قبل ثلاثة عشر عاما، بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” كفصيل مسلح على يد أبي مصعب الزرقاوي، ليصبح “دولة خلافة” بعد مقتله بعشرة أعوام، بلغت أوجها وتجاوزت الحدود السورية العراقية، وشكلت تهديدا عالميا، قبل أن تبدأ تراجعها مجددا وتفقد أراضيها في معارك كان آخرها “درع الفرات”، ومعركة الموصل التي بدأت صباح الاثنين.
فما هي أبرز محطات تنظيم الدولة، صعودا وهبوطا، منذ تأسيسه حتى اليوم؟
“جماعة التوحيد والجهاد”
ترجع الجذور التنظيمية والفكرة لتنظيم الدولة إلى “جماعة التوحيد والجهاد”، على يد “الأب الروحي والمؤسس” أحمد فضيل الخلايلة، المعروف باسم “أبي مصعب الزرقاوي” في عام 2003، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وسقوط نظام صدام حسين.
وصل الزرقاوي إلى العراق عام 2002، بعد أن خرج من السجن في الأردن عام 1999، بعفو عام، وقد كان سجينا بتهمة تأسيس “بيعة الإمام” مع منظر السلفية الجهادية عصام البرقاوي، المعروف بأبي محمد المقدسي، ثم انتقل منها إلى أفغانستان، ومنها إلى إيران، حتى العراق، بحسب الباحثين حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان، في كتابهما “تنظيم الدولة الإسلامية”.
مع الاحتلال الأمريكي للعراق، واستنادا Yلى شخصيته البارزة، وخياراته وسياساته “الهوياتية”؛ أسس الزرقاوي تنظيم “التوحيد والجهاد” اعتمادا على مرجعية “شيخه” أبي عبد الله المهاجر، – عبد الرحمن العلي، مصري الجنسية – التي تتمايز عن غيرها بـ”أولوية قتال العدو القريب، وتكفير الشيعة”، والخيارات المتشددة من العمليات الانتحارية والتترس وقطع الرؤوس، بحسب الباحثين.
ومع تأسيس “حاضنة اجتماعية” داخل المجتمع السني، الذي كان مهمشا مع الاحتلال لحساب الشيعة والهيمنة الإيرانية، واستقطاب المتطوعين العرب، تطور “التوحيد والجهاد”، وتم تشكيل هيكلية ومجلس شورى ولجان عديدة، أهمها: العسكرية والإعلامية والأمنية والمالية والشرعية العلمية.
“قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”
مع وجود الخلافات الجوهرية الفكرية والشرعية وأولويات القتال، ما بين “التوحيد والجهاد” وتنظيم القاعدة المركزي؛ فقد “أجبر” الزرقاوي تنظيم القاعدة على الاعتراف بنهجه، لكونه “قائدا ميدانيا استثنائيا خطف الأضواء بأيديولوجيته الصارمة وتكتيكاته وعلاقاته بالجهادية العالمية”، بحسب أبو رمان وأبو هنية.
وأكد الزرقاوي خياراته وقراراته بقتال “العدو القريب” المتمثل بـ”الشيعة”، في رسائله وجدالاته ومفاوضاته مع القاعدة المركزي، التي أصر بها على تكفير واستهداف الشيعة.
ورغم هذا التباين، إلا أن فشل القاعدة بتأسيس فرع لها في “جزيرة العرب”، بعد سلسلة من العمليات العسكرية في السعودية، وغياب الحاضنة الشعبية، ومقتل قيادات الفرع، من ناحية، وضعف القاعدة المركزي من ناحية أخرى، أعلن الزرقاوي بيعته لأسامة بن لادن في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2004، بعد ثمانية أشهر من المفاوضات، وتم التأسيس لـ”قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”، وإلغاء “التوحيد والجهاد”.
“مجلس شورى المجاهدين”
مع تنامي قدرات الفرع العراقي للقاعدة في منتصف عام 2005، بدأ يفكر بإنشاء “إمارة سنية” واستقطاب الجماعات السنية المسلحة، تم الإعلان عن تأسيس “مجلس شورى المجاهدين”، الذي تخلى الزرقاوي عن قيادته لمصلحة عبد الله البغدادي.
