احذر.. الغزاة قادمون!

pasted_image_at_2016_10_27_10_36_am

الغزاة قادمون، ولكنهم ليسوا أي غزاة، إنهم فضائيون، وقادمون من أماكن بعيدة ومظلمة في الفضاء، ولديهم هدف واحد وهو استعمار كوكب الأرض، واستنزاف موارده، أو أخذه كوطن جديد لهم بعد دمار كوكبهم الأصلي، ولكن هذا يعد بمثابة أخبار سيئة للبشر، فالغزاة لا يريدون مشاركة الأرض مع غيرهم، وبالتالي وقبل استعمارهم للأرض لا بد من فعل أمر واحد وهو القضاء على البشر وحضارتهم، نعم، إنها أخبار سيئة وتحمل بين طياتها فناء البشر.

تعد تيمة الغزاة الفضائيين واحدة من أشهر التيمات الفرعية لأدب الخيال العلمي، وقد ساهم بحد كبير هربرت جورج ويلز بروايته الناجحة آنذاك “حرب العوالم 1898” على انتشار هذا النوع من الأدب أكثر وأكثر، كما كانت الرواية تعد بمثابة مرجع وإحالة رمزية للإمبراطورية البريطانية واستعمارها للعديد من البلدان، وقد قام المخرج أورسون ويلز بتحويلها لمسرحية إذاعية في عام 1939م، وقد كانت من قوة الإقناع حتى ظنها الكثيرون تقاريرًا إخبارية عن غزو مريخي حقيقي وهو الأمر الذي أسفر عن موجة ذعر حقيقة بين الناس.

كما قام أيضًا عدد من كتاب القرن العشرين بكتابة قصص قصيرة وروايات تنتمي إلى هذا النوع ترمز إلى تخوفاتهم في أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي مثل “سادة الدمى Puppet Masters” لـ روبرت هاينلاين، و”من يذهب لهناك Who Goes there” لجون. دبليو. كامبل، والتي قام جون كانبنتر بتحويلها لفيلم بعنوان “الشيء The Thing“، وربما لهذا السبب لا يأتي الفضائيون في سلام.

في القائمة التالية سنعرض 5 من أشهر أفلام الغزو الخارجي:

حرب العوالم War of the worlds

“لم يكن أحد ليصدق أن في بدايات القرن الواحد والعشرين، أن عالمنا كان مراقبًا بواسطة كائنات تفوقنا ذكاءً، وبينما انشغل البشر باهتمامتهم المتعددة، كانوا يراقبوننا ويدرسوننا بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر بواسطة الميكروسكوب بمراقبة الكائنات الدقيقة التي تنتشر وتتكاثر داخل قطرة الماء، وبمنتهى الرضى عن النفس، عاش البشر طولًا وعرضًا على كوكب الأرض واثقين من هيمنة إمبراطوريتنا على هذا العالم، ولكن عبر هذا الفضاء الفسيح  كانت هناك كائنات أرقى ذكاءً ولكنها باردة الإحساس لا تكن تعاطفًا مع الأرض، وإنما تنظر لكوكبنا بعيون ملؤها الحسد وهي تنسج خططها في خطوات وئيدة واثقة ضدنا”.

تعد هذه جملة الافتتاحية في هذا الفيلم، مقتبسًا عن الرواية الكلاسيكية لهربرت جورج ويلز، ومن إخراج ستيفن سبيلبيرغ، ومن بطولة توم كروز وتيم روبينز.

تدور أحداث الفيلم حول راى فيرير وهو أب مطلق تم إبعاده عن أبنائه، تقوم زوجته السابقة بإحضار أولاده إلى منزله لكي تتمكن من زيارة أهلها في بوسطن، وسرعان ما تبدأ أمور غريبة في الحدوث، تغير في الطقس، برق يضرب نفس المكان أكثر من مرة، ثم يأتي الهلع من الأسفل، ماكينات ضخمة بثلاثة أرجل، تطلق أشعة ليزرية في كل مكان، وهنا يبدأ الغزو. يحاول راي إنقاذ أبنائه وإخراجهم بعيدًا عن الخطر الداهم.

هجوم المريخ Mars Attack! 1996

 لقد أتينا في سلام!

المريخيون الأكثر طرافة والأكثر رعبًا الذين يمكنك أن تقابلهم على الإطلاق، الفيلم من إخراج تيم برتون وبطولة جاك نيكلسون، وهو مقتبس عن سلسلة بطاقات تبادل تحمل نفس الاسم صدرت في الستينات.

يعد الفيلم أحد أفلام الخيال العلمي الكوميدية القليلة وإن كانت كوميديا سوداء ممزوجة بالسخرية السياسية وربما لا ينافسها في هذا النوع غير سلسلة Men In Black.

