صرف الرواتب بالأبراج: نظام جديد يثير ضجة بين السعوديين

926975_390227

أصدرت وزارة المالية السعودية أمس الأحد بيانها بإيقاف مواعيد صرف الميزانية للعام الجاري بنهاية يوم 15 صفر والموافق ليوم 15 نوفمبر القادم، مع إقرار آلية صرف جديدة للرواتب عن طريق الأبراج.

أما عن تفاصيل نظاl صرف الرواتب بالأبراج، في بيانها الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن وزارة المالية، أكدت أن التعميم الذي تم إصداره بشأن نهاية السنة المالية الجديدة قام بتحديد موعد يوم 15 من كل برج هجري شمسي لتحويل رواتب الموظفين إلى البنوك، وعلى إثره سيتم صرف رواتب الشهر الجاري في يوم 15 من برج العقرب الموافق 27 من شهر أكتوبر.

كما أكدت وزارة المالية السعودية أن رواتب الشهر القادم سيتم صرفها يوم 15 من برج القوس وهو الموافق 26 من شهر نوفمبر القادم، مع الإشارة إلى استمرار الصرف بهذه الآلية في المستقبل.

كيف يعمل نظام صرف الرواتب بالأبراج؟

التقويم الهجري الشمسي، هو تقويم شمسي (أي مرتبط بدورة الشمس) مكون من 365 يومًا في السنة البسيطة و366 يومًا في سنته الكبيسة.

وتقسم الأبراج الشمسية إلى 12 شهرًا، الأشهر الستة الأولى منه تكون 31 يومًا والخمسة أشهر التي تليها تكون 30 يومًا، أما الشهر الأخير، أي الشهر الثاني عشر فيكون 29 يومًا في السنة البسيطة و30 يومًا في السنة الكبيسة.

وتبدأ السنة الشمسية في الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس حسب التقويم الغریغوری الميلادي غالبًا، وفي بعض السنوات في ‌20 مارس المیلادي، حسب تطور الكبيسة، ويدعى ذلك اليوم بيوم النوروز.

جدير بالذكر أن هذا التقويم وضعه العالم الخرساني المسلم عمر الخيام بمعاونة سبعة من علماء الفلك، وذلك في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، وتمثل السنة الأولى لهذا التقويم سنة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة.

ويعتبر هذا التقويم أدق التقاويم المعمول بها على وجه الأرض حاليًا، حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يومًا واحدًا فقط لكل 3.8 مليون سنة، في مقابل نسبة خطأ التقويم الميلادي البالغة يومًا واحدًا لكل 3300 سنة، وتستخدمه بعض الدول الإسلامية، ويمثل جزءًا من تقويم أم القرى لتحديد فصول شمسية للسنة والأوقات الشرعية (الصلوات).

كان مجلس الوزراء السعودي قد قرر مؤخرًا احتساب وصرف رواتب ومكافآت موظفي الدولة بالأشهر الميلادية اعتبارًا من الشهر الحالي.

جدل واسع بين السعوديين على مواقع التواصل

أحدث القرار ضجة كبيرة بين المواطنين السعوديين بشكل كبير للغاية، ووصل أثر هذا القرار إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع “تويتر” والذي تصدر فيه هاشتاجًا جديدًا هو #صرف_الرواتب_بالابراج، والذي تصدر كرد فعل لقرارات الحكومة بشأن نظام صرف الرواتب الجديد.

وردًا على مبرر التوفير كتبت المدونة فاطمة الجوفان تقول بسخرية إنه لو تم إلغاء مجلس الشورى، وهيئة الاتصالات، والسياحة، والأمر بالمعروف، لتوفرت الملايين ولم تتأثر الرواتب.

فيما علقت نوف على مفارقة تحريم تصديق الأبراج من قبل المؤسسة الدينية السعودية قبل ذلك، والآن يأتي العمل الإداري على أساسها دون حرج.

أما هادي الظفيري فيرى أن الترشيد واجب ولكن إذا كان بصورة المبالغة فإن الأمر سنقلب إلى تذمر

أخذت موجات من السخرية تجتاح الهاشتاج المعلق على قرار صرف الرواتب بالأبراج، بين المنتقد والشاكي من عدم استيعاب طريقة الحساب الجديدة التي اعتمدتها الحكومة السعودية.

جدير بالذكر أن هذه القرارات تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التقشفية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية مؤخرًا، وأبرزها الأوامر الملكية التي أصدرها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بتخفيض رواتب ومزايا الوزراء وأعضاء مجلس الشورى، إضافة إلى قرارات مجلس الوزراء السعودي التي طالت الموظفين في الدوائر الحكومية بشأن نظام الإجازات والمكافآت، والتي ما تزال تثير المزيد من التداعيات وردود الأفعال خاصة من قبل المواطنين السعوديين الذين يخشون المزيد من إجراءات التقشف.

ويشير اقتصاديون سعوديون إلى أن قرارات العاهل السعودي، تأتي في إطار سياسة التقشف وخفض النفقات الحكومية التي باتت المملكة تنتهجها، وكانت الحكومة السعودية قد أعلنت في وقت سابق من العام الحالي، عن خطتها لتحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد استثماري عالمي، لا يكون النفط محركه الوحيد فيما عرف بـ “رؤية السعودية 2030″، والتي اشتملت على إجراءات من بينها جذب الاستثمارات للقطاع الخاص، وخفض الإنفاق الحكومي وخصخصة أصول حكومية.