أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أمس الاثنين، أن الولايات المتحدة قررت تسليم صواريخ وطائرات من دون طيار إلى العراق لمساعدة السلطات على مواجهة المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكولونيل ستيفن وارن “سنسرع بتسليم مئة صاروخ إضافي من نوع هيل فاير لكي تكون جاهزة خلال الربيع المقبل”. وصواريخ هيل فاير التي صنعت في البداية كصواريخ مضادة للدروع يمكن إطلاقها من مروحيات أو طائرات، أما الطائرات من دون طيار التي ستُرسل إلى العراق فستكون من نوع “سكان إيغل” التي يعتبر سعرها غير مرتفع، بالإضافة إلى أن طول جناحيها لا يتجاوز الثلاثة أمتار وهي قادرة على الطيران لمدة 24 ساعة.
أما المتحدث باسم البيت الأبيض فقد قال أنه “فضلا عن صواريخ هيلفاير تلك فأنه ضمن برنامج مبيعاتنا العسكرية الخارجية، سنزود (العراق) بعشرة طائرات استطلاع من طراز سكان ايغل في الأسابيع القادمة و48 طائرة مراقبة من دون طيار من طراز رافين في وقت لاحق هذا العام.”
وسبق أن تم تسليم 75 صاروخاً من نوع هيل فاير إلى السلطات العراقية في منتصف ديسمبر، بحسب ما أفاد مسؤولون في الإدارة الأميركية.
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي صرح قبل أشهر أن اليمن طلب من الولايات المتحدة تزويده بطائرات بدون طيار لمساعدته في مواجهة تهديد تنظيم القاعدة الذي أرغم دولا غربية على إغلاق مقار بعثاتها الدبلوماسية في صنعاء مؤقتا، إلا أن الحكومة الأمريكية لم تستجب، بالرغم من أن العدو في الحالتين واحد وهو تنظيم القاعدة.
هذه القرارات بحسب مراقبين تطرح من التساؤلات أكثر مما تجيب، فخلال الأيام القليلة الماضية أعلنت كل من واشنطن وطهران تأييدهما للعمليات العسكرية التي يراها الكثير من العراقيين طائفية في محافظة الأنبار.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده تشعر بالقلق مما يجري في الأنبار، معربا عن ثقته بنجاح الحكومة العراقية والعشائر المتحالفة معها في معركتها ضد تنظيم القاعدة، حسب قوله.
ومن جهته قال مساعد الشؤون اللوجستية للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد محمد حجازي إن طهران على استعداد لدعم العراق “في حربه ضد تنظيم القاعدة”. وأكد حجازي أن هذا الدعم سيقتصر على المعدات والاستشارات “لأن العراق ليس بحاجة إلى قوات”.
الاتفاق الأمريكي الإيراني في دعم حكومة المالكي، يعبر عن تحالف القوى الجديد في المنطقة، بل إن مجرد إرسال تقنيات بهذا الحجم للعراق يعني بشكل مباشر اطلاع الإيرانيين عليها أو امتلاكهم إياها، وهو ما لا يغفل عنه الأمريكيون بالطبع، ما يعني أن الأمريكيين يرسلون برسائل عديدة إلى المنطقة عبر هذا الدعم.
الوضع في سوريا يؤثر بشكل مباشر على الحالة العراقية، وبحسب صحيفة خليجية فإن المالكي حصل على الضوء الأخضر الإيراني له لولاية ثالثة في العراق بعدة شروط يبدو أن من أبرزها انخراطه في الحرب على القاعدة التي تشترك مع المعارضة السورية في إستنزاف إيران في معركتها في الشام.
ومع ارتباط الوضع في العراق مباشرة بالوضع السوري، انتشرت تصريحات لمسؤولين من روسيا الداعمة الثانية لنظام الأسد يعبرون عن دعمهم لحكومة المالكي في حربها ضد الأنبار.
وكانت الأزمة في محافظة الأنبار قد تفجرت نهاية الشهر الماضي إثر عملية لقوات الأمن العراقية اعتقلت أثناءها النائب أحمد العلواني، وقتلت بعض أفراد عائلته وحراسه قبل أن تهدم خيام الاعتصام القائم في الرمادي منذ أشهر، بالتوازي مع تصريحات للمالكي رآها رموز العشائر السنية في العراق استفزازية و “مجنونة” بحسب قول بعضهم.
واندلع القتال أولا في الرمادي وامتد إلى الفلوجة وبلدات أخرى بالمحافظة, وشاركت فيه عشائر مناهضة لتدخل الجيش, و”الصحوات” الموالية للحكومة, في حين تتحدث تقارير عن سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على بعض المواقع في المحافظة.