وانضمت القاعدة مع خمس جماعات أخرى للمجلس، ثم ارتفع العدد إلى ثمانية، وفي مرحلة لاحقة إلى اثنتي عشرة جماعة.
وقبل اغتيال الزرقاوي في 7 حزيران/ يونيو 2006، كان الزرقاوي يناقش إمكانية إعلان إمارة إسلامية “سنية”، إلا أن اغتياله حال دون ذلك، إلا أن خلفاءه تمسكوا بذلك بإعلان “دولة العراق الإسلامية”.
“دولة العراق الإسلامية”
بعد اغتيال الزرقاوي بفترة وجيزة، أعلن أتباعه عن تشكيل “حلف المطيبين”، الذي يضم “مجلس شورى المجاهدين”، مع بعض زعماء العشائر السنية، في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2006، تمهيدا لتأسيس إمارة سنية.
بعد أيام من ذلك، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2006، أعلن عن تأسيس “دولة العراق الإسلامية”، في المحافظات العراقية السنية، التي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها، تحت بيعة حامد داود الزاوي، المعروف باسم “أبي عمر البغدادي”، ووزير حربه أبي حمزة المهاجر، وهيمنة للمكون العراقي على بقية حكومة “دولة العراق الإسلامية”.
الانحسار والتراجع
مع تدهور الوضع الأمني في العراق وتصاعد هجمات القاعدة، قدم الجنرال ديفيد بترايوس استراتيجيته الجديدة “مكافحة التمرد”، التي تعتمد على سياسة تدفق القوات، بضخ أكثر من 30 ألف جندي أمريكي، من ناحية، ودعم الحركات والفصائل السنية المستعدة لقتال تنظيم دولة العراق الإسلامية، تحت مصطلح “الصحوات”.
أدت هذه الاستراتيجية الجديدة لمعضلات جوهرية لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان عليه أن يواجه القوات الأمريكية، والحكومية المسنودة بالمليشيات الشيعية، والصحوات، بالإضافة للفصائل السنية التي رفضت بيعته مثل ثورة العشرين والجيش الإسلامي، بالإضافة لمعركته الفكرية الخفية مع تنظيم القاعدة.
وفي تلك المرحلة، دخل التنظيم طور التراجع والانحسار، ووصل في عام 2009 إلى أشد درجات الانحسار، حيث كان يفتقد الجاذبية الأيديولوجية الضرورية، والموارد البشرية والمالية، والعمق الجغرافي الاستراتيجي.
ودفعت هذه التغيرات التنظيم إلى تغيير استراتيجيته، فحولها لقتال قادة الصحوات، وتراجع عن نهج الظهور، وتخلى عن حلم الانتشار والتوسع الجغرافي، أي إنه عاد إلى استراتيجية الظواهري من خلال الهجمات الانتحارية، التي أسماها “حصاد الخير”.
“أبو بكر البغدادي”
في 19 نيسان/ أبريل 2010، أعلن عن مقتل أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو حمزة المهاجر، وبايع التنظيم أبو بكر البغدادي، ودخل مرحلة شديدة السرية والارتياب، واستراتيجية قتالية أشد شراسة تجاه المحيط الاجتماعي القريب.
ومع بداية الأحداث السورية، أخذ التنظيم بقيادة أبي بكر البغدادي طابعا أكثر طائفية، مع دخول حزب الله والحرس الثوري الإيراني على خط الصراع هناك، والدعم الذي حصل عليه كل من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي على الدعم الإيراني، مما جعل التنظيم أكثر هوياتيا، بحسب أبو رمان وأبو هنية.
مع حلول عام 2012، مع انسحاب القوات الأمريكية ودخول العراق في الهيمنة الإيرانية، واندلاع الثورات العربية، بدأ التنظيم يستعيد عافيته ويتغذى على أخطاء المالكي، واعتمد خطابا طائفيا يعمل على حشد وتجنيد السنة، فعمل على استعادة السيطرة على المناطق التي فقدها في مرحلة الصحوات، وهاجم في كل المحافظات العراقية.
