يشهد قطاع التجارة الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت في تركيا تقدمًا كبيرًا مقارنة مع دول العالم المتقدمة، إذ بلغ حجم التجارة الإلكترونية في تركيا حسب إفادة رئيس جمعية المتاجر الإلكترونية في البلاد، ما يقارب الـ10 مليارات دولار أو 30 مليار ليرة تركية، وحسب ما أشار أفاد هاكان رئيس الجمعية فإن النصيب الأكبر في أسواق التجارة الإلكترونية كان من نصيب قطاع السياحة والسفر، حيث تشكل حجوزات الفنادق وتذاكر الطيران الحجم الأكبر من هذا السوق.
ولفت أورخان أن التسوق الإلكتروني وبيع التجزئة عبر الإنترنت في تركيا لا يتجاوز 2% من حجم التجارة الإلكترونية وهي نسبة تكاد تكون أقل من غيرها من الدول المتقدمة، فماذا عن التجارة الإلكترونية في العالم العربي؟
حجم التجارة الإلكترونية في تركيا يصل سنويًا لما يقارب 10 مليار دولار
التجارة الإلكترونية في العالم العربي
تشهد الدول العربية نموًا على صعيد التجارة الإلكترونية بمبيعات بلغت ما يقارب 15 مليار دولار سنويًا، حيث تستحوذ تذاكر السفر والأجهزة الكهربائية على 40% من حجم تلك التجارة عربيًا.
إلا أن العائق الرئيسي لنمو حجم التجارة في هذا القطاع هو عدم الثقة في بوابات الدفع والمخاوف من الاحتيال، إذ لا يزال نحو 43% من العرب لا يثقون في طرق الدفع المعمول بها على الإنترنت، وهذا ما يجعل نمو التجارة في العالم العربي متفاوت بين البلدان العربية ومحدود نوعًا ما، ففي البلدان المتطورة كما في دول الخليج تنتشر ثقافة التسوق عبر الإنترنت بكثرة من خلال استخدام البطاقات الائتمانية، فيما غابت تلك الثقافة في بلدان أخرى فضلوا طريقة الدفع النقدي بعد استلام السلعة.
في تقرير صادر عن مؤسسة بيفورت تضمن أربعة أقسام حول حال المدفوعات في العام 2015 وتضمن دراسة اتجاهات التغييرات في التجارة الإلكترونية وتوزع تلك التجارة على السكان في الدول العربية، ومن ثم استطلاع رأي للمتسوقين بالإضافة للتحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في العالم العربي وسبل التغلب عليها.
وبحسب الاستطلاع المجرى بشأن التسوق الإلكتروني عربيًا، فإن الخيار الأكثر شعبية بالنسبة للمتسوقين في المنطقة هو الدفع عند الاستلام، حيث يفضل تقريبًا 50% من المستطلعة آراؤهم هذه الطريقة من الدفع، وذكر التقرير أنها الأكثر انتشارًا في مصر، حيث تصل نسبة المستهلكين الذين يدفعون عند الاستلام إلى 70%، بينما ثلث المتسوقين في الإمارات يستخدمون طرق الدفع بالبطاقة الائتمانية، في حين تصدرت السعودية أسواق المنطقة من حيث الانتشار الواسع لباقات الدفع المصرفية بإجمالي 12.3 مليون مستخدم لبطاقات الائتمان والخصم المصرفية.
الدفع النقدي لا يزال يهيمن على التسوق التقليدي بنسبة 80% من المتسوقين
أما الدفع النقدي فلا يزال يهيمن على التسوق التقليدي بنسبة 80% من المتسوقين يدفعون بهذه الطريقة عند الشراء في المحال التجارية وهذا الاتجاه هو الأبرز في مصر بنسبة تصل إلى أن 91% من المتسوقين يدفعون نقدًا.
ويُذكر أن أحد أهم أسباب نمو حجم التجارة الإلكترونية هو ارتفاع نسبة القبول في التعامل بهذه التجارة في العالم العربي، إذ ارتفعت نسبة القبول في العام الماضي 2015 بشكل كبير في كل من مصر والأردن والكويت، حيث شهدت مصر تحسنًا في قطاع التجارة الإلكترونية بنسبة 16% عن العام السابق 2014، وهذا يشير إلى أن الناس باتوا أكثر تعاملًا في خدمات التجارة الإلكترونة في حياتهم اليومية وبات الدفع عبر الإنترنت أكثر أهمية وأوسع انتشارًا في المجتمع.
أما السبب الآخر فهو الإقبال المتزايد على الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الحديثة، حيث شهد العام 2014 ثورة بالإنترنت في العالم العربي بعدما ارتفع عدد المستخدمين بنسبة 400% ليقفز العدد من 28 مليون في العام 2004 إلى 140 مليون في العام 2014.
مع انتشار الهواتف المحمولة الذكية والتي لعبت دورًا رئيسيًا في نمو الاعتماد على الدفع الإلكتروني، حيث أصبحت الهواتف المزودة بخدمة الإنترنت متاحة بشكل كبير في المنطقة مقارنة بالأعوام السابقة.
حيث أشار التقرير إلى ارتفاع المبيعات التي تتم عبر الهواتف المحمولة، إذ ارتفع حجمها في العام الماضي إلى 3 مليارات دولار من 900 مليون دولار في العام 2012، تزامن هذا مع نمو شبكات التواصل الاجتماعي وزيادة تأثيراتها على قرارات الشراء والتسوق نتيجة تفاعل المزيد من مستخدمي تلك الشبكات.
الأرقام بالمليار دولار – المصدر تقرير بيفورت
وبحسب التوزيع على العالم العربي في العام 2015 فقد احتلت الإمارات المرتبة الأولى في حجم التجارة الإلكترونية بواقع 4.4 مليارات دولار ومن ثم السعودية بواقع 2.9 مليارات دولار وبعدهم مصر بواقع 2.7 مليارات، تليها الكويت ولبنان والأردن كما هو مبين في الرسم أعلاه.
وفي النهاية فإن حجم التجارة الإلكترونية في العالم العربي لا يزال يحتاج إلى نمو وتطوير مستمرين، وهذا يحتاج ترسيخ الاستقرار في الأسواق والخروج من الأزمات الاقتصادية التي كبلت الدول والنمو فيها، فمن غير المعقول أن يبلغ حجم التجارة الإلكترونية في دولة واحدة هي تركيا 10 مليارات دولار مقابل العالم العربي الذي يتكون من 23 دولة ويبلغ حجم التجارة الإلكترونية فيه قرابة 15 مليار دولار.