على مر التاريخ، لم يستطع العلماء والباحثين، الوصول إلى تفسيرات حاسمة، لبعض الحوادث الغامضة، التي خلّفت أثرًا ماديا ملموسا.. فاكتفوا بوضع تكهنات، لكنها لم تكن شافية أو مقنعة للدرجة.. في حين تركوا بعض الحوادث الأخرى دون أي تكهنات، بعدما أرهقهم البحث عن تفسير علمي لها.
في هذا المقال سنستعرض بعض هذه الظواهر الغامضة التي لم تُفسر إلى الآن..
مخطوطة فوينيتش..
مخطوطة فوينتش
هذه المخطوطة الغامضة، المحفوظة في مكتبة بينيك للكتب النادرة والمخطوطات بجامعة “يال” تحت اسم M-408، يُرجح أنها كُتبت في الفترة 1400 و 1500 ميلاديا. ويرجع غموض هذه المخطوطة، إلى اللغة العجيبة التي كُتبت بها ولم يستطع العلماء والباحثون، فك طلاسمها أبدًا، كما لم يُعرف أبدا من كاتبها، بالرغم من أن البعض قد ذهب إلى كونها كتاب ذو أصل فضائي، بسبب احتوائها على العديد من الرسوم البيانية، للنجوم والأفلاك وصور على هيئة رموز تقليدية للأبراج السماوية، ووصفات طبية وصيدلانية، ورسوم لنباتات غريبة لم يتم التعرف عليها أو تمييز جنسها.
رسوم لبعض النباتات التي لم يستطع علماء النبات تمييزها والموجودة في مخطوطة فوينتش
لكن علماء التعمية أو التشفير (التعمية Cryptographia: هي علم ممارسة إخفاء البيانات؛ عن طريق تحويل البيانات مثل الكتابة، من شكلها الطبيعي المفهوم لأي شخص، إلى شكل غير مفهوم، بحيث يتعذّر على من لا يملك معرفة سرية محددة، معرفة فحواها، واستخدم بكثرة في نقل البيانات الحربية والرسائل التي تحتوي على معلومات خطيرة) ذهبوا إلى كون اللغة المستخدمة في هذه المخطوطة، هي إحدى طرق التعمية القديمة جدًا، دون أن يقفوا على خيط واحد يستطيع فك طلاسمها.
وسُميت المخطوطة بهذا الاسم، نسبة إلى بائع الكتب البولندي/الأمريكي “ويلفريد فوينيتش”، الذي أمتلكها سنة 1912.
وكُتبت المخطوطة من اليسار إلى اليمين، مع هامش يميني كبير، كما أن التنسيق في الكتابة مكتوب بسلاسة، موضح أن الكاتب كان يعرف كيف يكتب وقتما كان يكتب؛ كما أن طريقة الكتابة تعطي انطباع بأن الكاتب لم يكن يحسب قبل كتابته بالحبر على الصفحة.
سان جيرمان: الكونت الخالد
صورة الكونت سان جيرمان
هل يمكن للإنسان أن يعيش إلى الأبد؟. هذا ما يدعيه البعض حول كونت أوروبي عُرف باسم سان جيرمان. ارتبط بالعديد من الشخصيات الأوروبية الشهيرة مثل كازانوافا، فولتير، الملك لويس الخامس عشر، جورج واشنطن.
تُظهر السجلات أن ميلاده كان في القرن السادس عشر، في حين يظن البعض أنه وُلِد في عهد المسيح واكتشف سر الحياة الأبدية.
وقد داوم “سان جيرمان” على الظهور، في عدة فترات تاريخية متباينة، منذ القرن السادس عشر، وحتى القرن الواحد والعشرين، ودائما وأبدًا ما يكون في سن الـ 45، ومرتبطا بالحركات التنويرية، والجمعيات السرية الماسونية.
وفي كل حقبة زمنية ظهر بها، كان سان جيرمان، ثريٌ نبيل؛ يتحدث 12 لغة، يمتلك معمل كيمياء، يستطيع تحويل المعادن إلى ذهب خالص، ودمج قطع الألماس الصغيرة ليصنع منها ماسة كبيرة، كما أنه كان يعزف ببراعة تليق بموسيقي محترف على ألة الكمان، ويرسم اللوحات كرسّام أصلي، ولا يأكل أبدًا علانية بالرغم من حفلات العشاء التي كان يقيمها للنبلاء والأصدقاء، كما اشتهر بامتلاكه لوصفات طبية تمنع ظهور التجاعيد، وتحول دون تلون الشعر بالمشيب.
صورة يعتقد أنها للكونت في عام 1970
تذكر السجلات الرسمية، أن وفاة سان جيرمان كانت في العام 1784م، لكن الشواهد التاريخية، تؤكد أنه عاد للظهور علانية عام 1785 كممثلا رسميا للجماعة الماسونية في اتفاقية. كما ذكرت الكونيسة دي أمار، أنها التقت بالكونت الخالد، بعد اقتحام سجن الباستيل في الثورة الفرنسية، وأنه أخبرها بما ستؤول إليه الأحوال في فرنسا لاحقا. الأمر الذي عادت وأكدته عام 1821، مشددة على أن كل ما ذكره لها مثل اغتيال الملكة انطوانيت وغيره، حدث بالفعل.