رافق ذلك تغيرات تنظيمية داخل هيكل التنظيم، مع تغييرات تكتيكية واستراتيجية، فتم الاعتماد في الجانب العسكري على ضباط عراقيين سابقين سلفيين، أبرزهم حجي بكر وعبد الرحمن البيلاوي، وعلى حلقة “تلعفر التركمانية” في المواقع الأمنية الأساسية، وفي مقدمتهم أبو علي الأنباري.
“هدم الأسوار” و”حصاد الأجناد”
مع توغل السياسات الطائفية للمالكي، وإقصاء وتهميش السنة وعدم إدماج الصحوات، بدأت الحركات والاحتجاجات في المحافظات السنية تتواتر وتتصاعد، وهو ما استثمره تنظيم الدولة ليبرهن على صواب نهجه.
في تموز/ يوليو 2012، أعلن أبو بكر البغدادي عن الخطة الجديدة “هدم الأسوار”، التي تهدف لاستعادة نفوذ وسيطرة التنظيم الجغرافية، وإخراج السجناء، وتوجت الخطة في 21 تموز/ يوليو 2013، بشن هجوم مزدوج على سجني “أبو غريب”، غرب بغداد، وسجن “التاجي”، شمالها، وتهريب ستمائة سجين بينهم كبار قادة التنظيم.
في 29 تموز/ يوليو 2013، أطلق التنظيم خطة “حصاد الأجناد”، للسيطرة المكانية في العراق، والتوسع والتمدد في المحافظات السورية، مترافقة مع أشرطة ومواد دعائية وكلمات لقادة التنظيم، أكدت البنية الجديدة، والتكتيكات العنيفة، والطبيعة الهوياتية، والاستراتيجية “المرعبة”، التي كان أبرزها “صليل الصوارم”.
وبالترافق مع هذه التغيرات الداخلية، شهدت المنطقة انطلاق الثورات المضادة، التي كان أبرزها الانقلاب في مصر، وسياسات الحشد الطائفي الإيراني، التي أعادت تشكيل التنظيم وظهوره في المنطقة من جديد.
وفي هذه المرحلة، توسع التنظيم في العراق وسوريا، وبلغ أوج توسعه بين البلدين منتصف عام 2014، بسيطرته على الموصل في العراق، ودير الزور في سوريا، وإعلانه “كسر الحدود”، ثم “الخلافة”.
“الخلافة”
في العاشر من حزيران/ يونيو 2014، استيقظ الجميع على وقع سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في محافظة نينوى، وسط اتهامات بتسليم المالكي للمحافظة، وأصبح الحديث عن “دولة واقعية”، لا مجرد دعاية وافتراضات.
في 29 حزيران/ يونيو، بث التنظيم شريطا مصورا بعنوان “كسر الحدود” يظهر آليات التنظيم وهي تزيل السواتر بين الحدود العراقية السورية، وظهر به للمرة الأولى أبو محمد العدناني، الناطق الرسمي باسم التنظيم، ليعلن في تسجيل صوتي في اليوم التالي: “قيام دولة الخلافة”، وتعيين إبراهيم عواد البدري، أبو بكر البغدادي، خليفة للمسلمين، وفرضها على القوى والجماعات كافة، قبل أن يصدر البغدادي في اليوم التالي خطاب “حالة الخلافة”، والدعوة للهجرة لأراضي تنظيم الدولة.
في الخامس من تموز/ يوليو، ظهر البغدادي للمرة الأولى في المقطع المصور، في خطبة الجمعة من الجامع الكبير في الموصل.
ومع انهيار القوات العراقية الحكومية وفرارها، تمكن تنظيم الدولة من الاستيلاء على أربع فرق عسكرية ومخازن السلاح، وتوسع في مناطق ومدن محافظة الأنبار، وعلى مدينة القائم غرب العراق، وعلى بلدتي راوة وعانة غرب الرمادي، بالإضافة لسيطرته على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، والضلوعية والمعتصم، فيما سيطرت البيشمركة على كركوك، وعلى معبر ربيعة الرسمي مع سوريا.
