وافقت شركة AT&T الأمريكية للاتصالات أمس السبت 22 أكتوبر الجاري على شراء المؤسسة الإعلامية العملاقة “تايم وارنر” مقابل 85.4 مليار دولار علمًا أن الشركة مالكلة لمجموعة من الشركات الإعلامية المشهورة عالميًا كشبكة CNN و HBO و TNT و TBS بالإضافة لوارنر بروز العاملة في مجال الإنتاج السينمائي وصناعة الأفلام وعدد من القنوات والمواقع الإعلامية الأخرى، ويبلغ ثمن سهم الشركة في البورصة 89.48 دولار حسب آخر إغلاق للأسواق المالية.
ووصفت الصفقة بأجرأ خطوة على الإطلاق تقوم بها شركة اتصالات نظرًا لأهمية شركة تايم وارنر الإعلامية، ومن المقرر إخضاع الصفقة لمراجعة المشرعين الأمريكيين في الكونغرس قبل إتمامها بصورة نهائية وهذا قد يستغرق عامًا كاملًا.
كيان إعلامي عملاق
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة الاتصالات وافقت على شراء كل سهم من أسهم شركة تايم وارنر مقابل 107.5 دولار ما يمثل زيادة 20% عن سعر إغلاق سهم الشركة الأسبوع الفائت، وليبلغ بذلك إجمالي الصفقة 85.4 مليار دولار والتي من شأنها أن تحول شركة الاتصالات الأمريكية إلى عملاق إعلامي.
وهذا ما أثار اهتمام سياسين ورجال أعمال حيث كشف المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية (8 نوفمبر المقبل) دونالد ترامب أنه سيمنع هذه الصفقة حال فوزه بذريعة أنها تمثل تركيزًا كبيرًا للقوة في يد عدد قليل جدًا من الأشخاص وحسب رويترز فإن ترامب سبق واشتكى من التغطية الإعلامية لحملته الانتخابية من قبل بعض القنوات وأبرزها قناة سي إن إن الإخبارية، بينما لم يصدر أي تعليق على الصفقة من قبل المرشحة الديمقراطية للانتخابات هيلاري كلينتون.
وبعيدًا عن تأثير شبكة سي إن إن على حملة ترامب الرئاسية من عدمها، فإن الصفقة قد تلقي بظلال سلبية على الإعلام العالمي من حيث تحكم ثلة قليلة من الأشخاص بالإعلام المحلي والعالمي.
CNN الإخبارية إحدى شركات تايم وارنر
وحول آلية تمويل الصفقة ذكرتAT&T أن مساهمو شركة وارنر سيحصلون على نصف قيمة الصفقة نقدًا والنصف الآخر أسهمًا في شركة AT&T حيث ستمول الجزء النقدي من خلال قروض جديدة حيث أعلن مجلس إدارة الشركة أنه رتب قروضًا بقيمة 40 مليار دولار بعدما حصلت الشركة على تعهد بتسهيل ائتماني بدون ضمان لمدة 18 شهرًا وباقي المبلغ سيتم تمويله من السيولة المتاحة في قوائم الشركة المالية علمًا أن حجم السيولة المتاحة لديها لا يتجاوز 7.2 مليار دولار فقط.
والجدير بالذكر أن الشركة من خلال اقتراض مبلغ 40 مليار دولار تعرض نفسها للخطر بسبب حجم المديونية العالية الذي تدين به والبالغ نحو 120 مليار دولار في 30 يونيو/حزيران الماضي وأشارت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية أن اقتراض الشركة مبالغ مالية إضافية قد يفرض على تصنيفها الائتماني ضغوطات كبيرة يقلل من ملائتها المالية ويقوض قدرة الشركة على سداد ما عليها من ديون.
وتوقعت الشركتان أن يتم إتمام الصفقة بنهاية العام المقبل 2017 وسيتولى المدير التنفيذي لـ AT&T راندال ستيفنستون رئاسة الشركة الجديدة وسيظل المدير التنفيذي لشركة تايم وارنر جيف بيسكس في منصبه لفترة انتقالية عقب إتمام الصفقة للمساعدة خلال الفترة الانتقالية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن صفقة الاندماج تؤسس لكيان إعلامي عملاق بإمكانه إنتاج محتوى ضخم وتوزيعه بين ملايين العملاء عبر شبكة الهاتف الجوال وشبكات الإنترنت والأقمار الصناعية، وذكر الرئيس التنفيذي لـ AT&T أن امتلاك تايم وارنر وجميع الشركات التابعة لها يتيح ميزة تنافسية أكبر من مجرد الحصول على ترخيص.
HBO إحدى شركات تايم وارنر للإنتاج الإعلامي
وتضيف الصحيفة أن من شأن الصفقة أيضًا تحفيز المزيد من العمليات المشابهة بين شركات الإعلامية والتي يبحث بعضها بالفعل عن شركاء من أجل زيادة حجم أنشطتها وأرباحها كما حصل في استحواذ شركة كومكاست على مجموعة إن بي سي نيوفيرسال مقابل 30 مليار دولار واستحواذ شركة version على شركة ياهو وصحيفة هافينغتون بوست. وأشارت أيضًا أن اندماج الشركات وخلق كيانات إعلامية عملاقة يضغط على شركات الإعلام التقليدية لاحتدام المنافسة ويخفض من أرباحها ما يدفعها للبحث عن شركاء للاندماج.