ترجمة من الإسبانية وتحرير نون بوست
أصبحت السياحة في المغرب تشكو من انخفاض حاد في عدد السياح، والأرجح أن هذا التراجع لا يعود إلى سوء الخدمات الفندقية أو قلة الأماكن السياحية، وإنما كثرة إزعاج السياح من قبل مدمني المخدرات، وهذا الإزعاج ليس بهدف السرقة ولكن لأسباب تظل غامضة حتى الآن.
في مساء 11 أكتوبر/تشرين الأول تعرضت سائحتان هولنديتان كانتا بصدد الرجوع إلى الفندق في مدينة فاس للهجوم بسكين من قبل رجل يبلغ من العمر 40 سنة، لكن الغريب في الأمر أنه لم يحاول سرقتهما، ليكون هذا الهجوم واحد من سلسلة طويلة وغامضة من الهجمات ضد السياح أو المقيمين الأجانب.
وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول تعرضت أم هولندية واثنين من أطفالها للطعن على يد مدمن مخدرات في ساحة مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، بالرغم من تواجد الحراسة والأمن، وقد نشرت صور السياح المصابين في هذا الهجوم العنيف في العديد من الصحف المغربية وعلى الانترنت، أضف إلى ذلك تعرض ثلاثة سياح كانوا يركبون دراجات نارية في مدينة مليلية لهجوم بالحجارة وبالسكين والفأس، وككل مرة كان ذلك من قبل رجال تحت تأثير المخدرات، ليتم لاحقا نقل المصابين إلى مستشفى مليلية، والذين قالوا: “لم يكونوا يريدون سرقتنا وإنما قتلنا حسب ما فعلوه بنا”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأنباء كان لها تأثير كبير على هذه المدينة خاصة وأنها تستقطب العديد من الجزائريين الذين يأتون عبر الحدود لقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو لممارسة الرياضة. وأعرب الحزب الاشتراكي، والتحالف من أجل مليلية والمواطنين عامة عن حثهم الحكومة لمزيد ضمان سلامة السياح.
ومن جهة أخرى وقعت حادثة مماثلة في القنيطرة، التي تبعد 40 كيلومترا عن شمال الرباط، وكان ذلك في 24 أغسطس/ آب 2016 وانتهت بمقتل إيطالي عمره 18 عاما وجرح آخرين. وكان الدافع وراء هذه الحادثة إقالة المجرم من قبل صاحب السيرك الذي يعمل فيه، وذلك وفقا لبيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني (الشرطة الوطنية).
كما أكد الأمن الوطني المغربي على أن الهجمات على الأجانب يكون في الغالب وراءها مدمنو المخدرات الذين غالبا ما يفقدون قدراتهم العقلية مما يؤدي بهم إلى الإجرام. وفي أكتوبر/تشرين الأول من سنة 2015، وفي مدينة فاس تحديدا،ً قام شابان تتراوح أعمارهما بين 21 و25 عاما بضرب ثلاثة من السياح الألمان دون وجود أي داعي لذلك.
وعلى الرغم من تدخل السلطات المغربية لمنع هذه الهجمات، بالإضافة إلى اهتمام المسؤولين المغربيين، على غرار ما قام به والي مدينة فاس، السعيد زنيبر، الذي انتقل إلى مستشفى الحسن الثاني لمواساة الشباب الألمان الثلاثة وتكفل بمصاريف إقامتهم في فندق فخم حتى عودتهم إلى بلدهم، إلا أن ذلك لم يجدي نفعاً.
وأعرب المغربيون عن قلقهم حيال الوضع الحالي الذي تعيشه السياحة في بلدهم والتي تمثل 6.5 في المائة من الناتج الداخلي وعن تخوفهم من انتقال عدوى العنف من الدول المجاورة في شمال أفريقيا والتي ضربها الإرهاب. ووفقا لمرصد السياحة المغربي فقد تراجع عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي بنسبة 4.3 في المائة، ويرجع ذلك أساسا لتراجع السياح البريطانيين والألمانيين بنسبة ثلاثة في المائة وإلى حد أقل إلى تراجع في عدد السياح الفرنسيين والإيطاليين والإسبانيين بنسبة واحد في المائة.
ومقارنة بالدول الأخرى في المغرب العربي، لا يزال المغرب الأقصى البلد الأكثر أمانا في شمال إفريقيا، فمنذ تفجير مقهى أركانة بمراكش في أبريل/نيسان 2011، ما تسبب في مقتل 17 شخص، لم يحدث أي هجوم إرهابي آخر. مع العلم أنه لم يتم معرفة من قام بهذا التفجير رغم إيقاف تسعة شبان واتهام تنظيم القاعدة الذي أنكر مسؤوليته عن هذه العملية الإرهابية.
وترجع أسباب انعدام العمليات الإرهابية في المغرب إلى جدية النظام الأمني المغربي في التعامل مع هذه المسألة، إضافة إلى عدة عوامل أخرى من بينها السعي الكثيف لوزارة الإشراف وللشرطة السرية المغربية من أجل تطوير أنشطة مكافحة الإرهاب، فبحسب الإحصائيات الرسمية فقد سيطرت الشرطة على ما لا يقل عن 256171 فرد مشتبه به، و ضبطت 9560 سلاح أبيض في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
المصدر: صحيفة إلكونفدنسيال الإسبانية