فُجع السوريون هذا الصباح بمشهد 70 من المعتقلين المعدمين بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، وذلك بعد سيطرة الثوار على المقر الرئيسي لداعش حلب وهو مستشفى العيون بمنطقة قاضي عسكر من حلب قبل إنسحاب مقاتلي داعش من المكان، وتحرير 300 آخرين من الناشطين والإعلاميين والثوار والمدنيين.
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها اذ تعدم داعش المعتقلين لديها قبل الإنسحاب من المقرات، فقد حدثت من قبل في منطقة حارم من ريف إدلب الإسبوع الماضي.
الناشط ميلاد شهابي المحرر من مستشفى العيون قال: ” عناصر الدولة أصابت بالرصاص عنصرين من الشرطة العسكرية التابعة للواء التوحيد ما أدى إلى تبادل إطلاق نار بأسلحة ثقيلة ومن ثم هروب عناصر الدولة من المقر، و بعد هروب عناصر الدولة من المقر استطعنا الخروج وذهبنا باتجاه المقبرة ثم إلى حلب القديمة و التقينا بالثوار “.
جاء ذلك بعد رسالة الناطق باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – أبو محمد العدناني البارحة، والتي كانت صادمة بكل المقاييس لكل الكتائب والفصائل المقاتلة في سوريا، خاصة بعد ظهور بصيص أمل باتفاقية برعاية جبهة النصرة لإيقاف الإقتتال الحاصل الأمر الذي نسفه البيان الصوتي.
الرسالة التي جاءت لاذعة هاجم فيها العدناني معظم التشكيلات والفصائل المقاتلة، إضافة إلى التشكيلات السياسية بما فيها الإئتلاف والمجلس الوطني، حيث قال العدناني: ” إن دولة الاسلام في العراق و الشام تعلن أن الائتلاف و المجلس الوطني مع هيئة الأركان و المجلس العسكري هي طائفة ردة و كفر وقد أعلنوا حرباً ضد الدولة الاسلامية، لذا فكل من ينتمي لهذه الكيانات فهو هدف مشروع لنا في كل مكان مالم يعلن على الملأ تبرئه من هذه الطائفة و قتال المجاهدين ” معلناً مكافأة لكل من يقطف رأساً من رؤوسهم وقادتهم، وأضاف: ” أعداء الأمة يكيدون للجهاد بالشام نفس الكيد الذي كادوه في العراق قبل سنين و لقد تنبه المجاهدون لذلك الكيد في حينه و حذروا منه وما زالوا يحذرون “.
وهاجم كذلك التشكيلات العسكرية إسلامية وغير إسلامية فقال: “يا من تعرفون بجيش المجاهدين وجبهة ثوار سورية ومن دفعهم واعانهم او قاتل معهم، حتى من الكتائب التي ترفع رايات اسلامية، من غرر بكم؟ من ورطكم فتوقعوا على قتال المجاهدين وتغدروا بالموحدين؟ “.
مضيفاً أن كل من يقاتل الدولة هم صحوات و خائنون، متوجهاً لهم بالقول : ” يامن تقاتلونا توبوا فلكم الأمان منا و إلا فاعلموا أن لنا جيوشاً في العراق و جيشاً في الشام من الأسود الجياع “.
وتأتي كلمة العدناني بعد رسالة أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة في بلاد الشام التي قال فيها أن الأمة فجعت لما حصل من اقتتال بين المجاهدين، مضيفاً أن هذا الصراع سيدفع ثمنه كل مقاتل و كل مدني و كل مأسور لدى النظام و كل جبهات حلب و حمص و دمشق وفي المحصلة ستدفع ثمنه الساحة الجهادية و سينتعش النظام و الرافضة و سيجد لهم موطئ قدم إذا لم يتدارك الأمر.
الجولاني حمّل سياسات الدولة الخاطئة مسؤولية ما حصل قائلا أن السياسات الخاطئة التي يعتمدها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام كان لها دور بارز في تأجيج الصراع، مضيفاً عدم وجود صيغة شرعية معتمدة بين الفصائل البارزة تنصاع لها القوى، مما زاد في تراكم الفجوات دون الوصول إلى حل في معظم الاشكالات و على سبيل المثال أمير الجبهة في الرقة و هو الآن بين معتقل أو شهيد.
وكانت كتائب الثوار قد بدأت حملة لطرد تنظيم داعش من كافة مقراته وحواجزه في الشمال السوري بأكلمه، لتستمر المعارك في يومها الثامن دون توقف وينجح الثوار في السيطرة على أهم المعاقل في حلب وريفها وريف إدلب منها ومن أهمها مدينتي الدانة وأطمة، فيما زالت معارك أخرى محتدمة في مناطق من ريف إدلب و حلب والرقة التي تعتبر المدينة الأهم لداعش.
القيادي في الجيش الحر محمد أبو أحمد قال لوكالة الأناضول أنهم عززوا مواقعهم في مدينة مارع – الواقعة على بعد 35 كيلومترا من حلب – وقال:”سنعمل من خلال الصبر، واتباع بعض الاستراتيجيات، على الحد من سفك الدماء، لا نرغب بالاشتباك مع داعش، لا نريد حتى أن يجرح إصبع، أي شخص قدم إلى سوريا لمحاربة النظام، ولكن التنظيم يتهم المعارضة بأنها غير مسلمة، ويعمل لفرض قواعد ليست من الاسلام في شيء”.
ويضيف أبو أحمد :”بينما نشتبك نحن مع النظام على الجبهات، كانت الدولة – يقصد داعش – تسعى لإعلان إمارتها في الرقة، المناطق التي استعدناها من النظام بدمائنا، سعى التنظيم للسيطرة عليها دون قتال، وضعوا الخطط لإسقاطنا قبل أن نسقط الأسد، فلنتخلص من الأسد أولا ونتحاسب لاحقا، والمحق بيننا فليبقى، لايمكن لأحد أن يبقى من خلال ظلم الناس، وفرض رؤيتهم الخاصة.”
وكانت المعارك إشتعلت بين كتائب الثوار التي اتحدت بشكل غير مسبوق ضد داعش بعد مقتل القيادي في حركة أحرار الشام الدكتور أبو ريان تحت التعذيب في سجون داعش، تبعها محاولة داعش السيطرة على منطقة الأتارب من ريف حلب، ليخرج النشطاء في “جمعة أبو ريان شهيد الغدر” ويرد الثوار بشكل سريع لتخسر داعش معظم مقراتها ومدنها خلال أسبوع واحد.