالًا بالاتفاق النووي الأخير مع الغرب، وتفاصيل الجدل الإيراني الداخلي حوله، إذا أشار إلى أن هناك رموز محسوبة على التيار “الإصلاحي” وقفت ضد هذا الاتفاق، بينما انضمت رموز أخرى محسوبة على تيار “المحافظين” إلى جانب الرئيس حسن روحاني لإتمام هذا الاتفاق، وهو ما يدلل على أن هذه الشبكة أعقد من تصويرها في تيارين متنافرين أو ما شابه.
وعن الوضع الاقتصادي حاليًا في إيران، بعدما وصف بأنه “بداية لرفع العقوبات الاقتصادية” عن الجمهورية الإسلامية، يؤكد الكوشكي أن الوضع ليس كما هو مصور، إذ اتهم الولايات المتحدة بعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق، بينما التزمت طهران تمامًا بما وقعت عليه، وهو سر تهديد المرشد الأعلى للثورة على خامنئي للولايات المتحدة بالالتزام بكافة بنود هذا الاتفاق.
هناك رموز محسوبة على التيار “الإصلاحي” وقفت ضد هذا الاتفاق، بينما انضمت رموز أخرى محسوبة على تيار “المحافظين” إلى جانب الرئيس حسن روحاني
إذ يعتبر صادق الكوشكي أن قطاعات عدة اقتصادية في إيران لا زالت تعاني من آثار الحصار الاقتصادي الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران، وذكر قطاع “الطائرات” الذي أكد أنه لا يزال يعاني من نقص في “قطع الغيار”، حتى إن الأخبار عن تحديث الأسطول الجوي الإيراني تعاني من فيتو أمريكي على الشركات الفرنسية، بحسب ما ذكر.
وفي تعليقه عن قضايا الفساد التي كشفت مؤخرًا في إيران يقول الكوشكي، إن الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط به ثغرات سمحت للشركات القائمة على هذا القطاع بنوع من الفساد المقنن، عن طريق بعض المستحقات المالية التي توضع للقائمين على هذه الشركات، وهو الأمر الذي كُشف عنه مؤخرًا في وسائل الإعلام، مشبهًا الأمر بالدول الخليجية التي يتحكم في ثروتها البترولية مجموعات من الأسر الحاكمة، إلا أنه يؤكد على عمل الدولة لتدارك هذه الثغرات القانونية.
الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط به ثغرات سمحت للشركات القائمة على هذا القطاع بنوع من الفساد المقنن
إيران بين نجاد وروحاني
سألنا الدكتور صادق الكوشكي حول الأسباب والدوافع التي تقف خلف منع الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من الترشح مجددًا لانتخابات الرئاسة القادمة أمام حسن روحاني الرئيس الحالي.
يؤكد الكوشكي وهو أحد المقربين من الدوائر المحسوبة على جناح نجاد في إيران، أن أحمدي نجاد “نُصح” من قبل المرشد الأعلى على خامنئي بعدم الترشح، ونفى مسألة “المنع بالإجبار”، وأرجع ذلك الكوشكي في حديثه إلى أن خامنئي يعتبر ترشيح أحمدي نجاد يخلق حالة من الخلافات والانقسام في البلاد، وسيكون مضرًا له ولإيران إذا شارك في الانتخابات.
مضيفًا، أن قوة نجاد في هذا الوقت ليست في صالح منافسة روحاني، حيث إنه يعتبر أن إدارة حسن روحاني بقوة أكبر لإزاحة نجاد في الانتخابات القادمة، وهو ما من شأنه تعميق الانقسامات دون نتائج.
أحمدي نجاد “نُصح” من قبل المرشد الأعلى على خامنئي بعدم الترشح
جدير بالذكر أن أحمدي نجاد، كان قد عاد منذ أشهر لمزوالة نشاطه السياسي من خلال زيارات مستمرة للمدن الإيرانية، بغرض الاستعداد لخوض سباق الانتخابات المقبلة التي ستجرى في العام 2017.
ويوجه نجاد دائمًا انتقادات لحكومة روحاني، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات النووية، حيث تعهد في إحدى خطبه بأن يكون روحاني أول رئيس للبلاد لولاية واحدة، مؤكدًا أن “روحاني لن يكون رئيسًا لإيران بعد 2017 موعد الانتخابات المقبلة”.
لكن الأخبار الأخيرة تحدثت عن منع المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها في 19 مايو 2017.
وعن أداء روحاني يقول الكوشكي إن حكومة روحاني على مستوى القطاع الاقتصادي حاولت في البداية أن تنجز فيه الكثير، خاصة فيما يمس المواطن الإيراني مباشرة، كمشروع التأمين الصحي لجميع الإيرانيين، وما بذل فيه من مجهود، لكن الأمر لم يسر على ما يرام بعد ذلك.
ومن جانب آخر فقدت حكومة روحاني بعض من شعبيتها بسبب الاتفاق النووي مع الغرب، وهو الذي برأيه ورط إيران أمام عدوتها الأولى “الولايات المتحدة الأمريكية” التي لن تفي بأي من وعودها مع إيران، رغم تخلي إيران عن مشروعها النووي مقابل ذلك.