وفي سوريا، بعد أن تم احتواء التنظيم في الرقة والباب ومنبج وجرابلس بحلول شباط/ فبراير 2014، بعد اشتباكات مفاجئة من الفصائل لإخراجها من منطقة سيطرتها مع بداية العام، عمل التنظيم على إعادة ترتيب صفوفه العسكرية في الرقة، كما انضم معظم المقاتلين الأجانب المهاجرين إلى تنظيم الدولة، وبايعوا البغدادي أميرا، وانشق القائد العسكري عمر الشيشاني من “جبهة النصرة” إلى تنظيم الدولة، وبدأ بمهاجمة مقارها.
بعد السيطرة على الموصل، وعلى الجبهة السورية، أتم تنظيم الدولة في 3 تموز/ يوليو 2014، سيطرته على كل محافظة ريف الزور، باستثناء أحياء في المدينة ومطارها العسكري، وطرد “جبهة النصرة”، وتعرضها لأكبر صدمة منذ تشكيلها، بالإضافة إلى خسارة مناطق نفوذ الفصائل السورية المسلحة لمساحات واسعة، وحصرها في بعض المناطق، بحسب دراسة الباحث السوري أحمد أبازيد “المشهد السوري بعد دير الزور”.
بهذه التوسعات، بالمساحة الشاسعة التي سيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، بلغ التنظيم أوج سيطرته الميدانية والعسكرية، قبل أن يبدأ بمعاركه الصغرى، ويبدأ الانحسار والخروج من مناطقه.
بداية الانحسار
منذ ذلك الحين، وحتى اللحظة؛ خسر تنظيم الدولة ما يقارب ثلاثين بالمئة من مناطق سيطرته، وفقد مناطق مركزية، رمزيا (مثل دابق والفلوجة) واستراتيجيا (مثل تل أبيض والرمادي)، وصولا إلى مواجهة التنظيم في عاصمته: الموصل، في المعركة التي اندلعت في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2016.
وفيما يلي سرد لأبرز هزائم التنظيم، مرتبة زمنيا، بحسب رصد وكالة الأنباء الفرنسية:
كوباني (سوريا): مدينة كردية على الحدود مع تركيا في شمال سوريا. وقد باتت رمزا للقتال ضد تنظيم الدولة، بعدما خاض المقاتلون الأكراد معارك عنيفة دامت أكثر من أربعة أشهر، لينجحوا أخيرا في كانون الثاني/ يناير 2015 في طرد الجهاديين منها بدعم للمرة الأولى من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
تكريت (العراق): في 31 آذار/ مارس 2015 أعلنت القوات العراقية استعادة مدينة تكريت الواقعة على بعد 160 كيلومترا شمال بغداد، بعد أن شنت أكبر عملية لها منذ هجوم الجهاديين في حزيران/ يونيو 2014 الذي سمح لهم بالسيطرة على مساحات واسعة من البلاد. وشاركت واشنطن وطهران من خلال قوات الحشد الشعبي في عملية القوات العراقية.
تل أبيض (سوريا): تقع أيضا على الحدود مع تركيا في ريف الرقة الشمالي، وقد سيطر عليها الأكراد في حزيران/ يونيو العام 2015. مدينة مهمة على خط الإمداد الرئيسي ونقطة عبور للأسلحة والمقاتلين بين تركيا ومدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الأبرز في سوريا.
سنجار (العراق): في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 ، استعادت القوات الكردية مدعومة بغارات جوية لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مدينة سنجار (شمال) من الجهاديين، قاطعة بذلك طريقا استراتيجيا يستخدمه الجهاديون بين العراق وسوريا. وكان التنظيم استولى على سنجار في آب/ أغسطس 2014، وارتكب فظائع بحق السكان وغالبيتهم العظمى من الأقلية الإيزيدية.
الرمادي (العراق): في 9 شباط/ فبراير 2016 تم استعادة مدينة الرمادي السنية على بعد 100 كلم غرب بغداد من تنظيم الدولة الذي سيطر عليها في أيار/مايو 2015.
تدمر (سوريا): سيطر التنظيم المتطرف على “عروس البادية” التي تبعد مسافة 200 كم عن دمشق باتجاه وسط سوريا في أيار/ مايو 2015 وعمد إلى تدمير الكثير من آثارها المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، بينها معبدا بل وشمين. وبدعم من الطيران الحربي الروسي، تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على تدمر في 27 آذار/ مارس 2016.
