جاء إعلان رئيس وزراء لبنان السابق، ونجل رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، دعمه لترشيح العماد ميشيل عون رئيسًا للجمهورية، ليحمل الأمل في إسدال الستار على الفراغ الرئاسي الأطول في تاريخ لبنان، منذ خلو المنصب بعد الرئيس ميشال سليمان في مايو 2014.
عامان ونصف العام على شغور كرسي الرئاسة، تخللهم ما يقرب من 40 جلسة برلمانية فاشلة لاختيار اسم الرئيس الجديد، خلفوا الكثير من الأزمات التي عرقلت المسيرة اللبنانية في العديد من المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية، لتأتي تصريحات الحريري لتحرك المياه الراكدة في هذا الملف الشائك.
تغير موقف الحريري أثار الكثير من الجدل، وفرض بعض التساؤلات حول ما يحمله من دلالات، لا سيما المتعلقة بموقف الدول الغربية من هذه الخطوة، فضلاً عن مؤشرات مثل هذا القرار المفاجئ فيما يتعلق بالنفوذ السعودي داخل لبنان، وعلاقة فريق الـ 14 من آذار الذي يرأسه نجل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، بالرياض، بعد حالة التوتر التي شهدتها تلك العلاقة في الآونة الأخيرة.
أزمة الشغور الرئاسي
منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان في مايو 2014، وبات كرسي الرئاسة مطمعًا وهدفًا للعديد من القوى السياسية، وبالرغم من كثرة عدد المتنافسين على المنصب، إلا أنه يوجد لاعبان أساسيان في حلبة الصراع ، الأول هو فريق الثامن من آذار، الذي يضم حزب الله والأسماء الداعمة له، وأبرزهم نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، ورئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، وسحب هذا الفريق على إيران، دعمًا وإدارة، أما الفريق الثاني، فهو قوى الـ 14 من آذار، بزعامة تيار المستقبل، الذي يترأسه سعد الحريري والمحسوب على المملكة العربية السعودية.
وخلال العامين والنصف الماضيين، كانت جلسات البرلمان اللبناني ساحة للتراشق الإعلامي والسياسي بين القوتين المتنافستين، ومن ثم بات الحديث عن اختيار رئيس جديد للبنان مسألة غاية في الصعوبة إن لم تكن مستحيلة طالما لم يكن هناك توافق بين الفريقين.
بالرغم من الاتفاق الإعلامي المعلن بين الرياض وطهران بشأن عدم التدخل في اختيار رئيس لبنان القادم، وأن الكرة في ملعب القوى السياسية اللبنانية، إلا أن تأثير ونفوذ كلتا القوتين على الفرق التابعة لها كان له أبلغ الأثر في عرقلة أي خطوة نحو إحداث انفراجة في الأزمة
سياسة الصيد في الماء العكر التي تنتهجها القوى الفاعلة في المشهد السياسي اللبناني دفعت بعض المحللين المقربين من دوائر صنع القرار في بيروت إلى التأكيد على أن آفاق الاستحقاق الرئاسي مسدودة، ولا يوجد انفراجة قريبة لملء هذا الشغور.
ومع ذلك فإن الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهذا الملف تعي جيدًا أن أزمة الرئاسة في لبنان طويلة وممتدة ولا يمكن تحريكها حاليًا، دون التوصل إلى اتفاق داخلي بين القوى السياسية، وهو أمر كان من الصعب حدوثه في الفترات السابقة، لا سيما في ظل انشغال حزب الله بالأزمة السورية وهو ما يجعل إجراء أي انتخابات داخل لبنان هذه الأيام، خارج نطاق حساباته السياسية.
وبالرغم من الاتفاق الإعلامي المعلن بين الرياض وطهران بشأن عدم التدخل في اختيار رئيس لبنان القادم، وأن الكرة في ملعب القوى السياسية اللبنانية، إلا أن تأثير ونفوذ كلتا القوتين على الفرق التابعة لها كان له أبلغ الأثر في عرقلة أي خطوة نحو إحداث انفراجة في الأزمة.
وبعد هذا السجال الذي استمر ما يقرب من 29 شهرًا، استيقظ اللبنانيون على إعلان سعد الحريري، رئيس فريق الـ 14 من آذار، دعمه وتأييده لترشيح ممثل فريق الثامن من آذار، العماد ميشال عون، رئيسًا للجمهورية، ليثير الكثير من التساؤلات، مقتربًا من إنهاء هذه الأزمة التي دفع الشعب اللبناني فاتورتها بأغلى الأثمان.