حكومة روحاني على مستوى القطاع الاقتصادي حاولت في البداية أن تنجز فيه الكثير، خاصة فيما يمس المواطن الإيراني مباشرة
ويقول الكوشكي بأنه حتى إذا أرادت إيران أن تحل نفسها من أي ارتباط فيما يتعلق بالمشروع النووي لاستئنافه بالصورة القديمة، فالأمر سيكون في غاية الصعوبة فنيًا، بعد كل الإجراءات التي اتخذتها في سبيل تحقيق الالتزامات التي وقعت عليها في الاتفاق النووي مع الغرب.
إذا أرادت إيران أن تحل نفسها من أي ارتباط فيما يتعلق بالمشروع النووي لاستئنافه بالصورة القديمة، فالأمر سيكون في غاية الصعوبة فنيًا
الوضع في سوريا
انتقلنا إلى نقطة أخرى خارج البقعة الإيرانية الداخلية مع الأكاديمي الإيراني البارز محمد صادق الكوشكي، لنسأله سؤالًا مباشرًا “ماذا تريد إيران من سوريا”؟
يقول الكوشكي: “إن إيران لا تريد سوى أن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه”، ثم شرح باستفاضة وجهة النظر الرسمية الإيرانية في الملف السوري بروايتها الدارجة التي تظهر على وسائل الإعلام التابعة لإيران والنظام السوري.
معتبرًا أن هناك ما يسميها “مؤامرة” تتصدى لها إيران بجانب النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية، وأكد أن إيران لديها مشكلة كبيرة مع المقاتلين الأجانب في سوريا، لذا تدخلت بشكل قانوني بعد استدعاء حكومة الأسد لها لمنع ما أسماه “مؤامرة تقسيم سوريا” التي تقودها الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة.
إيران أحد أبرز الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد في سوريا منذ أول أيام اندلاع الثورة السورية، وتقوم على إمداده المالي والعسكري
ونفى الكوشكي أن تكون المليشيات الشيعية المقاتلة بجوار النظام السوري جاءت لأغراض طائفية، وإنما على حد زعمه “لحماية مقدسات داخل سوريا”.
جدير بالذكر أن إيران أحد أبرز الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد في سوريا منذ أول أيام اندلاع الثورة السورية، وتقوم على إمداده المالي والعسكري، كما أنها تسهل عمليات التدريب والإشراف على المعارك عبر مستشاريها العسكريين، وتصدر المليشيات الشيعية أيضًا إلى الداخل السوري للقتال بجوار النظام أمام قوات المعارضة.
ورؤية الكوشكي التي عرضها، هي نصًا حجج الدولة الإيرانية، ورواية النظام السوري لما يصفه البعض “احتلالًا إيرانيًا” لسوريا، لذا سألنا الكوشكي عن الدمار والقتل الذي أحدثه هذا التدخل الإيراني في الملف السوري، وبالتحديد عما إذا كان يزعجهم رؤية دماء الأطفال والنساء في حلب تراق بشكل شبه يومي أم لا.
أجاب الكوشكي بأن دماء الأطفال لا ترضي أحدًا أبدًا، وعاد ليكرر السردية الإيرانية لما يحدث في سوريا، وهو ما يشبه الإنكار للواقع، والإصرار على تبني الرواية الرسمية لنظام الأسد حول ما يحدث في سوريا.
التواجد الإيراني في العراق
انتقلنا إلى بقعة أخرى من النفوذ الإيراني في دولة العراق، حيث أكد أن بداية ظهور النفوذ الإيراني في العراق جاءت مع ظهور التيارات التكفيرية، وذلك لمواجهتها عقب الغزو الأمريكي للعراق، وقد اتهم الكوشكي السعودية بتمويل بعضها.
كما أكد أن إيران اصطدمت في البداية مع الولايات المتحدة هناك التي كانت تدير البلاد، ومع الانسحاب الأمريكي من العراق، رأت إيران أنه أصبح هناك نظامًا سياسيًا جاء عبر انتخابات شعبية يمكن التعاون معه، ويجعله أكثر ديمقراطية من بقية دول الخليج “الملكية الاستبدادية” بحسب وصفه.
ويؤكد الكوشكي أن اتساع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق الدولة الجارة لإيران، يعد أحد الدوافع الرئيسية لدعم العراق من الداخل بعد أن أصبح التنظيم يهدد الحدود العراقية الإيرانية، مؤكدًا أن هذا الاستدعاء الإيراني في العراق جاء عبر الحكومة المنتخبة.
اتساع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق الدولة الجارة لإيران، يعد أحد الدوافع الرئيسية لدعم العراق من الداخل
جدير بالذكر أن إيران متحالفة مع عدة تيارات شيعية مختلفة داخل العراق، تقود تحالف الحكم هناك، ولديها أذرع طائفية مسلحة مثل “الحشد الشعبي”، سألنا الدكتور الكوشكي عنها، وعن جرائمها بحق المدنيين السنة أثناء معارك تحرير المدن العراقية المختلفة من قبضة “داعش”.
