بينما تستعد المعارضة السورية المسلحة لبدء حملة عسكرية كبيرة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب تجري استعدادت كبيرة من قبل الجيش الروسي لشن حملة كبيرة على تلك الأحياء لا لفك الحصار بل للسيطرة عليها. فأي الفريقين غالب! وأين مواقف الولايات المتحدة وأوروبا من كل ما يجري!.
المعارضة تحضر لمعركة فك الحصار
أعلنت قيادات عسكرية مساء أمس الجمعة عن بدء معركة وشيكة لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة في مدينة حلب الشرقية، حيث أبرز القائد العسكري لحركة نور الدين الزنكي إحدى أبرز فصائل المعارضة في حلب على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن قرب إطلاق معركة “ملحمة الحلب الكبرى” بهدف فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري وحلفاءها على أكثر من مئتي ألف شخص من المدنيين في الأحياء الشرقية لحلب.
وطالب القائد العسكري للحركة الدول الداعمة للمعارضة بدعم إنجازات المعركة والتركيز عليها مشيرًا أن أي معركة الآن غير معركة حلب هي “ضرار” بمعنى أنها مضيعة للموارد وتشتبت للقوى، وطالب كذلك قائد جيش إدلب الحر النقيب حسن حاج علي في تغريدة له على حسابه في تويتر أنه على عناصر المعارضة بالنفير لملحمة حلب الكبرى مضيفًا “إما نفنى أو يعيش أهلنا في حلب بكرامة وعز”.
أما المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام أبو يوسف المهاجر فذكر أن سبب رفض المعارضة الخروج من المدينة بعد الهجنة الروسية من طرف واحد ومطالبة الأهالي والمقاتلين بالخروج منها، هو علمهم بأن معركة فك الحصار وتوسيع الطريق قريبة جدًا وستكون المحاور هذه المرة أوسع من المرة السابقة. في حين قللت مصادر سياسية من تلك الدعوات وأفادت أنه لا وجود للتحضير لعمل عسكري لفك الحصار عن حلب.
بينما شنت فصائل درع الفرات أمس الجمعة هجومًا على مواقع قوات سورية الديمقراطية الكردية في محيط مدينة مارع بريف حلب الشمالي بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي تركي.
روسيا تتجهز أيضًا
نقلت وكالة نفوستي الروسية اليوم السبت 22 أكتوبر الجاري عن نائب وزير الخارجية الورسي “سيرغي ريابكوف” أن قرار تمديد الهدنة الروسية في حلب ليس مرتبط بروسيا بقدر ما يرتبط بالخطوات التي سيتخذها الطرف الآخر.
حيث سبق وأن أعلن مصدر عسكري روسي أمس عن تمديد الهدنة الإنسانية في حلب يومًا آخر والتي من المقرر أن تنتهي اليوم في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت سورية المحلي،
ويذكر أن وزير الدفاع الروسي أعلن يوم الثلاثاء الماضي 18 أكتوبر الجاري أن القوات الجوية الروسية والسورية أوقفت صباح ذلك اليوم قصف المسلحين في منطقة حلب داعيًا الدول ذات النفوذ لإقناع قادة المسلحين بضرورة مغادرة المدينة.
ومع انتهاء الهدنة اليوم تنتهي معها أداة من أدوات روسيا التي تستخدمها لتفريغ المدن وتهجير الأهالي منها كما حصل مؤخرًا في داريا ومدن سورية أخرى.
ويؤكد مسؤولون روس في الكرملين أن الأوضاع الراهنة في سورية لا تتيح الشعور بالتفاؤل إزاء قرب انتهاء الصراع في سورية، مع تشديده على أن القضية السورية يجب حلها وأكد أنه لا يمكن تسويتها إلا في إطار التعاون متعدد الأطراف.