عامان ونصف ولبنان بلا رئيس
عون.. تاريخ مثير للجدل
يعد ميشال عون من أكثر الشخصيات السياسية العسكرية المثيرة للجدل في لبنان، وهو ما يفسر حجم القلق من ترشحه للرئاسة كما سيأتي لاحقًا، ولد عون في 17 فبراير 1935، وكان قائدًا للجيش في الفترة من 23 يونيو 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988.
شكّل عام 1988 علامةً مهمة في سيرته السياسية، حين كلفه رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل بتشكيل حكومة انتقالية تتولى التحضير لانتخابات رئاسية تعذر إجراؤها في موعدها، وخلال ولايته للحكومة والتي لم تدم أكثر من عامين، خاض خلالهما حربين مدمرتين، الأولى كانت ضد “القوات اللبنانية”، وكانت الطرف المسيحي الأقوى عسكريًّا في تلك الفترة، بهدف تجريدها من سلاحها، الذي كان يدعو إلى حصره في يد القوات الرسمية الشرعية في البلاد، وقد تركت هذه الحرب أثرًا عميقًا بين المسيحيين الذين انقسموا منذ ذلك الحين بشكل حاد حيال رئيس حكومتهم، والثانية ضد القوات السورية التي كانت بلبنان فيما سميت بـ “حرب التحرير” وذلك في مارس 1989، وهي الحرب التي جعلته قائدًا في عيون المسيحيين الذين ضاقوا كثيرًا من التدخل السوري في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية، لكن تلك الحرب لم يكتب لها النصر، فقد أدى تدخل دولي، وسعودي خصوصًا، إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب الأهلية اللبنانية، عرف بـ “اتفاق الطائف”، وهو ما رفضه عون واعتبره مساسًا بالسيادة اللبنانية، لتضيق القوات السورية بعدها الخناق عليه حتى هربه إلى منفاه في باريس، والذي استمر فيه حتى مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005.
شكّل عام 1988 علامةً مهمة في سيرته السياسية، حين كلفه رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل بتشكيل حكومة انتقالية تتولى التحضير لانتخابات رئاسية تعذر إجراؤها في موعدها
عاد عون من منفاه في مايو 2005 بعد 15 عامًا قضاها في باريس، وعند عودته إلى لبنان استقبله عدد كبير من مناصريه في المطار، وخاض بعدها الانتخابات النيابية التي أجريت في العام 2005 ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبًا، وهي ثاني أكبر كتلة في البرلمان، وفي انتخابات عام 2009 تمكن من زيادة عدد نواب تكتل التغيير والإصلاح إلى 27 نائبًا.
ومنذ أن تولى عون منصب رئيس تكتل التغيير والإصلاح بالبرلمان اللبناني، بات الرهان الأقوى لدى فريق الثامن من آذار، والمرشح الأقوى لملء الفراغ الذي تركه ميشال سليمان، في ظل دعم إيراني منقطع النظير، ومساندة عسكرية وسياسية من حزب الله.
العماد ميشال عون المرشح الأقرب لرئاسة لبنان
ترحيب روسي سوري وشكوك أمريكية
لم تلق تصريحات الحريري الداعمة لترشيح عون رئيسًا للبنان بظلالها على الشارع السياسي المحلي فحسب، بل تعدت إلى المجتمع الدولي والقوى المؤثرة في تحريك خيوط اللعبة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تباينت ردود الفعل حيال اختيار الجنرال العسكري السابق لقيادة لبنان في هذه المرحلة الحساسة والخطرة في نفس الوقت.
ففي أول تعليق للولايات المتحدة الأمريكية حول ترشيح عون، قال وزير الخارجية جون كيري بأن لديه شكوكًا بإمكانية وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، ما يعطي انطباعًا سلبيًا حول موقف البيت الأبيض من المرشح اللبناني، وهو ما جسدته السفيرة الأمريكية في بيروت للرئيس الحريري عندما استقبلها في بيت الوسط، حسبما نشرت صحيفة الديار اللبنانية.
أما على الجانب الروسي، فقد رحب سفير موسكو لدى بيروت أمام زواره بخيار الرئيس الحريري ودعمه لعون، مؤكدًا على دعم الرئيس بوتين لعون ودعوته لزيارة موسكو في أول مناسبة قادمة.
وبحسب الديار اللبنانية أيضًا، فإن بشار الأسد قد يرسل موفدًا رفيعًا لتهنئة العماد ميشال عون في الرابية مع وفد سوري مدني، وسيتم استقبال الوفد بشكل رسمي على الحدود اللبنانية – السورية، لتكون أول خطوة لإلغاء الجفاء والقطيعة بين لبنان وسوريا، حسبما أشارت الصحيفة.