ويقول الدكتور صادق الكوشكي أن هناك أخطاء من شريحة من المنخرطين في هذه المجموعات، ورفض تعميمها على كل هذه المليشيات التي أثبتت فعاليتها في قتال داعش، وأنكر أن يكون ذلك متعمدًا، ملقيًا اللوم على تنظيم داعش الذي يتترس بالمدنيين بحسب وصفه، وهو ما يجعل هناك خسائر بشرية في صفوفهم.
وكانت منظمات حقوقية دولية ومحلية قد وثقت جرائم تطهير مارستها مليشيات شيعية بعد معارك لتحرير مناطق سنية، شهدت خلالها حوادث تهجير وقتل وتعذيب لمدنيين فارين من مناطق سيطرة داعش.
كيف تنظر إيران الآن للثورات الربيع العربي وانتفاضة الثورات المضادة؟
الدكتور محمد صادق الكوشكي يرى أن إيران دعمت موجات الربيع العربي منذ بدايتها، وذكر أن ذلك مسجل في خطابات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئي في أكثر من مناسبة.
ولكنهم في نفس الوقت يأسفون لما آلت إليه الأوضاع مؤخرًا، وأرجع ذلك في وجهة نظره إلى أن ثورات الربيع العربي أسقطت الحكم ولم يكن لديها أي بديل لملء فراغ السلطة بعدهم، وهو السبب الرئيسي وراء انقضاض موجات الثورة المضادة عليهم.
الدكتور محمد صادق الكوشكي يرى أن إيران دعمت موجات الربيع العربي منذ بدايتها
وحول إذا ما كانت إيران تستعد لدور قيادي في المنطقة بعد تراجع القوى التقليدية القديمة، أجاب بأن إيران لديها مشروع أممي للأمة الإسلامية، وأن الأمر بالنسبة إليها متعلق باستقلال قرارها أمام القوى العالمية قبل أي شيء.
الخلافات مع السعودية
وعن الخلافات المتصاعدة مع المملكة العربية السعودية وإمكانية حلها يشير الأكاديمي الإيراني صادق الكوشكي، أن السعودية هي من ترفض الحوار بشكل مباشر مع طهران، بالدلالات التاريخية، مستشهدًا بعدد الزيارات الرسمية الإيرانية إلى السعودية في آخر 3 عقود مقابل الزيارات السعودية الرسمية إلى إيران في نفس المدة، مؤكدًا استعداد طهران إلى أي محادثات من شأنها أن تخفف من حدة التوتر بين البلدين.
الكوشكي: شيطنة إيران صنيعة إعلامية
يقول الكوشكي في ثنايا حواره مع نون بوست إن السبب الرئيسي وراء شيطنة إيران لدى قطاع من العرب، هو الآلة الإعلامية السعودية وغيرها، التي تتهم إيران في كل قضايا المنطقة، في مقابل ضعف الآلة الإعلامية الإيرانية الموجهة إلى العرب.
الوضع في مصر
وفي سؤاله عن الموقف الإيراني من الوضع في مصر، أجاب الكوشكي بإجابة مختصرة رفض تفصيلها وقال إن إيران تدعم كل ما من شأنه أن يجعل الشعوب تقرر مصيرها، مؤكدًا أن هذه سياسة إيران التي تمنعها من التدخل في شؤون الغير، بحسب تصريحاته.
وذلك دون أن يفسر كثيرًا ما يعنيه هذا الموقف، لكنه عاد وأكد أن هذه الجملة تقف مع المظلومين في كل مكان.
وفي نهاية حوار نون بوست مع الأكاديمي الإيراني البارز محمد صادق الكوشكي أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، أرسل عدة رسائل ختامية ملخصها أن إيران لا تزال تعتبر الولايات المتحدة عدوًا استكباريًا في المنطقة، والداعم الأول للصهيونية.
الكوشكي: إيران ستظل تدعم المقاومة الفلسطينية أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي ممثلة في حركة حماس أو غيرها، رغم أي خلافات أو انقسامات تُشاع
كما أكد أن إيران ستظل تدعم المقاومة الفلسطينية أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي ممثلة في حركة حماس أو غيرها، رغم أي خلافات أو انقسامات تُشاع، مؤكدًا أن هذا خيار عقائدي واستراتيجي بالنسبة لإيران لا مفاصلة فيه.
وحول مسألة السعي لتصدير الثورة الإسلامية، عاد الكوشكي ليكرر أن إيران مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهذا هو جوهر الثورة الإسلامية الإيرانية، ولا يمكن في رأيه أن تُفرض الثورة على الشعوب في إشارة نافية لمفهوم “تصدير الثورة” بمعناه الشائع لدى الجمهور، بحسب تصريحاته.
وبعيدًا عن تقييم التصريحات الدعائية أو البروباجندا في الأحاديث، فإنه من الأهمية بمكان معرفة كيف يفكر كل فاعل في هذا الإقليم، وأن نفتح الصندوق الأسود لكل قوى إقليمية مرشحة للعب دور أكبر في مصير هذا الشرق.