تدور أحداث الفيلم عن غزو المريخيين للأرض، ولكنهم أكثر مكرًا، فعند استقبال السفير المريخي يبلغ البشر بتلك الرسالة “لقد أتينا في سلام”، فيطلق أحد الحضور حمامة كرمز للسلام بين المريخيين والأرضيين، ولكن بالنسبة للمريخين كانت هذه الحمامة سببًا كافيًا لإخراج أسلحتهم الليزرية وقتل الجميع.

حافة الغد Edge of Tomorrow 2014

مقتبسًا عن سلسلة روايات ومانغا يابانية بعنوان All you Need is kill لهيروشي ساكورازكا، يأتي واحد من أفضل أفلام الخيال العلمي في السنوات الماضية، من بطولة توم كروز وإيملي بلانت، وإخراج دوج ليمان.

تدور أحداث الفيلم حول غزو فضائي حدث للأرض من قبل كائنات تدعى الـ Mimics لتضع قبضتها على أغلب قارة أوروبا، ولكن بطريقة ما تمكن البشر من إيقافهم عند القناة الإنجليزية.

يقوم توم كروز بإداء شخصية الرائد “ويليام كيج”، وهو ضابط علاقات عامة بدون خبرة قتالية إلا أنه يجبر من قبل رؤسائه على المشاركة في عملية واسعة النطاق – أشبه بإنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية – لدحر الفضائيين.

ولافتقاده لتلك الخبرة يموت في القتال إلا أنه يعود للحياة مجددًا ويجد نفسه عالقًا في حلقة زمنية Time loop، يحاول ويليام استغلال تلك الميزة لهزيمة الكائنات الفضائية.

حافة الهادئ  Pacific Rim 2013

هذه المرة يبدأ الغزو من مكان مختلف ومغاير لكل التوقعات، فالفضائيون لا يأتون من السماء في سفن ضخمة بحجم المدن، أو عبر أعمدة من البرق ليهبطوا إلى باطن الأرض ليركبوا آلات الدمار الخاصة التي قاموا برزعها منذ آلاف السنين، لا، هذه المرة يأتي الغزو من المحيطات، من المحيط الهادئ، حيث تتكون بوابة بين الأبعاد تربط بين كوكب الأرض، وعالم الفضائيين الغزاة.

كايجو – وهي كلمة يابانية تعني الوحش – هو المصطلح الذي تم إطلاقه على تلك الوحوش الفضائية الضخمة، وربما يكون السبب في إطلاق ذلك المسمى هو أن تصاميم الوحوش هي أقرب لوحوش أفلام غودزيلا اليابانية القديمة.

تدور أحداث الفيلم في المستقبل في إطار خيال علمي يجمع ما بين وحوش الفضاء “الكايجو”، ومقاومة البشر لها، ونظرًا إلى أنها ضخمة بحق، فكان على البشر أن يخترعوا شيئًا ما يجابهها بفعالية، وهنا جاء سلاح الياغر – الصياد – وأقرب توصيف لها آلات محاربة ضخمة وهي تعرف بالميكا.

الفيلم من إخراج ديل تورو، وقام بكتابته بالمشاركة مع ترافيس بيكهام، ومن بطولة تشارلي هونام وإدريس إلبا، كما أنه من المتوقع صدرو جزء ثاني له في عام 2018.

الموجة الخامسة The 5th Wave 2016

لعل رواج ونجاح سلاسل روايات اليافعين والأفلام المقتبسة عنها مثل ألعاب الجوع وراكض المتاهة هو ما دفع بالمنتجين إلى شراء حقوق رواية الموجة الخامسة، وهي رواية للكاتب الأمريكي ريكي يانسي.

ومثل تلك الفئة من الأفلام لا بد من أن يكون هناك خطًا عامًا رومانسيًا، فبدلًا من مصاصي الدماء أو المذئوبين، يتم استبدالهم بكائنات فضائية، وهو ما يتم تعريفهم في ذلك العمل باسم Others، وبالرغم من ذلك إلا أن الفيلم يأخذ منحى مختلفًا عن نوعية أفلام اليافعيين، فهنا البشرية تواجه خطر الفناء الكامل من قبل غزو فضائي، ولعل ما يميز الفيلم أيضًا هو إدراجه لفكرة “خاطفي الأجساد” التي غابت كثيرًا عن سينما أفلام الخيال العلمي في الفترة الأخيرة.

وبالرغم من الانتقادات التي وجهت للفيلم، إلا أنه تمكن من تحقيق نجاح جماهيري، وإيردات تصل إلى 110 مليون دولار.

الفيلم من إخراج جي بلايكسون وبطولة النجمة الصاعدة كلوى مورتيز.