رحب سفير موسكو لدى بيروت أمام زواره بخيار الرئيس الحريري ودعمه لعون، مؤكدًا على دعم الرئيس بوتين لعون ودعوته لزيارة موسكو في أول مناسبة قادمة
وداخليًا، فقد أعلن نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، وأحد أبرز القيادات بفريق الثامن من آذار، أنه لن ينتخب العماد ميشال عون، لكنه في الوقت نفسه لن يعلن تأييده لمرشح آخر، ومن المتوقع حسبما أشارت بعض الصحف أن رئيس مجلس النواب سيصوت بورقة بيضاء ولن يعطي صوته لعون، وسيكون على الحياد بوصفه رئيسًا للسلطة التشريعية.
أما فيما يتعلق بردود فعل السنة من اللبنانيين، فقد تعهد الرئيس الحريري باستيعاب ردة فعلهم خلال الشهرين القادمين، من خلال العمل على توفير الخدمات لهم، وتلبية مطالبهم، وامتصاص أي تحركات قد تؤثر على مسيرة لبنان السياسية والأمنية قدر المستطاع.
تراجع النفوذ السعودي
أثار قرار الحريري الجدل حول النفوذ السعودي داخل لبنان، وما إذا كان هذا القرار رد فعل تجاه المواقف السعودية الأخيرة ضد لبنان عامة، وضد رئيس الحكومة اللبناني نفسه.
الخبراء أشاروا إلى أنه انطلاقًا من مبدأ البحث عن المصالح الخاصة تحرك الحريري، فقبل أسبوعين تقريبًا ما كان يدور بخلد الحليف الأكثر قربًا للرياض أي ملامح لهذا القرار، ما يعزي الرأي الذي يقول إن الرجل قد أجبر على هذه الخطوة، بسبب المشكلات التي تواجهها شركته، “سعودي أوجيه”، ومقرها السعودية، وهي العمود الفقري لشبكته السياسية في لبنان
لبنان لم يعد أولوية لدى السعودية، والسعودية لم تعد تدعم حلفاءها في لبنان، وبالتالي أصبح حليفها سعد الحريري في موقف ضعيف
و”سعودي أوجيه” هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة “الحريري” وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء التباطؤ في قطاع البناء السعودي المرتبط بهبوط أسعار النفط مما أدى إلى خفض الإنفاق الحكومي وتسبب في تسريح موظفين من تيار المستقبل.
كما أن الدور الذي يقوم به حزب الله في سوريا واليمن والعراق، وما حققه في الآونة الأخيرة من نجاحات نسبية، ساهمت بشكل كبير في إخراج لبنان من أولويات السعودية، وهو ما أكده المحلل السياسي بجريدة النهار اللبنانية، الكاتب الصحفي نبيل أو منصف بقوله: لبنان لم يعد أولوية لدى السعودية، والسعودية لم تعد تدعم حلفاءها في لبنان، وبالتالي أصبح حليفها سعد الحريري في موقف ضعيف، ويضيف: قبول ميشال عون يعد هزيمة لمعسكر الحريري، فهناك منتصر مهزوم، وهذا الشيء الذي دومًا يجلب العواقب الوخيمة في لبنان.
ومن ثم فسّر المحللون موقف الحريري بأنه تراجع واضح للدور السعودي في لبنان، فالرياض المنهكة في اليمن وسوريا، والذي تواجه حربًا في عدة جبهات مفتوحة، ليس بموسوعها الالتزام بدعم حلفائها في لبنان، خاصة بعدما أبدته من تجاهل واضح لهم، تمثل في إيقاف الدعم العسكري الذي كانت تقدمه للجيش اللبناني في السابق، وهو ما أثر بصورة سلبية في نظرة اللبنانيين للسعودية، في الوقت الذي تسرع فيه إيران لسحب البساط من تحت أقدامها بعقد العديد من الصفقات السياسية والاقتصادية مع حلفاء الرياض السابقين.
وقف المساعدات السعودية للجيش اللبناني أفقد الرياض الكثير من نفوذها
شبح الانقسام
“مطروح جدّيًا أن يصبح ميشال عون رئيسًا للجمهورية في لبنان، لا يشكّل ذلك خطرًا على الجمهورية اللبنانية، أو على الأصح، ما بقي منها، بمقدار ما يشكّل خطرًا على مستقبل لبنان كدولة مستقلّة وعلى علّة وجوده كدولة مستقلّة سيّدة تنتمي إلى محيطها العربي..” بهذه الكلمات استهل الكاتب والمحلل خير الله خير الله مقاله بصحيفة “ميدل إيست أونلاين” معلقًا على اختيار عون رئيسًا للبنان.