الفلوجة (العراق): أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم مطلع العام 2014، وأعلن الجيش العراقي استعادة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، في 26 حزيران/ يونيو 2016 بعد شهر من شن هجوم فر خلاله عشرات آلاف السكان من المدينة.
القيارة (العراق): في 9 تموز/ يوليو 2016 ، سيطرت القوات العراقية مدعومة من قوات التحالف الدولي على قاعدة جوية مهمة قرب القيارة، التي تبعد مسافة 60 كلم جنوب الموصل. وفي 25 آب/ أغسطس طردت القوات العراقية التنظيم المتطرف من البلدة استعدادا لمعركة الموصل، أخر معاقله الرئيسية في العراق.
منبج (سوريا): استعادتها قوات سوريا الديمقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من الأمريكيين، في السادس من آب/ أغسطس 2016 بعد أن خضعت لسيطرة التنظيم الجهادي العام 2014 . وكانت تعد أحد أبرز معاقله في محافظة حلب، خصوصا أنها على خط الإمداد الرئيسي الذي كان متبقيا للجهاديين بين الرقة والحدود التركية.
جرابلس (سوريا): تقع مباشرة على الحدود التركية، غرب كوباني وشمال منبج. طردت القوات التركية والفصائل المقاتلة السورية التنظيم المتطرف منها في 24 آب/ أغسطس 2016، في إطار عملية “درع الفرات” التي تشنها القوات التركية ضد الجهاديين والمقاتلين الأكراد على حد سواء.
الحدود التركية السورية (سوريا): في الرابع من أيلول/ سبتمبر 2016 طردت القوات التركية والفصائل المدعومة منها تنظيم الدولة من آخر منطقة واقعة تحت سيطرته على الحدود بين البلدين.
الشرقاط (العراق): أعلنت القوات العراقية في 22 أيلول/ سبتمبر استعادة السيطرة على الشرقاط التي تحظى بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لمعركة الموصل، كونها تقع على طريق الإمداد الرئيسي إلى بغداد التي تبعد عنها مسافة 260 كلم. والشرقاط أخر معاقل التنظيم في محافظة صلاح الدين.
دابق (سوريا): سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة في 16 تشرين الأول/ أكتوبر على بلدة دابق الحدودية مع تركيا، التي لها أهمية رمزية لدى التنظيم، وعلى بلدة صوران المجاورة.
معركة الموصل (العراق): بدأت القوات العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي والحشد الوطني والحشد العشائري، مدعومة بالجيش التركي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني مدن العراق وعاصمة تنظيم الدولة، التي يسيطر عليها منذ حزيران/يونيو 2014.
اغتيال القادة
بالإضافة للخسارة الميدانية للتنظيم، فقد التنظيم عددا من القادة المؤسسين في التنظيم، بحيث لم يبق من مجلس الشورى المؤسس سوى زعيم التنظيم (أبو بكر البغدادي).
وفيما يلي أبرز الخسائر البشرية للتنظيم، مرتبة زمنيا:
سمير الخيلفاوي (كانون الثاني/ يناير 2014): يعرف باسم “حجي بكر” أو “أبو بكر العراقي”، كان عقيدا في مخابرات سلاح الجو العراقي، ثم أصبح أحد نواب أبو بكر البغدادي وعضوا في المجلس العسكري لتنظيم الدولة، ووصفته مجلة دير شبيغل الألمانية بأنه كان “العقل المدبر” الذي وضع خطط التنظيم التوسعية في سوريا.
أبو عبد الرحمن البيلاوي (حزيران/ يونيو 2014): اسمه عدنان إسماعيل نجم، يوصف بأنه كان “الرجل الثاني” بعد البغدادي، وتقول السلطات العراقية إنه تولى رئاسة “المجلس العسكري العام” في التنظيم. أعلنت وزارة الداخلية مقتله بالموصل على أيدي “قوة من منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية”.
عثمان آل نازح (2 كانون الثاني/ يناير 2015): سعودي الجنسية وحاصل على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه، وكان عضوا في هيئة التدريس بجامعة الملك خالد السعودية.
