بعد زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك إلى مقر محافظة نينوى البديل في أربيل، وإعلانه تقسيم الموصل إلى 8 قطاعات، وأن التحالف سيتعامل معها على هذا الأساس، وكأنه ربط التعاون وعودة الحياة الطبيعية إلى محافظة نينوى على هذا الأساس.
والدعوة هذه لها أسس من خلال طلب مجلس محافظة نينوى وبأغلبية الثلثين إلى الحكومة العراقية بتحويل نينوى إقليم في العام 2012 أغفلته الحكومة، وبعد سقوطها بيد داعش ظهرت دعوات كثيرة من مكونات نينوى المتضررة من سياسة بغداد بمحافظات خاصة وطلب حماية دولية، كما ظهر ذلك على لسان المكون المسيحي والشبكي – سهل نينوى – والإيزيدي – سنجار، والتركمان – محافظة تلعفر، ومن هنا ظهرت دعوة أثيل النجيفي بطرحه شكل لإقليم نينوى وتقسيمها إلى 8 محافظات مركزها مدينة الموصل.
السياسيون وبعض الناشطين بصورة عامة يتعاملون مع المعطيات على أرض الواقع ويحاولون إيجاد مشتركات للعيش وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولا يعيرون أهمية كبيرة لمآلات هذه المطالبات ويبررونها بعدم وجود حلول أخرى للعيش بسلام وأمان، مع ضعف واضح للحكومة المركزية في ضبط إيقاع إدارة محافظة نينوى كمثالٍ، كل هذه الأفكار بلورها الأستاذ الدكتور سيار كوكب الجميل على شكل مشروع اعتبره إنقاذًا لنينوى.
ومن خلال عدّة اجتماعات ولقاءات واتصالات عقدت بين أبناء نينوى، تمثلهم شخصيّات من أساتذة أكاديميين وشيوخ ورجال قانون ورجال أعمال ونخب مثقفة عديدة في العراق وفي بلاد المهجر، وخصوصًا في الأردن ولبنان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، ونوقشت في الاجتماعات أوضاع مدينة الموصل، وهي تمّر بأصعب مراحلها التاريخيّة، وتتطلّب من الجميع الوقوف مع أي مشروع للإنقاذ وتقرير المصير.
من جهة أخرى بعض المفكرين يراقبون الوضع بزوم استراتيجي له أبعاده الدولية وتداعياته الخطيرة في تحجيم القوى لدول الشرق الأوسط، وعن الموصل نتكلم عندما يقول الأستاذ الدكتور جزيل الجومرد معقبًا على تصريح مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك وإعلانه تقسيم نينوى إلى 8 قطاعات “انتهى عهد المدن الحواضر، ليحل عهد المحلة المدينة، الغرب ينقلنا من أقفاص إلى أقفاص، يضيق بعضها ويوسع بعضها، والهدف واحد أحد، صنع شرق أوسط على مرام إسرائيل ومذاقها، وعلى قدر إمكانية أضراسها، شرق أوسط تبدو فيه إسرائيل طبيعية الوجود في سياق طبيعي.
دول، ومدن، ذات سمات دينية لكل واحدة دينها أو طائفتها أو عرقها، وكذلك إمارات عشائرية تنتفخ قراها لتكون حضائر تصلح إمارات قبلية، تقتسم جميعًا ثروات متواضعة لا تتيح الرفاهية ولا التطور التقني المتميز، والمهم هو مزيد من الزيجات وما ملكت الأيمان ولحم ضأن مما يشتهون، السلام على موصل الأمس ولا مرحبا بغد الأقفاص”.