هل تفجر تلعفر صراعًا إقليميًا بين تركيا وإيران؟

irq_367110792_1469895703

تمكنت قوات الحشد الشعبي الشيعية من السيطرة على قرى تقع شمال مدينة الحضر بالقرب من تلعفر بعدما أعلنت أمس السبت عن بدء الهجوم على مواقع تابعة لداعش غربي الموصل وتهدف العملية للسيطرة على مدينة الحضر وتل عبطة وصلال وصولا إلى تلعفر، ما أثارت هذه التحركات مخاوف من وقوع انتهاكات طائفية في تلعفر.

ويشارك في المعركة نحو 8 آلاف مسلح من مليشيات بدر والنجباء وسرايا عاشوراء وسرايا الجهاد وغيرها، وأفادت قيادة العمليات المشتركة أن مهمة الحشد الشعبي في تلعفر ستكون السيطرة على الحدود الرابطة بين الموصل وسورية، وبحسب تقارير إعلامية فإن ميليشيات الحشد تخطط لتجميع فصائلها في تلعفر للسيطرة على البلدة والانتشار فيها بعد استعادتها من داعش.

في الوقت الذي أعلنت فيه قيادة العمليات المشتركة عن تحرير الشورة بشكل كامل والتقاء القوات من أربعة محاور ورفع العلم العراقي على جميع المراكز الحكومية، بعدما قتلت ما بين 50 – 60 عنصرًا من عناصر تنظيم الدولة.

وبحسب مراقبون فإن التحركات العسكرية التي يقوم بها الحشد واستنفاره لفصائله الموجودة في محافظات جنوبي العراق للتوجه نحو تلعفر بغرض تعزيز معركتها التي بدأت في هذا المحور، يؤشر إلى أبعاد سياسية من المعركة، إذ ستشكل تلعفر بهذه الطريقة قاعدة للتحرك نحو مناطق الموصل وسورية وتنفيذ أجندات الحشد الخاصة به والتي تثير حنق وقلق العديد من الأطراف، كما أن هذا المخطط قد يهدد أمن الموصل والتعايش السلمي الذي تتمتع به الموصل بعد تحريرها من داعش.  

تركيا تحذر

أعلن الرئيس التركي أردوغان في كلمة له أمس بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية التركية أن تركيا تعتزم تعزيز قواتها المنتشرة في بلدة سيلوبي الواقعة على الحدود مع العراق وبين أن تلك القوات سيكون لها “رد مختلف” إذا أشاعت ميليشيات الحشد الشعبي الخوف في تلعفر العراقية.

وشدد أردوغان على أهمية تلعفر التركمانية بالنسبة لتركيا وأنها قضية حساسة بالنسبة لأنقرة وفي حال قام الحشد بأعمال إرهابية هناك ذكر أردوغان “سيكون جوابنا مختلفًا”، وسبق أن حذرت أنقرة مرارًا أنها ستتخذ إجراءات مختتلفة إذا وقع هجوم على المدينة التي تضم عددًأ كبيرًا من التركمان السنة.

إلا أن تركيا سبق وأن أعلنت أنها لن تسمح بدخول الحشد الشعبي إلى تلعفر أما وقد دخل الحشد البلدة فهذا يعد تراجعًا عن كلامها السابق بحسب مراقبون، والآن تشدد تركيا أنها لن تسمح بأي انتهاكات في البلدة التي يقطنها قرابة مليون تركماني.

والجدير بالذكر أن المعارك شهدت ركودًا في اليومين الماضيين في ظل حديث قيادات عسكرية عن معركة طويلة لاستعادة الموصل عكس التصريحات المتفائلة التي انطلقت في بداية المعركة.

تلعفر والصراع التركي الإيراني

الحشد الشعبي والمدعوم من قبل إيران يسعى لتعميق دوره في عملية الموصل والتوغل في مناطق جغرافية تحتل مكانة كبيرة عند إيران وقد تكون تلعفر بالنسبة للحشد أهم من استعادة مدينة الموصل نفسها لما تمثله بالنسبة لإيران من أهمية ديموغرافية واستراتيجية، ومن هذا المنطلق قد تكون المعركة مدخلًا لصراع إقليمي بين كل من إيران وتركيا. فبحجة محاصرة داعش ومنع هروبهم باتحاه سورية يسعى الحشد الشعبي للتوسع في تلعفر لتأمين خطها البرى نحو سورية أولًا، وثانيًا وجود سكان شيعة فيها.

وتشير تحليلات أن إيران استطاعت خلال الفترة الماضية من تأمين مناطق نفوذ تسيطر عليها ميليشيا الحشد الشعبي كما هو حاصل في ديالى التي تحكم من قبل ميليشيا بدر وكذلك في سامراء ومناطق استراتيجيية أخرى بينما تسعى إيران التوغل في تلعفر ضمن الهدف نفسه.

بينما يثير هذا الطرح المخاوف التركية التي أعلنتها حول احتمال تفجر صراع مذهبي واسع جراء مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل وتداعياته ستنعكس على أمن تركيا بالنتيجة، والذي قد يقسم المنطقة إلى محورين سني ممثلًا بالسكان التركمان والذي توجه لطلب الحماية من تركيا وشيعي ممثلًا بالسكان الشيعة وميليشيا الحشد الشعبي وتقف وراءه إيران، لذا فإن مدينة تلعفر تحمل خطورة استراتيجية قد تدفع تركيا للتدخل العسكري كما حصل في سورية من خلال درع الفرات واندلاع صراع بين طائفي بين إيران وتركيا.