دخل سوريا مطلع عام 2013 فانضم في البداية إلى “صقور العز” المقربة من تنظيم القاعدة بريف اللاذقية، ثم التحق بصفوف تنظيم الدولة الذي يقال إنه عيّنه “مفتيا”. وأعلنت مواقع مقربة من التنظيم مقتله في غارات لقوات التحالف على كوباني شمال شرقي محافظة حلب.
أبو علي الأنباري (13 أيار/ مايو 2015): اسمه الحقيقي عبد الرحمن مصطفى القادولي، ويدعى كذلك “أبو علاء العفري”، مدرس فيزياء سابق، انضم إلى تنظيم القاعدة بالعراق أيام الاحتلال الأمريكي وترقى فيه حتى تولى قيادته عام 2010.
التحق بتنظيم الدولة وعُين فيه مسؤولا ماليا، ثم أصبح نائبا “للخليفة” البغدادي. أعلنت السلطات العراقية مقتله في ضربة جوية استهدفت مسجدا غربي الموصل.
أبو سياف (16 أيار/ مايو 2015): تونسي الجنسية، وكان مسؤولا عن العمليات المالية وإدارة الموارد النفطية لتنظيم الدولة، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقتله واعتقال زوجته في عملية إنزال لقوات خاصة أمريكية بمحافظة دير الزور السورية، وأن العملية نُفذت بناء على توجيهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
أبو مسلم التركماني (18 آب/ أغسطس 2015): اسمه الحقيقي فاضل أحمد عبد الله الحيالي، ويقال إنه كان “نائبا للخليفة” البغدادي في العراق، وهو عراقي تركماني من سكان مدينة تلعفر. كان عقيدا في الجيش العراقي وشارك في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، اعتقله الأمريكيون في سجن بوكا بعد غزوهم العراق.
يعتبر من مؤسسي تنظيم الدولة، وتولى رئاسة مجلسه العسكري، ويُعتقد أنه هو من رسم خطط اقتحام المدن العراقية صيف 2014. أعلنت واشنطن مقتله في غارة جوية استهدفت سيارة كان يستقلها قرب الموصل، بعد أن رصدت 20 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.
“الجهادي” جون (تشرين الثاني/ نوفمبر 2015): بريطاني الجنسية، اسمه الحقيقي محمد إموازي، وُلد في الكويت سنة 1988 ثم انتقل مع عائلته إلى بريطانيا.
اشتهر جون ذو القامة الفارعة بظهوره في تسجيلات مصورة بثها تنظيم الدولة لعمليات ذبح رهائنه الغربيين، وأشهرهم الصحفي الأمريكي جيمس فولي. أعلنت واشنطن مقتله في ضربة جوية من طائرة دون طيار استهدفت مدينة الرقة.
أبو نبيل الأنباري (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015): اسمه وسام نجم عبد زيد الزبيدي وهو عراقي الجنسية، كان أحد القادة الميدانيين في تنظيم القاعدة بالعراق، ثم التحق بتنظيم الدولة بعد نشأته، فقاد اجتياحه لمدينتيْ تكريت وبيجي، وعين التنظيم “واليا” على “ولاية صلاح الدين”.
أرسلته قيادة التنظيم عام 2015 إلى ليبيا لتأسيس وقيادة فرع له هناك، وأعلنت واشنطن مقتله في غارة جوية أمريكية استهدفت مبنى في مدينة درنة شرقي ليبيا.
أبو عمر الشيشاني (13 تموز/ يوليو 2016): اسمه الحقيقي تارخان باتيراشفيلي وهو جورجي الجنسية، ويوصف بأنه وزير حرب تنظيم الدولة، لقيادته معارك كبرى خاضها التنظيم في العراق وسوريا التي دخلها مطلع 2013.
أبو محمد العدناني (30 آب/ أغسطس 2016): وُلد عام 1977 ببلدة بنش بمحافظة إدلب السورية، ويعد أحد أبرز قادة تنظيم الدولة منذ تأسيسه، وهو من أعلن قيام “الخلافة الإسلامية” بسوريا والعراق 2014، إضافة لدعوته مقاتلي التنظيم إلى شن هجمات في الغرب، وباسمه صدرت أغلبية تسجيلات التنظيم وبياناته المقروءة والمكتوبة.
نُشر هذا الموضوع لأول مرة في عربي 21