خير الله استعرض في مقاله بعض الأحداث التي تستدعي رفض أن يكون عون رئيسًا للجمهورية، منها ما حصل قبل أيام قليلة في ذكرى يوم الثالث عشر من أكتوبر 1990 في لبنان، ذكرى توفير ميشال عون كل الأسباب التي مكنت النظام السوري من فرض وصايته الشاملة على لبنان، حيث وُجد للأسف الشديد من يحتفل بالهزيمة، أي بدخول القوات السورية قصر بعبدا، ووزارة الدفاع، بفضل البطولات التي ارتبطت بقائد الجيش وقتذاك، أي بميشال عون.
وتابع: مجرّد حصول مثل ذلك الاحتفال، وهو احتفال بالهزيمة، يكشف أن لبنان بلد العجائب والغرائب، وهناك شخص اسمه ميشال عون يحتفل بهزيمة تسبب بها بدل أن يعتذر من اللبنانيين، خصوصًا من المسيحيين منهم، ويعلن توبته عن التعاطي في كلّ ما له علاقة بالسياسة، هل في العالم بلد آخر غير لبنان، يوجد فيه من يحتفل بالهزيمة العسكرية والسياسية التي لحقت بشخصه وبالبلد؟ هل في العالم بلد يكافئ شخصًا على إلحاق الذل بشعبه؟ هل من ذل أكبر من هذا الذل الذي يجعل في الإمكان أن يكون ميشال عون الذي ليس مجرد أداة إيرانية، بل أداة لدى أداة إيرانية (حزب الله)، رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد رجال مثل بشارة الخوري وكميل شمعون وحتى شارل حلو؟
الوصاية الإيرانية
هناك قلق آخر لدى اللبنانيين من أن يكون عون أداة في يد الإيرانيين لبسط المزيد من نفوذهم، فضلاً عن الترقب من أن يصبح القرار السياسي لبيروت بيد عمائم طهران، وهو ما حذر منه وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي، والذي أشار إلى أن وصول النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية أمر مرفوض لأنه يعرض البلاد للمزيد من الانقسامات.
ريفي أكد في تصريحات صحفية أن وصول عون إلى قصر بعبدا، أو أي مرشح للنفوذ الإيراني مرفوض، وسيعرض البلد للمزيد من الانقسامات وسيؤدي إلى اختطاف الدولة والمؤسسات وتسخيرها لخدمة النفوذ الإيراني، قائلاً: لقد خبرنا ما فعله حزب الله ومرشحه الرئاسي بالدولة وبالمؤسسات قتلاً وشللاً وغزوات لبيروت والجبل، ومحاولة لتعطيل المحكمة الدولية، وانتشارًا للسلاح وسرايا السلاح”.
وصول عون إلى قصر بعبدا، أو أي مرشح للنفوذ الإيراني مرفوض، وسيعرض البلد للمزيد من الانقسامات وسيؤدي إلى اختطاف الدولة والمؤسسات وتجييرها لخدمة النفوذ الإيراني
وزير العدل اللبناني طالب أيضًا بتفعيل سبل المقاومة السلمية في وجه ما سمّاه “الوصاية الإيرانية على لبنان”، مضيفًا “إن الأخطار التي تهددنا كبيرة، ونحن وإياكم لها بالمرصاد، فلا الترهيب يخيفنا ولا الترغيب يغرينا، سنحافظ على وجودنا وسنحافظ على هويتنا اللبنانية وعلى عروبتنا وعلى عيشنا المشترك”.
وقال: “لا شك أننا نمر بأصعب مرحلة منذ 14 فبراير 2005، نحن اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن نعود إلى المرحلة التي سبقت اغتيال الشهيد رفيق الحريري مع إميل لحود آخر الذي هو مرشح وصاية السلاح الإيراني، أو ننتصر لوطننا ونقف وقفة العز كما فعلنا بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري فنمنع تكرار المأساة”.
وهكذا يبدو أن القرار الذي أعلن عنه الحريري وإن كان خطوة لإسدال الستار عن هذه الأزمة التي امتدت لعامين ونصف العام تقريبًا، إلا أنه في نفس الوقت يمثل خطورة ليست بالهينة، خاصة في ظل حالة الانقسام الواضحة في مواقف التيارات السياسية الداخلية فضلاً عن القوى الإقليمية والدولية.