وبالرغم من أن آخر ظهور له كان في العام 1983، إلا أن التاريخ لم يستطع أن يحسم الجدل بشأنه، ليظل “سان جيرمان” معروفا بما قاله “فولتير” عنه: الرجل الذي لا يموت أبدا، ويعرف كل شيء!
أصفار بيل..
تقول الأسطورة، أنه في عام 1820، قام شخص يدعى “توماس جي بيل” من مقاطعة بيدفورد فيرجينيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، بدفن كنز مكون من آلاف الجنيهات الذهبية والحلى والمجوهرات، تقدّر قيمته بما يزيد عن 63 مليون دولار، تاركًا وراؤه صندوق به 3 نصوص مشفرة أو أحجيات، تكشف مكان وجود الكنز وكيفية العثور عليه.
الأحجية الأولى تصف المكان الذي دُفن فيه الكنز، والأحجية الثانية تصف محتويات الكنز وتفاصيله، أما الأحجية الثالثة فتحمل أسماء أصحاب الكنز وأقاربهم من الدرجة الأولى.
إحدى الأحجيات الثلاث المشفرة التي تشي بمكان الكنز المخبوء
وبالرغم من أن الأحجيات الثلاثة، هي مفتاح الوصول لأكبر كنز مخبوء، سُجّل على الإطلاق في التاريخ الأمريكي، إلا أن حل شفرات هذه النصوص، بقى عائقا أمام الباحثين عن الكنوز والمهتمين. حيث لم يتمكنوا –حتى يومنا هذا- إلا من فك شفرات الأحجية الثانية والتي تصف محتويات الكنز ومقداره، وأنه دفن في مقاطعة بيدفورد في ولاية فيرجينيا.
كهوف تاسيلي
بعض الرسومات التي وجدت على جدران كهوف تاسيلي
في عام 1938، اكتشف الرحالة “برينبان” كهوفا تقع بيت الحدود الليبية والجزائرية، اعتبرها علماء الأثار، واحدة من أهم اكتشافات العصر، لما تحتوي عليه من نقوش ورسومات عجيبة لمخلوقات بشرية تطير في السماء، ورسومات لرواد فضاء، وسفن فضائية، ونقوشا لرجال يرتدون لباس الضفادع البشرية..
واستحوذ هذا الاكتشاف على اهتمام علماء الآثار، وجعلهم يتدافعون لزيارة الحدود الجزائرية الليبية لمعرفة المزيد عن تلك الرسوم والنقوش العجيبة. وأهم تلك الزيارات كانت عام 1956م، عندما قام الرحالة “هنري لوت” برفقة مجموعة كبيرة من العلماء بزيارة لتلك الكهوف، والتقطوا لها صورا فوتوغرافية، وبعد البحث والدراسة، واستخدام وسائل متطورة للغاية كالتحليل الذري لمعرفة عمر تلك النقوش، جاءت النتيجة المذهلة.
رسوم موجودة على جدران كهوف تاسيلي
حيث أجمع الخبراء أن عمر تلك الرسوم والنقوش يقدر بأكثر من عشرين ألف سنة أي منذ مائتي قرن. لكن الوصول إلي اكتشاف هذه الكهوف جاء متأخرا، نتيجة وقوعها في قلب منطقة “جبارين”حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة .
وقد احتار العلماء في تفسير وجود هذه النقوش منذ ما يزيد عن 20 ألف عام، وقتما كان الإنسان في بداية مراحل حياته الأولي علي الأرض. وتعددت الآراء التي تحاول تفسير لغز هذه الكهوف، فأرجعها البعض إلي قارة أطلنطا القديمة المفقودة، وأرجعها آخرون إلي كائنات فضائية نزلت في هذا المكان، بسبب وجود صور لبعض المخلوقات الغريبة التي ترتدي بذل رواد الفضاء.
إشارة WOW
في 15 أغسطس 1977، استقبل الفلكي جيري إيهمان موجة راديو ذات مدى ضيق، أقوى بـ 30 مرة من الإشعاع المنبعث من الفضاء السحيق، مصدرها كوكبة القوس أو ما يعرف بالرامي، مدتها 72 ثانية.
وسميت هذه الإشارة باسم”wow” ، لأن الفلكي إيهمان عندما التقط رسالة “6EQUJ5″، سجل بجانب البيانات التي طبعها الحاسوب كلمة “wow”، تعبيرا عن شدة دهشته، لتُعرف الإشارة فيما بعد بهذا الاسم.
واعتبر العلماء، أن الإشارة صادرة عن مخلوقات عاقلة خارج الأرض. ولم يُعرف حتى الآن طبيعة أو أصل هذه الإشارة، وإذا ما كانت مشفرة أم لا.
الموقع المحتمل لمصدر الإشارة في خريطة كوكبة القوس
و لاحقا تم توجيه التلسكوبات نحو نفس الاتجاه الذي صدرت منه الإشارة، واستمرت المحاولات حتى وقت قريب لكن الإشارة لم تتكرر أبدًا.
وجدير بالذكر أن المطبوعة الأصلية للإشارة، محفوظة في أرشيف جمعية أوهايو التاريخية.