إلا أن روسيا في ظل التعنت الذي تبديه في الصراع السوري وسكوت القوى الدولية والإقليمية عن أفعالها وعجز الدبلوماسية الدولية عن إيجاد حل لوقف الصراع والاكتفاء بالتنديد والشجب، لذا فإن روسيا قد تذهب في الحل العسكري في حلب لأبعد ما يحدث الآن، بهدف السيطرة على المدينة قبل الانتخابات الأمريكية التي بقي عليها 16 يوم.
حيث تشير المؤشرات الدولية أن روسيا تعد لحملة عسكرية جديدة في حلب مستفيدة من جمود المواقف الدولية اتجاه الوضع السوري وانشغال العالم بمعركة الموصل في العراق.
وبحسب مصادر إعلامية أشارت أن روسيا تواصل استعداداتها الميدانية للقيام بعملية عسكرية في حلب في حال فشل مخططها في تهجير السكان حيث عبرت أمس الجمعة ثماني بارجات حربية روسية بحر المانش (بين فرنسا وبريطانيا) باتجاه شرقي المتوسط قبالة الشواطئ السورية آتية من بحر البلطيق وهو ما وصف بأكبر تحرك بحري تقوم به القوات الروسية منذ انتهاء الحرب الباردة بين عامي 1947 و1991.
فبعد الدعوات الروسية للأهالي في حلب والفصائل المقاتلة بداعي الخروج من المدينة بعدما عملت على فرض هدنة من طرف واحد وفتح 8 معابر لخروج المقاتلين والجرحي المدنيين. ولكن أحدًا لم يخرج من الأهالي ولم يستجب لنداءات الروس بالخروج من المدينة، بل شهدت الأحياء المحاصرة خروج الأهالي في مظاهرات كما في حي الشعار منددة بالمخطط الروسي ورافضة للخروج من المدينة ورفعت شعارات كتب عليها “سنصمد ولن نترك وطننا” “ولا يمكن محاصرة حلب”.
من جهته عبر الإئتلاف السوري المعارض والجيش الحر في بيان مشترك رفضه المطلق لمخططات روسيا وأدان دور الأمم المتحدة في تهجير السكان وأكدا دعمهما لأي مبادرة تهدف لفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة ومنها حلب وإخلاء الجرحى والحالات الحرجة وتطبيق قرارات مجلس الأمس رقم 2254 لسنة 2015 بكافة بنوده وباقي القرارات ذات الصلة وتقديم المساعدة اللازمة.
يذكر أن الولايات المتحدة في هذا الوقت منشغلة في إيجاد حلول دبلوماسية لفصل الإرهابيين الحقيقيين وعزلهم واحترام الأطراف التي ترغب في الالتزام بوقف إطلاق النار.
كما أفاد بيان للخارجية الأمريكية ذكر تصريحات لكيري ذكر فيها ” أعرف أن هناك تحريكًا للسفن وعرضًا كبيرًا للقوة ولم يستبعد استخدام تلك القوة في سورية”، موضحًا أن “العالم سيكون له حكم على ما يختارون القيام به” وحذر من أنه “سيحاسب من يخرق قوانين وقواعد الحرب الحديثة”.
أما بريطانيا فقد سعت لإدانة روسيا أمس الجمعة بسبب ضرباتها الجوية على حلب جاءت الإدانة خلال جلسة خاصة لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كانت لندن قد دعت إليها لتشكيل لجنة تحقيق خاصة في الانتهاكات.
ووجه وزير شؤون أفريقيا والشرق الأوسط بالحكومة البريطانية توبياس إلوود في كلمة أمام منتدى جنيف إلى المسؤولين الروس قائلا ” هذا عمل شائن لا يصدر من القيادة التي نتوقعها من عضو دائم بمجلس الأمن.
وبين انتظار معركة فك الحصار من قبل المعارضة السورية ومعركة السيطرة على تلك الأحياء من قبل القوات الروسية تضل حلب تتلون بلون دماء المدنيين ولا تخلو سماءها من الطائرات ولا يتوقف القصف عليها في انتظار حسم مصيرها قبل الانتخابات الأمريكية.