بالنسبة للمئات من الروهينغا، الأقلية المسلمة في ميانمار (بورما)، الذين يقيمون في معسكرات في مدينة حيدر أباد جنوب الهند، إنهم يعيشون معركة يومية من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأورد موقع الجزيرة الإنجليزية أن أكثر من ١٥٠٠ من الروهينغا المسلمين والذين نزحوا قسرا من ميانمار أقاموا معسكرهم في المدينة منذ أكثر من عام، لكن الموارد الأساسية مثل الماء والطعام والدواء أو الملابس، جميعها تنقصهم بشكل مأساوي. جميع هؤلاء وصلوا إلى الهند بعد الهجمات العرقية الوحشية التي شنها البوذيون عليهم في إقليم آراكان، في الوقت الذي لم تفعل فيه الحكومة في بورما أي شيء لوقف العنف.
عدد من النساء الأرامل والحوامل يعيشون هناك في ظروف صعبة للغاية، لكن الأطفال هم من يعيشون أسوأ الظروف، الجميع منهم يسقط من المرض نتيجة قلة الطعام والدواء.
القليلون فقط يستطيعون الخروج والعمل كعمال يومية في مواقع البناء، ولكن الغالبية يضطرون للبقاء في المخيم ويعتمدون على المنظمات الخيرية من أجل البقاء، والسبب الرئيسي في ذلك هو ضعف معرفتهم باللغات المحلية في المنطقة مثل التيلجو والأردية.
أحمد السعدي، رجل أعمال هندي تبرع بأرض يملكها لإقامة اللاجئين الروهينغا قال أن ما يفعله يحتاج إلى الكثير من الدعم والمساعدة من الأفراد والمنظمات!
العديد من الأطفال هناك بدأوا في العمل، بحسب تقرير الأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين، بدلا من الذهاب إلى المدرسة.
وفي ميانمار يزيد عدد السكان عن 55 مليون نسمة، لا تقل نسبة المسلمين فيه عن 15% من مجموع السكان، نصفُهم في إقليم أراكان – ذي الأغلبية المسلمة. ونزح من هذه المنطقة أكثر من 125 ألفا من الروهينغا بعد الفظائع الرهيبة التي قامت بها السلطات والبوذيين بما في ذلك المجازر على نطاق واسع، وحرق المساجد ومنازل المدنيين الفقراء وفق تقرير لهيومان رايتس ووتش.
وطبقا للأمم المتحدة فإن أكثر من 5500 من طالبي اللجوء هربوا إلى الهند، معظمهم يعيشون في تجمعات عشوائية إلا أن القليلين من سعيدي الحظ ممن وجدوا وظائف استطاعوا استئجار منازل لأسرهم.
وفي أكتوبر من هذا العام، هاجم الغوغاء والعصابات المسلحة المسلمين في حالة من الهياج الشديد الذي وصل لقتل جدة عمرها ٩٤ عاما من بين مئات الضحايا الآخرين. وفي شهر مايو الماضي تم إعادة قانون يحد الروهينغا المسلمين من إنجاب أكثر من طفلين، وهو انتهاك مباشر لحقوق الإنسان الأساسية.
وفي قرى ولاية أراكان قرب الحدود مع بنغلاديش بدأت في يونيو الماضي مذبحة ضد السكان المسلمين. وفي منتصف يونيو الماضي وباسم وقف العنف أعلنت الحكومة حالة الطوارئ، لكنها استخدمت قوات أمن حدودها لحرق المنازل وقتل الرجال وإجلاء الروهنغا من قراهم.