ترجمة حفصة جودة
أكثر من ثلث الطالبات (حوالي 300 طالبة) اللاتي قام مسلحون إسلاميون باختطافهن من مدرسة في نيجيريا قبل عامين ونصف، لا يرغبون في ترك خاطفيهن، وفقًا لما قاله مسؤول محلي.
وتتفاوض الحكومة النيجيرية لإطلاق سراح 83 من حوالي 190 فتاة من بلدة شيبوك النائية، واللاتي تحتجزهن بوكو حرام في منطقة نائية شمال شرق أفريقيا، وقد قامت الجماعة الأسبوع الماضي بإطلاق سراح 21 فتاة كبادرة حسن نية.
كانت عملية الخطف الجماعي تلك قد حدثت في أبريل 2014 وأثارت غضبًأ عالميًا، وحملة دولية بعنوان #أعيدوا_الفتيات وقام بدعمها العديد من المشاهير مثل ميشيل أوباما.
قال بوجو بيترس –رئيس جمعية تنمية شيبوك- في لقاء هاتفي مع وكالة أسوشتد برس، أن الفتيات ربما لا يرغبن في العودة لأنهن أصبحن متطرفات، أو لأنهن أجُبرن على الزواج وإنجاب الأطفال من المتطرفين.
وقال ماوسي سيجون –باحث في نيجيريا يعمل لصالح هيومن رايتس ووتش والتي نظمت الحملة الدولية- أن رد الفعل السلبي للمجتمعات المحافظة يعني أنه من المرجح ألا تستطيع الفتيات العودة إلى شيبوك بعد إطلاق سراحهن، وأضاف “أي إشارة إلى حدوث اتصال جنسي مع أي رجل من بوكو حرام، سوف يتسبب في رد فعل عنيف، وستكون احتمالات عودهن إلى الديار ضئيلة جدا”
كانت هناك أنباء متكررة عن وصمة العار والتمييز التي تستهدف الفتيات اللاتي تم إطلاق سراحهن أو هربوا من بوكو حرام، وقد عبر ناشطون عن مخاوفهم من أن ردود فعل المجتمعات والأقارب اتجاه النساء؛ قد يؤدي إلى تعقيد المفاوضات ويتسبب في صدمة نفسية للضحايا.
وقال بيترس أن الفتيات اللاتي تم إطلاق سراحهن الإسبوع الماضي بعد أول مفاوضات بين الحكومة وبوكو حرام؛ يجب أن يكملن تعليمهن في الخارج، وكانت الفتيات وأسرهم قد التقوا يوم الأحد وسط مشهد من الفرحة العارمة، وأضاف بيترس “من الأفضل أن تنتقل الفتيات بعيدًا عن هذا المجتمع لأن وصمة العار سوف تؤثر عليهن لبقية حياتهن، وحتى لو صدق الناس أنهن تعرضن لمعاملة سيئة من بوكو حرام، فسوف ينظرون إليهن بطريقة سيئة”
في يوم الأحد، صرح قائد بوكو حرام لصحيفة “فانجارد” المحلية؛ أن حوالي 90 طالبة قد أصبحن أعضاء في بوكو حرام وتم تزويجهن منذ اختطافهن من أكثر من عامين، وقال قائد الجماعة أيضًا –والذي يشن تمردًا دمويًا منذ 7 أعوام- أن بعض الفتيات قد قُتلن عندما قصفت الطائرات النيجيرية قواعدهم.
وكانت 60 فتاة قد تمكنّ من الهرب في أعقاب الغارة عام 2014، لكنهن واجهن الشتائم والإهانات في شيبوك، وتم وصفهنّ بزوجات بوكو حرام، كما صرح بيترس لأسوشتد برس، وقد تمكنت 20 فتاة على الأقل من الذهاب إلى أمريكا وإكمال تعليمهن.
تقع بلدة شيبوك في شمال نيجيريا، وهي بلدة صغيرة مسيحية محافظة وسط أغلبية مسلمة، ويتشارك فيها الآباء والأمهات في ترجمة الكتاب المقدس للغة المحلية، ويقول سيجون “غادرت العديد من الفتيات البلدة لأنهم يطلقون عليهن “زوجات بوكو حرام” حتى لو لم يذهبن إلى معسكرات بوكو حرام، وبعضهن لم يرجعن إلى شبوك أبدًا، والبعض غادرن بعض عودتهن بفترة قصيرة، ويقول إيموس لاوال –والد أحد الفتيات المحررات- أن ابنته تصلي كثيرًا حتى تحصل بقية الفتيات على فرصة للخروج”
وقال بيترس أن الفتيات المحررات أخبرن آبائهم انه تم تقسيمهن إلى مجموعتين عقب اختطافهن مباشرة، وقد خيّرهم قادة بوكو حرام بين الانضمام للجماعة أو اعتناق الإسلام أو أن يصبحن إماء، ويبدو أن الفتيات المحررات والأخريات اللاتي يجري التفاوض بشأنهن، من المجموعة التي رفضت الإسلام أو الانضمام لبوكو حرام، وقالت الفتيات أنهن لم يشاهدن الأخريات مرة ثانية.
كانت بعض التفاصيل قد ظهرت في وقت سابق، حيث محنة الفتيات، حيث يُعتقد أن بعضهن قد أصبحن وزجات بوكو حرام ويتم اغتصابهن بانتظام، والأخريات يتم إجبارهن على بعض المهام البدنية.
قال بيترس أنه بالرغم من استخدام الفتيات المحررات كخادمات إلا أنهن لم يتعرضن لاعتداءات جنسية، وأن الفتاة الوحية التي كانت تحمل طفلا رضيعًا؛ أكدّ والداها أنه كانت حاملا قبل أن يتم اختطافها، يصطدم ذلك مع التقارير الأولية التي تقول بأن الفتيات المحررات كن يحملن أطفالا رضع، فقد قال أحد موظفي الإغاثة أنه شاهد 3 أطفال مع الفتيات المحررات، لكن بيترس قال أن هذا التقرير غير صحيح.
وأضاف بيترس أن المفاوضين في المحادثات السابقة الفاشلة، أكدوا أن أكثر من 100 فتاة لا يرغبن في العودة إلى أهلهن، وأوضح أحد التقارير الصادرة عن مؤسسة الإغاثة الأمريكية “ميرسي كوربس” أن النساء يلعبن دورًا هامًا في بوكو حرام، وأن حوالي نصف المجندات من النساء، البعض تم اختطافهن أو إجبارهن على الانضمام للجماعة، لكن ليسوا جميعهن كذلك.
في السنوات الأخيرة، قامت بوكو حرام باختطاف آلاف النساء وتم إطلاق سراح بعضهن، وهؤلاء أيضًا واجهن التمييز ووصمة العار عند عودتهن.
كان قادة بوكو حرام قد أعلنوا أنهم أطلقوا سراح الفتيات لإثبات حسن نواياهم، وسوف يطلقون سراح الأخريات إذا تم الوفاء بمطالبهم المادية ومبادلة الأسرى.
لكن الحكومة النيجيرية نفت أنها بادلت الفتيات بأربعة قادة من بوكو حرام أو أنها دفعت فدية كبيرة.
المصدر: الغارديان