انطلقت مجددًا معركة في سوريا على جبهة حلب تحت اسم “ملحمة حلب الكبرى”، والتي كانت قد أعلنت عنها جماعات معارضة مسلحة في وقت سابق.
هذه الملحمة بدأت بالتمهيد بالأسلحة الثقيلة على جبهات حلب الغربية، وتحديدًا على ضاحية الأسد ومعمل الكرتون تمهيدًا لاقتحامهما، وذلك بحسب ما أكدت الفصائل المشاركة في المعركة وفي مقدمتها جبهة فتح الشام، و حركة أحرار الشام، وحركة نور الدين الزنكي، وفيلق الشام وتجمع فاستقم كما أمرت.
هدف هذه المعركة هو كسر الحصار عن مدينة حلب أولًا، وقد قد تمكنت الفصائل المسلحة المعارضة من تدمير مدفع لقوات النظام، وقتل عناصره، وذلك على جبهة جمعية الزهراء، كذلك اغتنموا دبابة من طراز ”t72” من حاجز ساتر المستودع وذلك بعد السيطرة عليه غرب المدينة.
وقد استطاعت المعارضة أيضًا كسر الخطوط الأولية لضاحية الأسد والسيطرة على المباني الأولى لها، ومن أبرز ما يميز المعركة ضد النظام السوري والمليشيات الموالية له هذه المرة، استخدام صواريخ الكاتيوشا، والجراد لأول مرة في تاريخ الثورة السورية بهذه الكثافة.
جدير بالذكر أن المدينة السورية المحاصرة تتعرض لعدوان وحشي من قوات الأسد والميليشيات المشتركة معها في حصار المدينة، وذلك بغطاء من الطائرات الروسية.
تكتيكات جديدة للمعارك
يتمثل الهدف الرئيسي لهذه المعركة المتجددة هو كسر الحصار عن أكثر من ٣٠٠ ألف مواطن سوري محاصرين داخل مدينة حلب، بالإضافة إلى تحرير مناطق من قوات النظام، والتي يدخلها الثوار لأول مرة مثل “ضاحية الأسد” وغيرها من المناطق في مرحلة أولية.
وقد اختارت المعارضة المسلحة في هذه المعركة محاور يستطيعون فيها تحييد الطيران (الروسي – النظامي) الذي يتسبب بالفتك في المدينة منذ أشهر، وذلك من خلال التوغل في عمق مناطق مبنية، لأن وجود المباني -والحديث هنا ليس عن مبان سكنية- يحرم الطيران الروسي من فاعليته.
وتقول الفصائل المعارضة أن هذا قد بدا واضحًا من خلال عجز قوات نظام الأسد اقتحام مشروع ١٠٧٠ شقة حتى الآن، الذي حرره الثوار في معركة كسر الحصار الأولى، فيما استطاع احتلال المناطق المكشوفة بسبب غطاء الطيران.
يضاف إلى ذلك توقيت المعركة في يوم غائم ممطر، مما يقلل أيضًا من قدرة وفعالية طيران الروس، مع وجود وسائل مساعدة كحرق الإطارات.
انطلقت المعركة في أكثر من محور، وأعلن المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية في حلب أن فصائل الجيش الحر وجيش الفتح تمكنت من السيطرة على مناشر منيان غرب مدينة حلب بعد قصف تمهيدي كثيف مع انطلاق المعركة أدى لانسحاب قوات الأسد وعناصر حزب الله في المنطقة، كما تمكنت الفصائل من التقدم على أبواب ضاحية الأسد كبرى معاقل النظام والسيطرة على حاجز الصورة غربي حلب، لتكسر بذلك الخطوط الأمامية لقوات الأسد بحسب المكتب.
من جهة أخرى أعلنت الفصائل المقاتلة ضمن غرفة فتح حلب عن بدء القصف التمهيدي لمواقع الأسد في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين قامت فصائل الجيش لحر وجيش الفتح باستهداف الأكاديمية العسكرية ومدرسة المدفعية بعشرات صواريخ الغراد، وهو ما حقق إصابات مباشرة ضمن معركة ملحمة حلب الكبرى.
وتزامنًا مع شن المعارضة هجومًا على ريف حلب الغربي، بدأت مجموعات أخرى تمهيدًا مكثفًا بالصواريخ ومدافع الهاون على كتيبة المدفعية وتلة أحد في ريف حلب الجنوبي، كما أظهرت صورًا ومقاطع فيديو استهداف مطار النيرب العسكري التابع للنظام براجمات الصواريخ، بهدف تشتيت النظام وشل حركة المطار.